صنعاء نيوز/عبد العزيز المقالح -
المنظمة المعنية هنا هي المسماة بمنظمة الأمم المتحدة، والتي وصلت في هذه المرحلة إلى سن الشيخوخة (سبعون عاماً) عانت خلال الأهوال وعانت شعوب العالم من إهمالها ومن مواقفها المنحازة ضد الخير والعدل الأهوال أيضاً، وهي تمر في هذه الفترة بأسوأ مراحلها على الإطلاق، وتبدو للعالم وكأنها غير موجودة تماماً وأن حضور بعض رؤساء الدول لمتابعة لقاءاتهم الدورية وإلقاء خطاباتهم المكررة والمملة ليس سوى نوع من زيارة القبور وقراءة ما تيسر من الأقوال على روح هذه المنظمة التي كانت أملاً وكان ميثاقها الإنساني واحداً من أصوات الحرية التي أيقظت شعوباً عديدة كانت تغط في سبات العبودية والاحتلال الأجنبي، وأسهمت بجهد لا ينكر في تحرير بعض الأقطار الكبيرة والصغيرة التي كانت رازحة تحت وطأة نوع جديد من الاسترقاق والاستعباد. وما يزال كثيرون يتذكرون أصوات المئات من ممثلي الشعوب المضطهدة تلك التي ارتفعت من أروقة هذه المنظمة وقاعاتها.
ويمكن النظر إلى الهبوط الذي طرأ على دور هذه المنظمة من خلال هبوط اختارها لمبعوثها في حل النزاعات والحروب المشتبكة في أكثر من مكان من العالم وفي الوطن العربي وفي بلادنا اليمن خاصة، لقد انتهى عهد المبعوثين العظام وحل محلهم نوع من المبعوثين النكرات الذين لا يمتلكون القدرة على حل النزاعات الشخصية في قرية من قراهم، ورأينا كيف يرتقي موظف صغير في دائرة تختص باهتمامات البيئة إلى مبعوث دولي لإيقاف حرب تدور منذ شهور فلا يمتلك من الإمكانات العقلية والفكرية ومن "الكاريزما" الشخصية ما يفرض احترامه على أطراف الصراع ومن حق الأخضر الإبراهيمي وهو مبعوث دولي من أصل عربي أن يقال عنه أنه آخر مبعوث عربي كان جديراً بالمهمة الملقاة على عاتقه، وكان صريحاً ومبعوثاً دولياً بحق ولم يكن موطناً مستأجراً يؤدي دور تمثيلياً لا يقدم ولا يؤخر.
وأزعم أنني لست الحزين الوحيد على ما وصلت إليه هذه المنظمة الدولية وما اعتراها من نضوب وشحوب في مواقفها وفي اختيار لمبعوثيها من الشخصيات الهزيلة التي تفرح بالوقوف أمام الكاميرات وتبدو أمامها مفتونة بالمنصب أكثر من اهتمامها بدورها وبما يعلقه الشعب المبعوثة إليه من آمال في زحزحة معاناتها والخروج به إلى بر السلام . ولعل ملتقى جنيف التشاوري الأخير هو الامتحان الأخير لهذه المنظمة ولمبعوثها الذي يدفع الأطراف دفعاً دون ترتيب مسبق ولا جهد مبذول لوضع حلول يرفضها الجميع أو يفعلون ببعضها للخروج من هذه المحنة التي تطول باستمرارها مأساة هذا الوطن الجريح الذي بات يقتل بعضه بعضاً، دون رحمه ولا احترام للمواطنة والتعايش والانتماء إلى عقيدة واحدة تاريخ واحد ولغة واحدة.
|