صنعاء نيوز/ضرار الطيب -
يعتقد محمد بن سلمان أنه يستطيع العبث بالثوابت الكونية في هذا العالم بمجرد أن يخرج من تحت عباءته شيكاً يحمل أرقاماً كبيرة ، ولهذا فهو مصر على أن السعودية لا تدعم الإرهاب ولا علاقة لها به ، ولكن هذه الأفكار لا تأتيه بسبب الغباء أو حتى السُّكْر .. هذا هو المال ببساطة ، وهذا الرجل كلما لا حت له فكرة تزعجه أخرجها من رأسه ووضعها داخل محفظته ، وصرخ في وجهها «أنت لست فكرة حقيقية .. أنا أملك المال . وسأقتنع بالعكس .. بزلطي»
هذا هو التفسير الوحيد الذي يبرر قيام هذا السكير في أنصاص الليالي ، ليعلن عن تحالف إسلامي لمواجهة الإرهاب . وإذا كان لنا أن نسأل لماذاجاء هذا الإعلان بالذات بعد منتصف الليل ؟ فذلك ربما لأن الرجل قد مكث منذ أول الليل وهو يفكر في الدعم السعودي الموجه إلى داعش منذ بداية تكوينها ، ثم فتاوى علماء السعودية الذين مثلوا المرجعية الأساسية للإرهاب على مدى سنوات ، ثم لا نستبعد أنه قد أغمض عينيه ليهرب من كل هذا ، فتذكر أن الوهابية وهي البيضة التي خرج منها آل سعود ونظامهم .. هي سبب التطرف والإرهاب قي العالم أجمع . وعلى هذا يمكننا أن نقول بأنه حاول أن ينطح الجدار هارباً من هذه الأفكار ، ولكنه فجأة يتذكر أنه يملك أموالاً طائلة ويبتسم ابتسامة الرجل الشرير ، وهو يقول في نفسه « نحن لسنا إرهابيين .. بزلطنا . لسنا كذلك « ، ثم يخرج ليعلن عن تحالف ضد الإرهاب بدون حتى أن يستشير الدول التي تحالف معها ، لأن المال سيتكفل بذلك فيما بعد.
المؤكد أن محمد بن سلمان نام جيداً بعد هذا الإعلان وتخلص من أفكاره السوداء ، واقتنع بأن المفاهيم تغيرت وأن المليارات التي سيوزعها على الدول في اليوم التالي ستجعل الناس يستيقظون فجأة وهم يتنهدون من فرط الحب والحميمية التي يشعرون بهما تجاه السعودية .
ستحارب السعودية الإرهاب بمنهج محمد عبد الوهاب الذي يسلخ الإسلام سلخاً ، وستصرف الكثير من الأموال في سبيل ذلك ولكن محمد بن سلمان لن يهتم ، ففي النهاية سيرى حوله من يؤكدون له أنه هو «الله» إذا أراد ، وهو لا يهمه إذا كان ذلك صحيحاً او لا .. لأنه سيضحك كثيراً وهو يتذكر كيف استطاع إثبات ما يريده وسيمسك دفتر الشيكات وهو يتلوى من الضحك .. ويقول «بزلطي» .
المشكلة هي أنه بعد هذه التسلية السخيفة سيتذكر -وعليه أن يتذكر- بأن أمواله كلها وتحالفاته لم تنفعه في اليمن ، وسيغلق أذانه كطفل مذعور وهو يتخيل صرخات اليمنيين المنتصرين في نجران وجيزان وعسير ، وأنات جنوده ومرتزقته .. ولن ينفعه وقتها دفتر الشيكات ، لن يستطيع أن يخرج في منتصف الليل ليقول بأنه انتصر في اليمن ثم يدبر الأمر في اليوم التالي .. لن يستطيع أن يفعل أي شيء لأنه سبق وفعل كل شيء ولم ينفع .. ربما سيعود ليسلي نفسه بتحالف جديد لينسى .