صنعاء نيوز/الدكتور علي مطهر العثربي -
يخطىء من يقل بأن حورات الخارج فشلت ،لأن مسقط وجنيف١ وجنيف٢ كانت الطريق الذي استطاع اليمن من خلاله تفنيد الادعاءات الباطلة وفضح الزيف الذي مارسه القائمون على العدوان على يمن الإيمان والحكمة فالصواب أن تلك الحوارات جميعاً نجحت وبامتياز ، فقد استطاع المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه في حوارت الداخل إقناع الشعب اليمني بكل مكوناته السكانية والجغرافية بأن تكتل ٢٠٠١١م لإسقاط النظام لم يعبر إلا عن فشل وجهل القوى السياسية التي تبنت شعار إسقاط النظام وعدم إيمان تلك القوى بأليات العمل الديمقراطي وعدم إيمانها بمفهوم الولاء الوطني ، حيث برهن المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه أن تلك القوى قد دنست شرف التاريخ ورهنت نفسها للغير وقبلت أن تكون مجرد أدوات تنفذ رغبات أعداء الحضارة اليمنية ، وكل ذلك كان شديد الوضوح في كافة الحوارات التي جرت قبل ٢٠٠١١م ثم ما عرف بمؤتمر الحوار الوطني في موفمبيك صنعاء بعد ٢٠٠١١ م الأمر الذي جعل الشعب يلفظ تلك العناصر الفاشلة خارج قدسية التراب اليمني الذي يرفض العمالة والإرتهان ، وكان لزاماً على المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه ومن صمدوا على قدسية التراب اليمني الطاهر الذي لا يقبل بالتبيعية أياً كان شكلها أو نوعها أن يبرهن للعالم بأسره أن تلك المجموعة التي فرت إلى الرياض فاشلة ولاتملك قرار نفسها ولا شرعية لها على الإطلاق وأن ما تدعيه من شرعية لا أساس له من الصحة البتة ، لأن شرعيتها المزعومة لا تستمدها من الإرادة الشعبية اليمنية ولو كانت مستمدة من الشعب اليمني ما كانت خارج الأرض اليمنية تسكن فنادق الإرتزاق والإرتهان .
وبناءً عليه فإن المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه ومن صمد معه على تراب اليمن المقدس قد أوصل رسالته إلى العالم من خلال حوارات الخارج في مسقط وجنيف ١ وأخيراً جنيف٢ التي كان مفادها أن تلك العناصر التي تجمعت في الرياض فاشلة ولا تمتلك مشروعاً وطنياً يخدم اليمن بكل مكوناته البشرية والجغرافية وأنها لا تبحث إلا عن المصالح الخاصة والمكاسب المالية المدنسة وتتاجر بدماء اليمنيين الأحرار بجلبها للعدوان البربري الإرهابي ، ومن أجل أن يعيد العالم لمنظمة الأمم المتحدة هيبتها وإنسانيتها فإن عليه أن يدرك أن اليمن دولة ذات سيادة مطلقة عضو في المجتمع الدولي قد أعتديا عليها من تحالف شيطاني إرهابي بقيادة المملكة العربية السعودية دون أي مبرر أو سند قانوني ، ثم يبدأ فوراً باتخاذ الخطوات العملية لإنها ذلك العدوان الهمجي الذي تجاوز المبادىء الدينية والإنسانية وشكل سابقة خطيرة في العلاقات الدولية ، ثم يلزم الدول التي اعتدت على اليمن بإعادة إعماره وتعويض كل من لحق به الضرر وتقديم الاعتذار لليمن وهو من أبسط واجبات العالم في هذا الاتجاه ، لأن اليمن برهن منذ أكثر من ربع قرن من الوحدة اليمنية أن وحدته وأمنه واسقلاله وسلامة أراضيه عامل أمن واستقرار للمنطقة والعالم بأسره ، وأنه يحترم مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير ويؤمن بالسلام العالمي القائم على تبادل المنافع والمصالح المشتركة ، فتحية لكل من أسهم في فضح حقيقة العدوان على اليمن.
أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء رئيس دائرة الفكر والثقافة عضو الأمانة العامة بالمؤتمر الشعبي العام |