صنعاء نيوز/ -
تسأل افتتاحية "رأي اليوم" اللندنية 24 مارس/ آذار عن أسباب الحملات الاعلامية السعودية المتصاعدة ضد اوباما قبل زيارته المرتقبة وبعد تصريحاته المفاجئة والانتقادية؟
وجاء في المقال الافتتاحي:
تمتليء الصحافة واجهزة الاعلام السعودية باشكالها كافة بهجوم كاسح على الرئيس الامريكي باراك اوباما منذ مقابلته الجريئة والمطولة التي اجرتها معه مجلة “اتلانتيك” الامريكية، واتهم فيها المملكة العربية السعودية بنشر الفكر الوهابي الى دول اسلامية معتدلة مثل اندونيسيا، وبما يؤدي الى نشر الارهاب والحروب الطائفية في اليمن والعراق وسورية.
السعوديون، واهل الحكم منهم بالذات، يشعرون ان الولايات المتحدة الامريكية تخلت عنهم، وطعنتهم في الظهر بعد تحالف استراتيجي استمر اكثر من 80 عاما، حيث اشترك الطرفان في الحرب ضد الشيوعية، وقدمت السعودية خدمات جليلة لواشنطن بدعم المجاهدين في افغانستان، ولعبت دورا كبيرا داخل منظمة اوبك للحفاظ على اسعار نفط منخفضة لدعم الاقتصاديات الغربية، ولكن السعودية حصلت في المقابل على تدخل عسكري امريكي اخرج القوات العراقية من الكويت في حرب عام 1991، وكذلك دعم الرئيس العراقي صدام حسين في حرب ضد الثورة الايرانية استمرت اكثر من ثماني سنوات، ونحجت في منع هذه الثورة من الانتقال الى الشاطيء الغربي من الخليج العربي واماراته.
- أوباما: السعوديون "راكبون بالمجان" وينتظرون أن نخوض المعارك نيابة عنهم (ترجمة)
اكثر ما يخشاه السعوديون ان تكون “انتقادات” اوباما لهم، ودعوتهم الى الدخول في شراكة مع ايران في المنطقة، والتوصل الى سلام بارد معها، واتهامها بدعم الارهاب ونشره، هي مقدمة لسياسة امريكية مستقبلية، تتبناها الادارات المقبلة، مما يجعل السعودية مكشوفة الظهر عسكريا وسياسيا امام خصمها الايراني، وبما يهدد نظام الحكم فيها.
رسالة الرئيس اوباما كانت واضحة في المقابلة نفسها، وتقول بأنه لن يرضخ للمطالب السعودية بالانجرار الى حروب طائفية في المنطقة ضد ايران او غيرها، وهي حروب سعودية في الاساس، الامر الذي دفع الامير تركي الفيصل رئيس المخابرات السعودية الاسبق الى كتابة مقال غير مسبوق تضمن “عتابا” للرئيس الامريكي قال في بدايته ” لسنا نحن من يركب ظهور الآخرين للوصول الى اهدافهم”، وعدد الخدمات المالية والاستخباراتية التي قدمتها بلاده للولايات المتحدة الامريكية، ولكن ما لم يدركه الامير الفيصل والكتاب السعوديون الذين فتحوا النار على اوباما، ان السياسة الامريكية محكومة بالمصالح وتتكيف وفق متطلباتها، وليس بالمعايير العاطفية والاخلاقية.
لا نعرف كيف سيواجه الرئيس اوباما حلفاءه السعوديين والخليجيين في 21 نيسان (ابريل) المقبل، حيث من المقرر ان يحضر قمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض على الارجح، وماذا سيقول لهم، بعد كل ما قاله في المقابلة المذكورة آنفا، ولكن اذا استمرت هذه الحملات، من غير المستبعد ان يلغي الزيارة من اساسها، وربما هدف هذه الحملات الصحافية ضده ايصال رسالة له بأنه ضيف غير مرغوب به في الرياض او غيرها من العواصم الخليجية.
- تقرير أمريكي: سيناريو لإنهاء الحرب في اليمن: ما وراء محادثات السعوديين والحوثيين؟
اخطر ما في تصريحات الرئيس اوباما اتهامه للحكومة السعودية بنشر الارهاب والتطرف، وهذا الاتهام ربما يعرض هذه الحكومة لمطالبات قضائية بتعويضات قد تصل لمئات الملايين من الدولارات، على غرار ما حدث مع الزعيم الليبي معمر القذافي وحكومته في قضية لوكربي، مع فارق كبير، وهو ان احداث سبتمبر عام 2001 التي تورط فيها 15 سعوديا من 19 من منفذي هذه الهجمات راح ضحيتها ثلاثة آلاف امريكي، وليس 300 مثلما هو الحال في جريمة لوكربي، علاوة على الخسائر المادية والاقتصادية الاخرى.
لم نفاجأ في هذه الصحيفة “راي اليوم” بهذا الانقلاب الامريكي ضد الحليف السعودي، فتاريخ امريكا في منطقة الشرق الاوسط والعالم مليء بالامثلة حول انقلابها على اصدقائها وحلفائها، والتخلي عنهم في غمضة عين، ونضرب مثلا، بشاه ايران محمد رضا بهلوي، والرئيس المصري حسني مبارك وماركوس الفلبيني ونورييغا في بنما والقائمة تطول. |