صنعاء نيوز/ الثورة نت - عبدالقدوس طه - اوضحت صحيفة الجارديان ، البريطانية ، أن الحرب التي تقودها السعودية ضد اليمن على مدى عام ارتكبت فيها جرائم وانتهاكات عديدة لقوانين الحرب ، لم تتخذ فيها الامم المتحدة أي اجراءات دولية ولازالت مشلولة "ازاء هذه القضية" مع تجاهل العالم الخارجي لما يتعرض له المدنيين.
ورأت الصحيفة في افتتاحية ، عددها اليوم ، الأربعاء ، 30 مارس/ 2016، بعنوان وجة نظر الجارديان في الحرب على اليمن ، أن خروج مظاهرات بالعاصمة صنعاء ، في الذكرى السنوية الأولى للحرب التي دمرت اليمن للاحتجاج ضد قوات التحالف التي تقودها السعودية والتي تنفذ غارات جوية يومية أسفرت عن مقتل الآلآف من المدنيين رسالة للمجتمع الدولي "الذي لم تتمثل استجابته العامة تجاه اليمن سوى باللامبالاة المطلقة".
وقالت الصحيفة على مدى سنة "واصلت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا السماح بتصدير الأسلحة للسعوديين على الرغم من انتهاكاتهم العديدة لقوانين الحرب في اليمن".
ووصفت هذه السياسة : "تجعل الدول الغربية متواطئة في الجرائم التي ارتكبها التحالف السعودي .. لأسباب أقلها أنها لم تفعل شيئا تقريبا في محاولة لوضع حد لتلك الجرائم".
وأكدت الصحيفة أن الدول الغربية لم تدعم أي لجنة دولية مستقلة لتقصي الحقائق "فلعلها كانت قادرة على تسليط الضوء على الأحداث والمسؤوليات ، ولقد تم تجاهل دعوات من منظمات حقوق الإنسان لفرض حظر أسلحة على المملكة السعودية " .
وأشارت الى أن الحكومات الغربية متورطة جداً في الحرب "يعني أنه سيكون من الواجب أيضاً تقاسم الإرث (بين تلك الدول والنظام السعودي)" ، طبقا للصحيفة.
ولفتت الى أن تأثير الأسلحة الغربية وغيرها من أشكال الدعم لتحالف الذي تقوده السعودية لا يمكن تجاهلها "وفيما هاهنا إحدى السياسات الغربية التي يمكن بل وينبغي تغييرها بسرعة قبل أن تزداد الأمور سوءا".
وذكرت الصحيفة البريطانية :مثل هذا الموقف لا يقدم أي شيء على الإطلاق لمساعدة سكانه المحاصرين ، مشيرة الى أن مستوى الاهتمام العالمي الذي جذبته الحرب على اليمن أقل من ذلك الذي حظيت به صراعات أخرى في الشرق الأوسط والتي كان للكثير منها أثر مباشر بدرجة أكبر على أوروبا.
و سلطت الضوء على التهديد الذي بات يشكل خطورة نتيجة التدخل السعودي واستمرار دعم التحالف والذي سمح بمتدد الجماعات الارهابية "القاعدة - داعش".
وتحدثت "إن غض الطرف عن ما يحدث في اليمن أمر غير ممكن ولا يمكن إبقاؤه، ليس فقط لأن الجماعات الإرهابية الجهادية تنال المزيد من مواطئ القدم لها هناك، مستفيدةً من الفوضى الإقليمية من أجل تشكيل قاعدة عمليات في مكان أبعد، بل وربما قد يمتد وجودها إلى أوروبا".
وفي سياق انتقادها لسياسة الغربية والتورط في الحرب على اليمن دعت الجارديان الاتحاد الاروبي لاتخاذ خطوات جدية بشأن ذلك.
وقالت "طالما أن الأمم المتحدة مشلولة إزاء هذه القضية، فمن المؤكد أن هذا هو المكان الذي يتعين على الاتحاد الأوروبي العمل فيه، على غرار المقترح الذي سبق وأن طرحه البرلمان الأوروبي"، وكان البرلمان الأوربي اصدر قرار حظر توريد الاسلحة للسعودية في 25 فبراير الماضي.
ولفتت الصحيفة الى الاوضاع الإنسانية التي يعانيها الشعب اليمني جراء العدوان السعودي ، مشيرة الى أن أكثر من 2.4 مليون شخص اضطروا للنزوح من منازلهم ولقي نحو ستة آلاف من المدنيين حتفهم ، كما أن 80 بالمئة من السكان بحاجة إلى مساعدة إنسانية لقد ارتكب التحالف السعودي جرائم حرب وما زاد الطين بلة الحصار المفروض على أجزاء من البلد.
وطبقا لمنظمة اليونيسيف فإن مئات الآلاف من الأطفال اليمنيين يواجهون سوء التغذية ، هناك نقص شديد في الغذاء والكهرباء. |