صنعاء نيوز/د.عادل_الشجاع -

إلى عبدالملك_الحوثي

أنا لست مغرما بمخاطبة الأفراد ولكن وللضرورة أحكامها.
لقد سمعتك في خطابات كثيرة وأنت تتحدث عن كرامة اليمنيين المهدورة والتي يجب استعادتها.

لا أخفيك أنني وكثيرون أمثالي كان يشدنا ذلك الإصرار على استعادة الكرامة. لكننا بعد مضي كثير من الوقت نشعر بأن أصحابك أو جماعتك لم يعيدوا لنا ولا للوطن أي كرامة بقدر ما أنتزعتم ما تبقى لنا من كرامة. ولا أخفيك أيضا أن شعوري وشعور كثيرين أنك لم تعد تملك من الأمر شيئا وأن الجهاز الأمني هو الذي أصبح محركا للأمور وعزلك عما يجري في الواقع كما عزل المكتب السياسي أيضا. وقد أصبح كالجهاز الخاص أو الجهاز السري لجماعة الإخوان المسلمين الذي جعل حسن البناء معزولا عن الجماعة تماما.
دعني أسألك بعض الأسئلة لعلها تكون سببا في إنهاء الموت المجاني في بلاد تحتاج إلى الحياة.

ألا ترى بأنكم تحتفلون بثورة 11 فبراير وتعتبرونها ثورة مستمرة. والإصلاحيون ومعهم شركاءهم يعتبرونها ثورة ويحتفلون بها؟ فلماذا إذا تطلقون عليهم دواعش ويطلقون عليكم روافض وتحصدون أرواح بعضكم البعض وأرواح الشعب اليمني؟
ألا ترى أنكم تحتفلون بجمعة الكرامة والإصلاحيون يحتفلون بها كذلك وعدد القتلى فيها 41 بينما قد قتل من بعدهم عشرات الآلاف ودمرت اليمن بكاملها وضاع النظام ومعه الدولة وما زالت الحرب تحصد أرواح اليمنيين في كل يوم؟

ألا ترى أننا نتحدث عن قتلى جمعة 18 مارس وقد عرفناهم لكن أيا منكم لم يقل لنا حتى اليوم من هو القاتل بالأدلة والبراهين؟
ألا ترى أنك تحدثت كثيرا عن كرامة الشعب اليمني لكنك لم تشر ولا مرة واحدة إلى تحرير إرادة هذا الشعب التي انتزعها المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك في 23 فبراير 2009 حينما أجلوا الانتخابات دون العودة إلى الشعب نفسه صاحب الحق في هذا الأمر؟

أعتقد جازما أن كرامة الشعب اليمني تتمثل في خطاب منك تدعوا فيه جماعتك وجماعة الإصلاح والسلفيين والمقاتلين الأخرين من الأحزاب الأخرى لوقف الاقتتال وتدمير الوطن والانتصار للحياة بدلا عن الموت والتنافس على البناء والسلام.

ألا ترى أنكم تتحدثون عن مقاومة شرعية هادي في الوقت الذي تتمسكون بإبقاء هذه الشرعية وتدمير الشرعية الحقيقية المتمثلة في مجلس النواب وترك البلاد في فراغ سلطة ودستور؟
لا أعتقدي أنك تجهل ذلك لكنني أدرك أن الجهاز الأمني هو الذي يدير الأمور بهذه الكيفية.

ألا ترى أنكم تتفاوضون مع السعودية وهذا شيء طيب لكنكم تمارسون ذلك سرا دون أن تطلعوا الشعب الذي تتحدثون باسمه عما يجري؟
ألا ترى معي بأن الحديث عن كرامة الشعب اليمني في الوقت الذي نزج بالآلاف منهم في السجون بحجة أنهم دواعش دون إعمال القانون يعد نوع من الاستخفاف بالناس؟

ألا ترى أن الدعوة إلى الحياة أفضل من الدعوة إلى الموت تمثلا بقول الرسول عليه الصلاة والسلام :"إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها "؟ يعلمنا الرسول التشبث بالحياة وليس الموت .

بيدك أن تقف موقفا شجاعا يحسب لك وتدعوا إلى المحبة والسلام وترك السلاح والعودة إلى الشعب وإحكام القانون على الجميع. اليمن تتسع للجميع مثلما اتسعت لصراعاتنا ستتسع لتعايشنا. بدلا من التنافس على بناء المقابر تنافسوا على بناء المدارس والجامعات والحدائق والمستشفيات والطرق والمصانع والزراعة وغير ذلك مما يخدم الشعب اليمني.

أعرف أن هذا الكلام لن يعجب أصحاب المصالح الذين أتخموا على حساب جوع الملايين من هذا الشعب الذي كذبنا عليه كثيرا. لذلك سيكون أذاهم سريعا. ومع ذلك لا يهمني ذلك بقدر ما يهمني أن تعرف أن بعض من حولك يعطونك معلومات مضللة. ففي الوقت الذي تتحدث فيه عن الكرامة هناك قرارات تصدر بشكل غير قانوني بمنع المنح الدراسية الداخلية والخارجية. فأي كرامة بعد ذلك. وفي الوقت الذي تتحدث فيه عن الكرامة هناك مرتبات تتوقف وأخرى يخصم منها النصف فكيف سيشعر صاحبها بالكرامة. وحينما تتحدث عن الكرامة يشعر المحافظ أو الوزير أو من ينوب عنه أن قراره لا يمضي إلا بموافقة عضو اللجنة الثورية الذي يكون في كثير من الأوقات لا يفهم شيئا سوى الشعور بأنه الآمر الناهي.
أخيرا أدرك أن ما أكتبه هنا سيصل إليك وأدرك أنك تحمل حبا حقيقيا للناس وللبلد وأن الصدق الذي في داخلك سيترجم إلى رسالة سلام لكل اليمنيين.