صنعاء نيوز - أدانت منظمة أطباء بلا حدود الهجوم الجوي المميت على سوق شعبي مزدحم في حجة اليمنية يوم الثلاثاء 15 مارس/ آذار 2016، وأدى إلى سقوط عشرات المدنيين، وأعاد بيان من المنظمة عبر موقعها الرسمي ما سبق وأكدته لوكالة خبر متحدثة المنظمة في اليمن يوم الثلاثاء أنها فرقها الطبية قدمت المساعدات العلاجية لأربعين من ضحايا الغارات وتحويل طفل مصاب إلى مستشفى بالحديدة.
قامت الفرق الطبية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود في مستشفى عبس في اليمن بتقديم العلاج لأكثر من 40 مريضاً أصيبوا جراء ضربتين جويتين مميتتين على سوقٍ في قرية الخميس التابعة لمديرية مستباء شمال محافظة حجة. وكان شخصان قد فارقا الحياة خلال نقلهما إلى المستشفى، في حين وصل أربعة مرضى وهم في حالة حرجة بينهم طفل في الثامنة من العمر، أُحيل لتلقي الرعاية الجراحية العصبية التخصصية.
- الأمم المتحدة: مجزرة "سوق حجة" واحدة من أكثر الهجمات دموية
وتدين منظمة أطباء بلا حدود هذا الهجوم الذي هو آخر الأمثلة على الطريقة التي تُدار بها الحرب في اليمن دون أي اعتبار لحياة المدنيين، وتدعو مرة أخرى الأطراف المتحاربة إلى توفير الحماية للمدنيين.
هذا وقد أكدت مصادر محلية أن قرية الخميس وقت الهجوم الذي وقع ظهر أمس كانت مكتظةً بالناس الذين تجمعوا في السوق الأسبوعي. وكان عشرات السكان بينهم نساء وأطفال وكبار في السن موجودين لحظة وقوع الضربة الجوية التي أدت إلى جرح ومقتل العديدين.
وإزاء هذا قال المنسق الميداني التابع لمنظمة أطباء بلا حدود في عبس ألبيرت ستيرن: "يعيش سكان هذه المنطقة في حالة من غياب الأمن منذ أشهر، وقد نزح الكثير منهم جراء القتال. لقد عاشوا الكثير من المعاناة ومثل هذا العنف يفاقم من معاناتهم".
- بالفيديو: كان السوق يغص بالناس في ساعة الذروة عندما قصفتهم الطائرات
يشار إلى أن الهجمات المستمرة منذ حوالي السنة على شمال حجة قد دفعت أكثر من 90,000 شخص للنزوح إلى مديرية عبس في الجنوب. وقد زارت منظمة أطباء بلا حدود مؤخراً المركز الصحي في الخميس حيث وجدت أنه بالكاد يعمل وأن الطواقم الطبية المحلية تعيش في خوف دائم من التعرض لضربات.
هذا وتعمل منظمة أطباء بلا حدود منذ أبريل/نيسان الماضي على توفير الرعاية الطبية للنازحين من خلال العيادات المتنقلة في المخيمات. كما تقدم فرق المنظمة أكثر من 275,000 لتراً من المياه كل يوم لنحو 17,000 نازح في المنطقة، وقد وزعت في يناير/كانون الثاني أكثر من 150 صندوق من المواد غير الغذائية عقب الموجة الجديدة من النازحين. أما في يوليو/تموز 2015، فقد عملت المنظمة على إعادة تأهيل مستشفى عبس الريفي وبدأت العمل فيه لتوفير الرعاية الطارئة والجراحية ورعاية الأمومة وطب الأطفال، إلى جانب خدمات الرعاية التالية للجراحة.
- أسوشييتد برس: أشلاء بشرية وبرك من الدماء في سوق يمني.. ولا أهداف عسكرية
وبالرغم من النازحين الجدد القادمين من المناطق الشمالية والزيادة الواضحة في الاحتياجات الإنسانية في مخيمات النازحين، إلا أن منظمة أطباء بلا حدود قلقة من انخفاض المساعدات الإنسانية.
وقال رئيس بعثة المنظمة في اليمن خوان بريتو: "هجوم يوم أمس ليس الأول ولا يرجح أن يكون الأخير. فالعنف المستمر والعشوائي الذي يطال هذه المنطقة يخلق احتياجات إنسانية تتفاقم كل يوم، ولهذا فإن الآن ليس الوقت المناسب للمنظمات الإنسانية كي تخفض من أنشطتها". |