صنعاء نيوز -

بعد فصول من الخلاف و الإختلاف توصل حزب المؤتمر الحاكم وأحزاب المعارضة اللقاء المشترك في اليمن أمس السبت إلى اتفاق يقضي بتشكيل لجنة لإدارة حوار بين الطرفين، بعد ظل معلقا لما يقارب العامين .

واتفق الطرفان على أن يرأس لجنة الحوار عن الحزب الحاكم نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور وعن أحزاب المعارضة محمد سالم باسندوه ، وأن يكون رئيس الوزراء السابق الدكتور عبد الكريم الأرياني نائبا لمنصور، وعبد الوهاب الأنسي نائبا لباسندوه ، كما تم الاتفاق على أن تبدأ السبت أول اجتماعات لجنة الحوار .

وفي الاجتماع قال ممثل المؤتمر وحلفائه في اللجنة المشتركة عبدربه منصور هادي نائب الرئيس اليمني الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام، إن :" النتيجة العظيمة أقرب ما تكون من الجميع وإنما أبعدتنا عنها غشاوة سياسية عابرة أدى إليها المعترك السياسي والتدافع والتنافس خارج المعايير الحاكمة والقوانين المنظمة فضلاً عن عدم اللقاء على مائدة الحوار بفعل أسباب وظروف لا أريد أن أصفها بأنها ذاتية أو مصلحية بما في ذلك تبادل النعوت والأحكام الجائرة".

و أضاف إن أنظار المواطنين اليوم تتوجه بالأمل الكبير إلى أعمال لجنة الحوار الوطني وتنتظر بفارغ الصبر إلى ما سوف تتوصل إليه من نتائج في مسافة زمنية قصيرة تعوض الوطن عن كل ما ضاع من الوقت حتى الآن .

و اعتبر هادي أن العمل الملقى على عاتق اللجنة المشتركة لن يكون سهلاً، مؤكدا أنه "بالإمكان لأبعد الحدود الوصول إلى النتيجة التي ترضي الجميع طالما وهي في مصلحة الشعب ومن أجل بناء الوطن وصيانة منجزاتهما ومكتسباتهما الخالدة .."، مشددا على أهمية حسن الظن "فيما بيننا كما يحسن الشعب والقائد الظن بنا".

وقال هادي: "نعم لقد مرت بلادنا خلال المرحلة الماضية بظروف سياسية بالغة التشوه فاقمت أسباب القطيعة بين السلطة وأحزاب المعارضة وتراكمت الأسباب المؤثرة في صنع الاحتقان السياسي بكل إفرازاته السيئة والتي نالت من حرمات الوطن وعملت على تشويه صورة الحياة حتى بد مثل بيئة طاردة للاستثمار وحاضنة لأعمال التخريب والإرهاب والخروج عن النظام والقانون وبث مشاعر اليأس والإحباط والتي أوقعتْ فيها النفوس المريضة والمرتهنة" مشيرا إلى أن حزب أحرص ما يكون على عدم مفاقمة الأوضاع " . حد قوله .

من جهته ألقى عيدروس النقيب الأمين العام المساعد للجنة التحضيرية للحوار الوطني كلمة اللقاء المشترك وشركائه قال فيها إن مهمة الإعداد لمؤتمر حوار وطني شامل يخرج من خلال حوار جاد وصادق ومسؤول ، مشيرا إلى أن اللجنة التحضيرية للحوار الوطني الممثلة للمشترك وشركائه تنحاز كليا إلى الشعب وتطلعات في التغيير ، مؤكدا الاستمرار في نهج النضال السلمي والتمسك بالحوار الجاد والصادق، مضيفا :" لن نتخلى لحظة واحدة عن حق شعبنا في العدل والحرية والمساواة والمشاركة الفاعلة واحترام حقوق الإنسان والتنمية المستدامة والتداول السلمي للسلطة".

وأكد على أن " العنف لايولد إلا العنف وأن الدماء لاتجر إلى الدماء وأن الحوار الجاد والصادق والنضال السلمي والإرادة السياسية للنخبة الحاكمة الملتزمة والمدركة لمتغيرات ومتطلبات التغيير هما سبيل إقامة اليمن الجديد المتطور الآمن والمستقر ، وما عدى ذلك فليس سوى السير في طريق الكارثة " .

ودعا أصدقاء اليمن و أشقائه إلى دعم المسيرة الحوارية ومتابعتها بالرأي والنصيحة والموقف حتى تصل إلى غايتها في الإعداد والتنفيذ ، مشددا على إن لا يقتصر موقف الأشقاء والأصدقاء على دعم الجانب الأمني فحسب، باعتبار أن ذلك لا يجدي مادام المناخ الذي يولد والإرهاب والتطرف قائما ، مستشهدا بالتجربة الدولية في العراق وأفغانستان وغيرهما على فشل الحل الأمني ، وقال إن مقايضة الديمقراطية بالأمن منهج ثبت فشله.

وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح اتهم أحزاب اللقاء المشترك الأربعاء الماضي بالمماطلة في إجراء حوار بين الطرفين لإقرار انتخابات البرلمان المقبلة وإجراء تعديلات دستورية.