صنعاء نيوز/عادل عبدالاله العصار -
..معذرة.. لقد تلاشى دفء التواصل الداخلي، ولم يعد بإمكانكم سماع صوت النبيل محمد الطويلي..“
هكذا كان الرد الذي تخيلته وأنا أمسك سماعة هاتف الخط الداخلي، وقبل أن أضغط الرقم “صفر“ أعدت السماعة إلى مكانها واتجهت لإجراء مكالمة أخرى وإتصال مع ما سجلته الذاكرة من مكالمات كان وسيظل محمد الطويلي طرفا فيها، والذي وإن عرفناه من خلال الرقم “صفر“ إلا انه لم يكن ولن يكون صفر وسيظل الرقم الأهم الذي لا تستقيم بدونه كل الأرقام..
محمد ألطويلي الموظف البسيط بصحيفة الثورة لم يكن يمتلك عمودا في صحيفة اليمن الأولى، ولم يحتل قلمه “دكان“ صفحتها الأخيرة في يوم من الأيام فمحمد ألطويلي لم يكن كاتباً ولم يمتلك قلما ليعرفه الناس ويكتب عنه أصحاب المرثيات، لكن كل الأقلام كانت تعرفه وتسمعه ويساهم في إيصال رسالتها إلى الناس ولذلك لم يكن في حاجة للكتابة..
محمد ألطويلي لم يكن موظفاً عادياً أو زميلاً تتوقف معرفتنا به عند حدود تقاسم هوية الانتماء الوظيفي لمؤسسة الثورة التي ينتمي إليها الكثير من الزملاء الذين نجهل أسماء بعضهم ونجهل ملامح بعضهم الآخر، ولم يكن محمد الطويلي صفر منسيا، لأننا كنا جميعا نعرفه ونسمعه ونحتاجه، ولا يمر يوم دون أن نتصل به..
“.. الووو.. عم محمد.. خط لو سمحت…“ أو أن نسمع دفء صوته الذي نفتقده اليوم..
رحمة الله تغشاك وألهم أهلك وذويك ومحبيك الصبر والسلوان..