صنعاء نيوز - صنعاء نيوز/ فهد ياسين:
لم يكن ممكناً أن يستمر الحوار وفقاً لمعادلة مختلة ثبت أنها غير مجدية ولا منتجة لأي حلول. يمنياً تجد الأمم المتحدة نفسها أمام تحدٍ للمضي في وساطتها وما إذا كانت جادة، ومعها الدول الكبرى، في قلقها ومساعيها إلى وضع حد لنيران تتهدد المنطقة برمتها، والتصرف بقليل من الإنسانية إزاء المذبحة التي تحدث تحت سمع وبصر العالم منذ عام إلا قليلاً.
وكما يرى سياسيون يمنيون تحدثت معهم وكالة خبر: تحاربك دول تقودها المملكة السعودية (تحالف) وتجند المرتزقة لقتالك، بينما عليك أن تتحاور مع أفراد لا حول لهم ولا قوة، ووجودهم استخدم من البداية كمبرر للعدوان وبناءً على رغبتهم كانت الحرب التي تقطع شهرها العاشر مخلفة آلاف الضحايا ودماراً هائلاً طال كل شيء في اليمن، وأعمل الخراب في البُنى الاجتماعية والوطنية.
في محادثات اليمن في سويسرا (1، 2) لم يتمخض عن الحوار الذي رعته الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص ما يمكن اعتباره محفزاً لمزيد من الجولات. في الأثناء وفيما بعد أيضاً يستمر القصف الجوي، بل ويزيد ضراوة.
و"بطلب من هادي" - هكذا- يأخذ التصعيد الجوي جولة أسوأ، خصوصاً على صنعاء العاصمة، والحديدة الساحلية، وحجة، وتستخدم أسلحة محرمة وقنابل عنقودية بكثرة وثقتها المنظمات الدولية والأمم المتحدة.
كما يستمر الحصار الجوي والبحري. ويتدفق مزيد من المقاتلين والجنود الأجانب والمرتزقة والقوات والعتاد العسكري. تستمر بهذه الآلية، وبوتيرة عالية، عملية إذكاء المعارك والاقتتال الداخلي وتوسيع مساحات الحرائق والنزيف اليومي وتوطين الجماعات المتطرفة.
وهذه هي، بتلقائية شديدة الغرابة، ما يُقال إنها "الظروف المواتية" لإنجاح الحوار (..) وبصدد الإعداد لانعقاد جديد منتصف يناير، كما كان مقرراً.
في خطابه الأخير، والذي بدا أنه خطاب حاسم حازم، وضع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، نهاية فيما يبدو لما كان - من الاختلال الذي اعتور المعادلة - وقدم تصوراً لما ينبغي أن يكون. لا حوار طرشان بعد الآن. ولا حوار مع من لا يملك رأياً أو أن يلزم العدوان بموقف، أو أن يقدم في الحوار شيئاً يمكن من المُضي في طريق السلام بوقف الحرب وفك الحصار وفرض هدنة طويلة الأمد. والحوار سيكون مع المملكة السعودية رأساً برأس واحتكاماً للقانون الدولي.
عشية زيارة مرتقبة إلى صنعاء يقوم بها اسماعيل ولد الشيخ، استبق صالح وصول المبعوث الأممي الذي يقول إنه يعد لجولة جديدة من المحادثات بخطاب أشبه بإعلان مبادئ نهائية حددت طبيعة المشاورات التي ينبغي من الآن فصاعداً أن يعمل عليها الوسيط الأممي والحوار الذي يجب أن يحدث بأطرافه ومواضيعه شريطة أن تسبقه إجراءات عملية تضمن "توقف العدوان والضربات الجوية وفك الحصار وانسحاب القوات الغازية"، كما أعلنها صالح على الهواء، مساء الجمعة.
عند هذا الحد ينبغي التساؤل، بجدية وموضوعية، حول ما إذا كانت مهمة اسماعيل ولد الشيخ بصيغتها السابقة صالحة للاستمرار، أو أنها انتهت عملياً بداية من مساء الجمعة؟ والإشارة لازمة إلى أن زيارة ولد الشيخ لصنعاء باتت محل شك الآن - إلا إذا كان على متن الطائرة أو لم يستمع ـ لأي سبب ـ لخطاب صالح.
وفي الجهة الأخرى، فإن أي موقف سيصدر من الرياض أو حلفاء السعودية "وفد الرياض"، إزاء المحادثات المقررة بآليتها المنتهية الصلاحية وفقاً لإعلان صالح، لن يكون إلا تحصيل حاصل لما حددته صنعاء. بالتالي، فإن الأمم المتحدة والدول الراعية عليها أن تجد صيغة جديدة للتعامل مع الملف اليمني والحرب في وعلى اليمن بعد عشرة أشهر من التعامي وسد الآذان عن رؤية وسماع ما يحدث في اليمن الذي تُرك وحيداً لآلة الحرب والدمار والتخريب عندما أفلحت الأموال السعودية وآبار النفط بشراء الصمت والتواطؤ الدولي حتى الدول. |