صنعاء نيوز/محمد الدليمي - نحنُ جيل العلمانية العربية منذ نعومة أظافرنا نشأنا في محيط عربي يتغنى بالأمة ووحدتها وتحرير فلسطين المغتصبة بتآمر حكام العرب هذا ماكشفتهُ وثائق التاريخ ، هكذا آمنا بما كتب على الورق دون ان نعلم أنها الطريق الممهد الى سايكس بيكو جديد ، ولن يكون هناك دور لمن آمن بالعلمانية العربية من الشعوب بل سيسرقها حكام ينفذون أجندات خبيثة ! فقد قرأنا وسمعنا من الذين صفقوا قبلنا ان اسرائيل سترمى في البحر ولكن للأسف الشديد بدلاً من هذا ، أحتلت هذه الدولة التي وضعت كسرطان في جسد الأمة أجزاء من مصر والأردن وسوريا ونصف فلسطين بما فيها القدس الشرقية، ثم دارت عجلة الأيام والسنوات الى ان حقق العرب شيء من حلمهم ولو كان معنوياً في حرب تشرين الخالدة وتأميم النفط في العراق وبداية النهضة العربية في الإعمار والثقافة والعلم وكل المجالات وعادت نغمة الوحدة خلال هذه السنوات الجميلة التي عشناها وما أدركنا أننا سندفع نهراً من الدماء والتشرد لإحلامنا العقيمة، فعاد الطموح بالوحدة من جديد يدغدغ أحلام جيل عاصر الويلات والحروب ومأساة النكسة ،فنحنُ أمة تتحدث اللغة العربية التي أنزل فيها القرآن الكريم والله جل جلالهُ وزع كل خيرات الأرض على بلدان أمتنا ، فلماذا لانتقاسمها لنعيش مرفهين كحال شعوب العالم المتحضر ونحن الأفضل منهم بالحضارة والثقافة حيثُ كنا أوائل من علم الإنساسية العلوم والثقافة والبناء ثم ظهرت أصوات في ظل اندفاع شعبي عربي غير مسبوق لتحقيق الحلم المنشود ، تقول سنحرق اسرائيل هذه المرة عن بكرة أبيها وما علمنا اننا من سيُحرقْ وبدأت ملامح الإنجرار الى الهاوية منذ عام 1980 الى ان أنتهت بنا بمخططاتها ومن ساندها من المستعمرين الجدد الى محرقة الموت الحقيقية، بأسم الدين والطائفية والمظلومية والقومية والديمقراطية ، ولكل الشعوب العربية في مصر والعراق ولبنان وسوريا وتونس واليمن وليبيا مما أدى الى ترك الغالبية من الشعوب العربية بلدانها بين مُهاجر ومُهجرّ وتعالت الأصوات الطائفية والاسلام الديني حيثُ يسحق تحت إقدامه وبأيادي مؤيدة البسطاء وشرفاء الأمة وحتى كتابة هذا المقال، وان كان مخطط سايكس بيكو الجديد لازال على الورق والشعب العربي يدفع الثمن غالياً ودماءه تراق على الأرض حتى ينفذ ماكتُبّ ووقع عليه حكام وشخصيات تدعي الوطنية ازدادت اسهمها في ظل غازٍ بدأ بالعراق وواصل المشوار بربيع الدم العربي تسانده شخصيات متاجرة في سوق النخاسة بأسم الوطنية والقومية والدين ، ومع كل هذا القيح المؤلم لازلنا شعوباً وافراداً ننتمي الى أمتنا العربية نحلم بالوحدة والسلام والعيش في رخاء ثرواتنا ،رغم كل كل ماترتب عليه من إحتلال العراق والمؤامرة على سوريا العرب واليمن وليبيا وإنعدام الولاء الوطني للقيادات التي تقود هذه المرحلة العصيبة في تاريخ الأمة وهي تنزلق الى هاوية التقسيم المفروض وماعاد هناك مهربْ منهُ مع كل هذا الوجع النازف ،سنبقى نحلم في وطن واحد نعيش فيه بسلام وأمان ورفاهية لنستمتع بخيراتنا ونعيد شيئاً من أمجاد أمتنا في العلم والثقافة والبناء ونعود الى اسلامنا الحقيقي دين التسامح والعدل والمساواة الذي أسس نظام الدولة وحرية الرأي وإحترام الآخرين وتطبيق العلمانية التي كتبت على الورق وآمنا ولازلنا نؤمن بها وما نفذّ منها إلا إجزاء فصلها القادة على أهوائهم وطموحاتهم واحلامهم البائسة الخائبة التي أوصلتنا الى حافة الهاوية والله بشير الصابرين .
|