صنعاء نيوز/بقلم وليد المشيرعي -
هل يمكننا فهم لغز المرأة في حياتنا بعيداً عن طلاسم الدين والموروث الثقافي الذي قتل آدميتها على مدى آلاف السنين من الحضارة الانسانية ؟
هي أول وطن نسكنه وأجمل قفص نتمنى ان نأوي إليه ،أطعمتنا بالحبل السّري وقبلها هي فاكهتنا ولذتنا ومستودع ارتعاشتنا الحميمة ،
حلمات نمتص منها عبير النشوة وحليب البقاء على قيد الحياة ،
دورتها الشهرية ارتباط بدورة القمر وهل سواها قمر يضيئ ليالينا ويسكر اصباحنا بأريج الحب والجمال والعذوبة ،
هدية من السماء أن تكون الانوثة صوتاً ناعماً وشعراً مجدلاً وفسحة من البشرة النضيرة ولمسة حنان تزيل عن مآقينا هول لقمة العيش وخوفنا الدفين من غد بلا وطن ،
منذ أزمنة بعيدة موغلة في القدم بنى الانسان حضارة بدأت بالزراعة وانتقلت للصناعة ثم التجارة وتداول البشر ديانات وثنية صنمية تتهجى سر البقاء وترجو عون الآلهة للنجاة من موت على ايدي الغزاة او كوارث الحياة ،وان تخصب الارض وأن تكون النساء أخصب وأوفى وأطهر،
الأنانية وحب الامتلاك حكمت علاقة الذكر الحاكم بكل ماحوله من مقومات الحياة ، نجد ذلك في درجات ادنى في قطعان الماعز والحيوانات البرية ذكر واحد لكل الاناث يذود عن موقعه الأثير ،
تعقدت الحضارة وبات الذكر الأكبر اذكى وبحاجة لذكور آخرين لهم اناثهم في قطعان صغيرة ،ومزيد من الكهنة يتلون تعاليم الآلهة التي لاترضي سواه ،
انطلقت مسيرة جديدة للحضارة واصبح الدين توحيدياً من السماء يضمن البقاء والخلود بعد الموت وفي الحياة يحمي للذكر نصيبه من الاناث بسياج العفة والطهارة ويحجبها عن آدميتها وقرارها بل ويغلف جسدها بحجاب حتى لاتتأذى عيون المؤمنين من الذكور الطامحين ،
وتكاثر الكهنة وتكاثرت تعاليم الـ "إله" الذي صار بفتاواهم امتداداً سماوياً لطغيان الحاكمين في الأرض،
هل أجمل من الدين الذي اعفى ذكر القطيع من استخدام المخلب والناب للحفاظ على اناثه وتسلطه فأعطاه بدلاً عنها "شريعة" و آيات الوعد بالحور العين في "الجنة" للطائعين وعذاباً للعصاة بالخلد في نار الجحيم ؟!
نشر في موقع الحوار المتمدن-العدد: 5055 - 2016 / 1 / 25