صنعاء نيوز - على صفيح ساخن يتقلب مصير المملكة بين أقوال الملك وأفعاله، وإزاء إطلاق يد "الولد المدلل" ما أنتج أوضاع كارثية داخلية وفي اليمن، وحيال تدهور أسعار النفط الذي ساهمت فيه الرياض وخروج اصوات أميرية إلى تغيير يتلافى الكارثة، كما يعرض المقال -التالي- على موقع الوكالة الروسية "سبوتنيك" لأحمد صلاح الدين.
تساءل العديد من المتابعين الأجانب والعرب عن مستقبل المملكة العربية السعودية بعد وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وتولي الملك سلمان زمام الأمور في المملكة، وسرعان ما خرج صاحب العرش الجديد إلى الجميع بتصريحات مفادها أن السعودية ستستمر على نفس النهج السابق، وهو ما لم يصدقه الكثير من المتابعين، وثبتت شكوكهم بالفعل بعد فترة مرت على توليه شئون الحكم في المملكة العربية السعودية، حيث اتضح أن سلمان يملك رؤية مختلفة عن تلك التي كانت لسابقه الملك عبد الله، وربما جميع من سبقوه.
وقد أوضحت ذلك الإجراءات التي اتخذها الملك سلمان عقب توليه مقاليد الأمور، منها تلك الحملة العسكرية الواسعة التي شنها ضد اليمن، إضافة إلى توجهاته السياسية التي اتخذت طريقا ربما يبدو مغايرا لما اعتادته السياسة السعودية، هذا إلى جانب تعامله مع بعض المؤسسات الاقتصادية والسياسية السعودية الذي عكس رغبة في تغييرها بما يتفق مع رؤيته.
وقد رأى البعض أن ما قام به الملك سلمان هو وسيلة لكسر البيروقراطية التي تعاني منها المملكة ومحاولة جادة للإصلاح، لكن المتابع للفترة القصيرة لحكم سلمان، يجد الكثير من الأمور التي ربما لا تدعو للتفاؤل.
وقد أشار بعض المراقبين أن الحوادث التي راح ضحيتها عدد من حجاج البيت هذا العام ليست إلا دليلا واضحا على القصور والإهمال الإداري البالغ. والغريب حقا أن بعض الصحف السعودية نشرت رسالة من الملك إلى سمو الأمير محمد بن نايف يمتدح فيه الملك نجاح الأمير في تنظيم الحج هذا العام.
ومن ناحية أخرى، تجاهلت المملكة كافة النداءات المطالبة بوقف الحرب في اليمن، ولم تلق السلطات السعودية بالا للمطالبين لها بالنظر بعين الرحمة للوضع غير الإنساني الذي يعيش فيه آلاف اليمنيين، ولا يمكن وصفه سوى بالكارثي.
حتى أن المملكة لا تتعاون مع الجهات الدولية في تقديم أرقام حقيقية لعدد الضحايا من اليمنيين جراء الحملات الشرسة التي تقودها السعودية هناك. لكن بالطبع لا يستطيع أحد توجيه اللوم للقيادة السعودية في اليمن لأن القائد هو الأمير محمد بن سلمان، الابن المدلل للملك السعودي.
ونظرا لتدهور الأوضاع في المملكة العربية السعودية، وتزايد السخط ضد الإدارة السعودية المسئولة مسئولية مباشرة عن هذه الأوضاع، تبنى أحد الأمراء حملة للمطالبة بتغيير فوري في القيادة بالمملكة، ذلك نظرا للظروف غير العادية التي تواجهها المملكة في الوقت الحالي، وهي بمثابة تحدي لم تشهده المملكة في السنوات الأخيرة، منها حرب اليمن، تدهور أسعار البترول — الذي شاركت القرارات السعودية في صنعه — كارثة الحجاج في مكة، كل هذه الأمور تدعو للقلق على مستقبل المملكة الذي أصبح في أيد من الصعب الوثوق في قدرتها على تولي مقاليد الأمور.
وقد ذكر الأمير، الذي رفض التصريح باسمه للصحف التي أدلى لها بهذه التصريحات، أن "ملك السعودية ليس بحالة جيدة، وأن مقاليد الأمور كلها بيد ابنه محمد بن سلمان، الحاكم الحقيقي للمملكة العربية السعودية"، كما أكد أن هناك خطة بين عدد من أفراد العائلة للقيام بمحاولة لاستعادة زمام الأمور التي أصبحت على شفا الكارثة.
وقد أشار الأمير المجهول إلى أن هناك دعما كبيرا لهذا التحرك من قادة القبائل، كبار العائلة، كافة أطياف الشعب السعودي؛ الكل يتمنى أن تعود السعودية إلى مسارها الطبيعي، وألا تقع في الهاوية. |