صنعاء نيوز/ محمد الهاملي -
ربط القرآن الكريم في إعداد القوة بهدف سامٍ، حيث يقول القرآن الكريم (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ) الانفال: 60.
إن إعداد القوة ليس بهدف الاعتداء ولا لترهيب الآمنين، وإنما لإرهاب المعتدي، وأعداء الله تعالى حتى لا يهاجموا المسلمين وأيضاً لإرهاب المعتدي الذي يعتدي على أرضك وبلدك وشرفك وعرضك، وأيضاً الذي يغتصب أرضك وحقوقك مثل آل سعود فلا بد من محاربتهم وقتلهم، فالآية ينهى على الدفاع على الوطن، لأنهم استهدفوا كل شيء جميل، قتل، ودمار، وإبادة جماعية، وإبادة الحرث والنسل.
المفسرون فسروا (قوة) بعدة معاني، البعض فسرها بالسلاح، والبعض بالرمي وثالث باتفاق الكلمة والتصافي، ولفظة (قوة) جاءت منكرة لتدل على مطلق الماهية وتشمل كل ما يعتبر قوة، ولا شك أن في مقدمتها الإيمان القوي والثقة المطلقة بالله تعالى، وحب الاستشهاد وعدم المبالاة بالموت، ثم وحدة الكلمة، وتوحيد الصف والاعتصام بحبل الله ، ثم القوة المادية من سلاح وغيره.
معنى القوة في اللغة: قال ابن سيدة: القوة نقيض الضعف، والجمع قوى وقوي – بضم القاف وكسرها – وأصل القوة من الخصلة الواحدة من قوى الحبل، وقيل ذلك في البدن والعقل، وذكر ابن منظور وغيره أن القوة: هي الطاقة الواحدة من طاقات الحبل أو الوتر ويقال: ليس له قوة : أي طاقة القوة تستعمل في البدن تارة وفي القلب تارة وفي المعارف تارة، وفي القدرة الإلهية أي تكون حسية ومعنوية، وفي ذات الصلة قوة الإيمان التي تحقق معنى الإخلاص في الأعمال التي تبتغي بها الإنسان وجه الله، وهي أكثر العوامل في نجاح الأمور.
لفظ القوة في القرآن
تكررت لفظ (القوة) في القرآن الكريم 42 مرة والقوة الحقيقية هي القوة المعنوية والإيمانية وأن العبرة بالقوة بنتائجها وغاياتها في رضاء الله تعالى وتعمير الكون على ضوء منهج الله تعالى، والقوة لا تنحصر في الدنيا، بل هي لله تعالى في الدنيا والآخرة.
فقوله تعالى (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ) أي خذ الكتاب بجد وعون وقوة من الله.
وقوله لموسى (فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ) أي خذ الألواح بقوة في دينك وحجتك.
والقوة الزائفة غير الحقيقية قوة بني سعود وقارون، فمثلاً حينما اغتر قارون بقوته المالية والعلمية، حيث كان له من الخزائن ما أن مفاتيحها لتنوء ويقل حملها بجماعة أولي قوة، فكان مصيره أن خسف الله به وبداره الأرض دون أن تجد له ناصراً.
فآل سعود مصيرهم كمثل مصير قارون، فهم مغردون متكبرون عتوا وزادوا في طغيانهم وعدوانهم وجبروتهم، كما زادوا في عداواتهم وغيهم، وفاقوا قارون لا بد لهم من نهاية ستكون أكثر فظاعة وأكثر إيلاماً لهم ولجيرانهم في دول التحالف.
القوة الحقيقية هي كما أشرنا قوة الإيمان والاتحاد والتضامن والتلاحم والتآزر بين الزعيم علي عبدالله وحزبه وبين السيد عبدالملك وأنصاره، ويعول عليهما إيجاد حلول وصيغة موحدة والخروج برؤية تضمن لليمن وحدته ونسيجه الاجتماعي، فالمرحلة الراهنة تتطلب منهما التنسيق والتشاور أمام المفاوضات مع الجارة السعودية بما يعزز وحدة الوطن ووحدة الصف.
غداً السبت علينا أن نحيي فيه الفعاليات والمظاهرات لنثبت للعالم أننا قادرون على تحقيق النصر قريباً.
عام من العدوان والحصار الجائر ونحن – صامدون – ثابتون ثبوت عيبان ونقم والنهدين وعطان وشمسان، بشائر النصر لاحت من جبال جيزان ونجران وعسير، قريباً سيعودون إلى أدراجهم وهم في ذل وهوان يحملون الخزي والعار والشنار. (الشنار: الأمر المشهور بالشُّنْعَةِ والقبح).
عودٌ على بدء، فالقوة هي عبارة عن وسيلة وغاية وذلك إذا حققت الخير وعمرت الكون، فهي القوة المحبوبة المطلوبة وإلا فهي القوة الجاهلية السعودية التي تفسد ولا تصلح وتخرب ولا تعمر، وتنتهي بالموت والدمار كما نراها اليوم في واقعنا المعاش، وفي يمننا الحبيب، عام أسقط القناع على الوجه القبيح لدولة تدعي أكذوبة خدمة الحرمين الشريفين.