صنعاء نيوز -
قال الدكتور أحمد عبدالله الصوفي إن الفراغ السياسي اليوم، وغياب خارطة الطريق، هو من أخطر عوامل إضعاف الصف الوطني وهو مبرّر لمزاعم نشوب حرب أهلية تشبه تلك التي نشبت بين الأدارسة وأدّت إلى التهام السعودية لعسير وجيزان..
وقال الصوفي في مقال تنشره صحيفة "الميثاق" غداً "الاثنين": إن تجاهل المشروع الوطني اليوم الذي اختمر منذ 22 من مايو 1990م يهدد الصمود في وجه الأطماع السعودية في اليمن، ويفسح المجال أمام أدواته الداخلية للّعب بمصير اليمن، داعياً إلى أن "نتحاشى اليوم تكرار أخطاء الإمام يحيى بالأمس إن أردنا تحقيق انتصار ورفض أية هزيمة أخرى أمام السعودية".
وأشار الصوفي إلى أن السعودية لا تقاتل من أجل مشروع يجمع اليمنيين ويوحّدهم ويوطّد أركان دولتهم، فهي بالإضافة إلى الاحقاد السياسية الدفينة زجّت بسمعتها وثقلها العسكري تحت عنوان الحدّ من النفوذ الايراني وكأنها تحارب لنفسها ولنفوذها.
وأوضح أن تحوّل السعودية من وسيط بذل جهداً للعودة إلى المسار السياسي الذي يقضي باسترجاع هادي لمشروعيته، وتحوّل المجير والوسيط إلى صاحب دعوة وصاحب غايات تتلاعب بهذا الانتقال من الدور الإيجابي إلى كشف أجندة مستقلة تشجّع انقسام الجغرافيا وتتحسّس تحت أقدامها مكاناً يجعل من إمكانية الاتّكاء على حالة الاطمئنان لغايات ومقاصد السعودية طوال فترة الأزمة اليمنية وهي الاحتفاظ بالقرار السياسي وربما بجزء من الجغرافيا اليمنية.
وأكد أن السعودية تخفي الهدف الحقيقي من شنّ عدوان مباغت على حالة سياسية يكون ممثّل الكيان لاجئاً لديها، أي أن حالة عبد ربه كانت الغطاء لرغبة الحرب التي تفتّش عن ذرائع.
ولفت الصوفي إلى أن الجمهورية اليمنية اليوم قد تشكّلت وتحدّدت قسماتها فليس هناك من ينازع شرعيتها سوى انقسام اليمنيين، لكن تكرار أخطاء الماضي اليوم يعد خيانة متعمّدة وتواطؤاً مع سيناريوهات تغلّب مصالح جهوية أو عقائدية على المصلحة الوطنية، وهي في التاريخ السياسي اليمني دوافع لتمرير الانقسام وكذا السماح بتزاحم الأطماع الخارجية والتنافس الإقليمي على الأرض والثروات الوطنية. |