صنعاء نيوز/سهير جرادات -
بلال ” ، شخصية ابتكرها المواطن الأردني ، ليسخَر من تردي أوضاعنا الاقتصادية والمعيشية ، و”يفضض” بها عن نفسه، بعد أن حَولنا إلى ما يشبه اللعبة الشعبية التي تُعرف باسم ” البلبل “، وهي لعبة خشب لها رأس مدبب يلتف عليها خيط ، وتجده ينفض بسرعة ،من قبل الشخص الذي يمسك الخيط بيده، فيدور البلبل على الأرض ، ويبقى يدور حول نفسه وهو معلق بالخيط الى أن يتوقف عن الدوران ويسقط على الأرض . ” بلال” ، يحرك الخيط الذي يحرص أن يبقى مربوطا طرفه الأول بيده بحرفية عالية، والطرف الآخر في رقبة المواطن؛ ليتحكم بعدد المرات التي يدور بها المواطن حول نفسه ، ليتركه حتى يتوقف وحده ، إلا أنه في كثير من الأحيان فإن المواطن يفاجئه بقدرته على الصمود، أمام القرارات الحكومية المجحفة بحقه، ويبقى ثابتا أمام ما يعصف به من مخاطر تهدد دخله . ” بلال ” يستمتع وهو ينظر إلى المواطن، عندما يدور حول نفسه كالبلبل ، غير مكترث بعددالمرات التي سيفتل بها الخيط ، ومدى قدرته على الاستمرار بالدوران. ” بلال ” تمكن ولصغر حجم البلبل أن يضعه في جيبه، فيخرجه متى اراد ، ويقذفه بأي وقت ويوقفه متى شاء ، على أن يبقى ذلك الخيط مربوطا بعنق المواطن ، وكلما فتح فمه يقوم بسحب الخيط ويضغط على رقبته ،مهددا بذلك أمنه وأمانه. ” بلال ” يستخدم اسلوب التهديد بحق المواطن الذي حوله إلى بلبل كلما اعترض على ارتفاع الأسعار أو فرض المزيد من الضرائب ، أو تذمر من ضيق ذات اليد ، ويقرن ذلك بنبرة تهديد ، تخير المواطن بين الأمن والأمان وقبول ارتفاع الأسعار والضرائب المتزايدة ، وبين ما يجري في عدد من الدول العربية من دمار وقتل وإراقة دماء !. ” بلال ” حول الأمن والأمان إلى “تمنن ” ، فنحن نتغني بالأمن ،في إقليم ملتهب، حتى غدونا كواحة خضراء يحيط بها الدمار الذي خلفته الحروب ، فيما تفوح رائحة الموت من حولنا ، ولون الدم يطغى على منطقتنا . ” بلال ” حول الأمن والأمان الذي يقع توفيره على عاتق مؤسسات الدولة، إلى سيف يسلط على رقاب المواطنين الذين أقلقهم شظف العيش ، فيمنن عليهم بذلك . ” بلال ” جعل من نعمة المطر والثلج، مصدرا للرعب والقلق للمواطن ، بعد أن وصل الاستهتار إلى حد غرق عمان وإربد بمياه الأمطار، علما بأن كميات الأمطار لم تتغير وهي ليست المرة الأولى التي يشهدها أردننا الحبيب ، فجعلوا المواطن يعيش في حالة خوف على حياته وحياة أبنائه، كون المؤسسات المعنية تركت دورها وتفرغت لإلقاء اللوم على المواطن،الذي أجبرته الأوضاع المالية لقبول العيش في تسويات العمارات ، فيما يغض الطرف عن الجهات المسؤولة عن السماح لأصحاب العمارات والبنايات من تحويلها إلى شقق تسد طمعهم، الذي ما كان سيستجاب له دون جشع مسؤول سهل له هذا ، أو خرق القوانين مقابل حفنة من المال يحصل عليها لا تعادل قيمة الأرواح التي تزهق من جراء مثل هذه القرارات . ” بلال ” أثبت من خلال قراراته أنه يتخبط ، كما في حال استبدال رئيس وحدة الاستثمار الذي أعيد للعمل في سفارتنا في العاصمة البلجيكيه، أو من خلال طرد أو” تطفيش ” الاستثمارات الموجودة لدينا عن طريق فرض الضرائب ورفع أسعار تعرفة الكهرباء، ليخسر الأردن عملة صعبة يمكن أن تدخل إلى البلد ،أو أن يحصل المواطن على وظيفة تمكنه من العيش الكريم. ” بلال ” سيبقى يهدد المواطن بحياته ورزقه ،لأن خيط الأمان بيده…
[email protected]