صنعاء نيوز -
لا يقتصر الأمر على الفشل العسكري، وإنما كانت له مظاهر أسوأ، وتجليات كارثية كرَّست الفشل، تعاظم حضور وقوة الإرهابيين وتحجيم القوى التي تتصدى لهم، وتعميق الانقسامات في البلاد، وتعويق الحلول السياسية. كل هذا، إضافة إلى المعاناة الإنسانية.
سيل من الإدانات والاتهامات ساقها نص قرار البرلمان الأوروبي- الذي أكد على تقديمه إلى مجلس الأمن الدولي- بمسئولية المملكة السعودية والتحالف الذي يحارب في اليمن بقيادتها، تركزت وركزت - فيما يتعلق بالأعمال العسكرية والقتالية والحملة الجوية - على مسئولية التحالف والحرب إزاء التمكين للانقسامات العميقة والتمزقات الداخلية، وهو ضاعف، من حيثيات توافرت، على تمكين تنظيمات إرهابية، مثل داعش والقاعدة، من التوسع وتركيز القوة في أيدي المتشددين.
متوالية الفشل - الكارثي-
الفشل الذي حققته وكرّسته الحرب السعودية على اليمن، لم يقتصر على الجانب العسكري والحربي، وهو ما أكدته الفقرة الأولى من نص قرار البرلمان الأوروبي، علاوة على الجانب الإنساني، والمعاناة الكبيرة للسكان المدنيين وقطاعات البنية والخدمات والأعيان المدنية - الفقرة1: "في حين أن قوات التحالف التي تقودها السعودية قد فشلت في تحقيق الاستقرار في اليمن، وعدد الأشخاص الذين قتلوا في الحرب الأهلية يتجاوز 6000 إلى الآن".
لكنها أيضاً -الحرب- تسببت، بصورة مباشرة، في إفشال ومنع الجماعات الجهادية والمتطرفين من الاستفادة من ظروف الحرب واستثمارها لصالح توسعها على الأرض - الفقرة 2: "في حين واصلت قوات متطرفة مرتبطة بداعش والقاعدة في جزيرة العرب، القتال في جنوب اليمن وعلى وجه الخصوص في ضواحي عدن".
وبالتوازي مع ذلك، فشلت في إثبات مصداقيتها ودعم الجماعات المحلية التي تتصدى لداعش والقاعدة - الفقرة 3: "بالرغم من وجود الميليشيات المحلية المتحالفة مع الحركة الانفصالية الجنوبية، والتي تعمل على صد قوات داعش والقاعدة في عدة مناسبات، فقد فشلت قوات التحالف التي تقودها السعودية لدعم هذه القوات المقيمة في الجنوب، ما أتاح للقوى المتطرفة العودة إلى المواقع التي كانت قد خرجت منها في وقت سابق".
وحيث كانت تلك أسباباً أكثر من كافية لتعميق ونشر الانقسامات أفقياً وعمودياً في البيئة والمجتمع اليمني والمجتمعات المحلية الغارقة في الصراع الآن، (إذا كان يمكن للتحالف السعودي احتساب هذا نجاحاً وحيداً لحملته الجوية والعسكرية وحرب الأشهر العشرة حتى الآن في اليمن)، فإن القرار الأوروبي يتحدث بوضوح لا تعوزه دقة التشخيص عن أهداف سعودية خاصة وراء كل ما حدث ويحدث تحت بافطة بالية "دعم الشرعية"؛ وهي أهداف ومصالح لا تعني اليمن والشعب اليمني، بل تتعاطى مع حسابات إقليمية تخص السلطات السعودية - الفقرة 4: "بينما اليمن الآن مقسمة على نحو فعال عن طريق العشائر والانتماء الديني، تجاهل التحالف الذي تقوده السعودية الواقع واستمر في العمل على مصالحه الإقليمية وليس في مصلحة الشعب اليمني".
وصولاً إلى الفشل - الإفشال - لإمكانات التسوية والحل السياسي، تكون حرب السعودية/ التحالف السعودي - نجحت - في تأسيس خراب وواقع كارثي مفتوح على الشكوك وانعدام الثقة وغياب المشروع والرؤية، فيما عدا مزيد من القتال والاقتتال والتدهور - الفقرة 5: "في حين أن قوات التحالف التي تقودها السعودي فشلت في العمل بصورة بناءة مع القادة المحليين بهدف التوصل إلى تسوية دائمة، والوضع يتدهور بسرعة، كما أن تلك القوات التي تقاتل على الأرض لا يعتقدون أن لديهم أي صوت في مستقبل اليمن". |