صنعاء نيوز -
ان يعزي عباس بمجرمي الحرب الاسرائيليين فهذه وصمة عار وإهانة للشعب الفلسطيني.. ان انحدار السلطة الفلسطينية وسقوطها بات بلا قاع للأسف.
الرئيس محمود عباس رئيس السلطة رجل "صاحب واجب" مثلما يقول اهلنا في فلسطين، ولذلك لم يتردد في ارسال وفد رسمي ينوب عنه بقيادة السيد محمد المدني عضو اللجنة المركزية في حركة “فتح” لتقديم التعازي لاسرة الجنرال في الجيش الاسرائيلي منير عمار في قريته جولس الدرزية في الجليل الاعلى.
الجنرال عمار، الذي حرص الرئيس عباس على تقديم التعازي في وفاته، كان قائدا لوحدة “حروب” في الجيش الاسرائيلي، وكان مسؤولا عن الادارة المدنية لهذا الجيش في الضفة الغربية، انه يتحمل مسؤولية الاعدامات الميدانية لشبان انتفاضة السكاكين.
لا نعرف مصدر هذا الغرام من قبل الرئيس عباس لهذا الجنرال الملطخة يديه بدماء شبان الانتفاضة، والكثير من المناضلين الفلسطينيين، وهي الدماء التي اوصلته الى رتبة جنرال، ورشحته لتولي المناصب العليا في جيش الاحتلال.
لا نبالغ اذا قلنا ان ما منع الرئيس عباس من الذهاب بنفسه لتقديم العزاء هو منع السلطات الاسرائيلية “الصديقة” له دخول الاراضي المحتلة عام 1948، الا اذا كان هذا الدخول للقاء نتنياهو او غيره من المسؤولين الاسرائيليين للتفاوض.
لا نفهم لماذا هذا الاستجداء للاسرائيليين، والنفاق لمجرمي حربهم، في وقت لم تجف دماء الشبان والشابات الفلسطينيين والفلسطينيات الذين اعدمهم الجيش الاسرائيلي الذي ينتمي اليه هذا الجنرال، وآخرهم الشاب عبد الفتاح الشريف، الذي اعدم برصاصة في الرأس وهو في حالة غيبوبة من جراء اصابته، اطلقها عليه جندي اسرائيلي بدم بارد.
لا نعتقد ان الرئيس عباس “صاحب الواجب” ارسل او سيرسل، اعضاء لجنته المركزية او التنفيذية لتقديم التعازي في استشهاد هؤلاء الشبان والشابات الذين زاد عددهم عن 200 شهيد منذ انطلاق انتفاضة السكاكين هذه قبل بضعة اشهر، لانه لا يتعاطف مع هؤلاء وانتفاضتهم اولا، ولانه لا يريد اغضاب الاسرائيليين ثانيا.
ندرك جيدا ان كلامنا هذا، او انتقادات غيرنا، لن تؤثر في الرئيس عباس، ونشك انه سيقرأها، ولكن واجبنا، وفي يوم الارض، ان نكتب، وان نقول بأعلى صوت، ان من يرسل الوفود للعزاء بمجرمي الحرب الاسرائيليين لا يمثل الشعب الفلسطيني، ولا يجب ان ينطق بإسمهم، فهذا الشعب الشجاع الشهم الذي قدم آلاف الشهداء، وعشرات الآلاف من الجرحى، ومثلهم من الاسرى، وهذا التزلف، ممن يدعون تمثيله، والحديث باسمه زورا وبهتانا. |