صنعاء نيوز/بقلم د عادل سمارة -
من "ماكو أوامر" ...عسيري 1948 وعسيري عاصفة الحزم:
من ماثورات اللهجة العراقية في فلسطين ذلك القول بمرارة من قادة الجيش العراقي في حرب 1948 "ماكو أوامر" اي لا توجد أوامر بالقتال من قبل الحكومة العراقية آنذاك والتي كانت بتعيين الاستعمار البريطاني. فقد أُرغم الجي شالعراقي على الانسحاب بعد أن توغل في وسط مستوطنات العدو حتى البحر.
وفي نفس السياق وقعت عيني على قول للعميد الركن المتقاعد علي سلمان الشهري من مواطني الجزيرة العربية ولاية عسير الواقعة تحت حكم آل سعود والذي قاتل في فلسطين 1948 وأصيب إصابة بالغة في ساقه يقول عن تلك الحرب:
" ... ولم يكن يوجد ما يعكر الصفو في اعمال الجهاد والمقاومة إلا الإحباط الذي كنا نواجهه في كل مرة ينتصر العرب فيها تخرج قرارات الهدنة مع اليهود، وما ذلك إلا إعطاء مهله ومزيد للوقت للصهاينة للحصول على السلاح والرجال ، وكذلك فقد كان لبعض التراخي والخيانة والجواسيس العرب الذين ينقلون الأخبار عن مواقعنا الأثر الكبير في تأخير انتصاراتنا" ( انظر كتاب ثوار عرب في فلسطين، تأليف عبد الحكيم سمارة، منشورات شمس، جت المثلث المحتل 1948 نُشر 2015 ص 157)
من يفهم الفقرتين أعلاه، وينظر اليوم إلى عاصفة الحزم كعدوان سعودي على اليمن، وينظر إلى القاعدة والنصرة وداعش في ليباي وسوريا والعراق ومصر ناهيك عن الصومال وطبعا نصف ساسة لبنان كعملاء "ما بعد حداثيين" يلتقط الخيط الناظم من حينها حتى اليوم. فهزيمة 1948 كانت بقرار رسمي من الحكام العرب. وتدمير الجمهوريات العربية هي بقرار رسمي من حكام عرب والمرحلتين بتصميم وتخطيط غربي رأسمالي صهيوني. هل للجمهوريات أخطاء، بالطبع نعم. قد يقول البعض الاستبداد. نعم، ولكن إذا كانت هذه الجمهوريات تحت المطرقة والاستهداف حتى دون ان دمقرطة فما بالك لو تدمقرطت؟ هذا أمة قيد الاستهداف .هذا الف باء التفكير والعمل. وتجاوز الاستبداد لا يكون بالخيانة.