صنعاء نيوز -
وقع ممثل عن الحكومة اليمنية وممثل عن الحوثيين على جدول زمني لتنفيذ النقاط الـ22 التي سبق أن اتفق عليها الطرفان لوضع حد للنزاع بينهما،وتم التوقيع بوساطة قطرية في الدوحة بحضور رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني يوم أمس الخميس.
وقال المتحدث باسم الحوثيين "محمد عبدالسلام"- في تصريح لقناة العالم الإخبارية مساء أمس - أن الجدول الزمني يتضمن النقاط التي تم الاتفاق بشأنها مع السلطة فيما يسمى باتفاقية الملاحيط المتضمنة 22 نقطة.
موضحاً أن الاتفاق حدد آليات يتم تنفيذها في فترات زمنية محددة تضمن عودة النازحين إلى مناطقهم ، وتضمن كذلك الإفراج عن المعتقلين بشكلٍ كامل دون استثناء لأيٍ منهم ، كما تشمل أيضاً تقديم المساعدات الإنسانية والغذاء والدواء للمواطنين والمعزولين والنازحين في مختلف المناطق، ومعالجة الجرحى ، موضحاً أن النقاط السابقة لها الأولوية ومن ثم يأتي دور الإعمار.
وأكد عبدالسلام بأنه بالرغم من أهمية الدور القطري إلا أن الضمانة الوحيدة لتنفيذ الاتفاق هي "الإرادة السياسية الصادقة لدى السلطة للسلام، وتجردها من كل التدخلات والضغوطات الخارجية على حساب أبناء الشعب"، وقال أنهم "مازالوا حتى الآن يلاحظون من النظام المراوغة الكبيرة لا سيما في ملف المعتقلين، متأسفاً على "إصرار النظام على بقاء المعتقلين في المعتقلات " ،رغم الاتفاقات الموقعة والقرارات المعلنة للإفراج عنهم ، والذي قال أنه كان آخرها قرار العفو المعلن من الرئيس في 22 مايو .
وفي إجابة على سؤال بخصوص المعتقلين والأسرى أكد عبدالسلام بأن الذين كانوا لديهم تم الإفراج عنهم في الأيام الأولى بعد إيقاف الحرب السادسة وقال : "هذا شيء معروف ، أخلينا سبيلهم بشكلٍ كامل ونهائي ، ولا مصلحة لدينا أصلاً في إبقائهم" ، وأضاف أنه في خلال المواجهات الأخيرة وقع في أيديهم أسرى من موقع "الزعلاء" بعد العدوان الذي طالهم منه في منطقة "سفيان"، مؤكداً أنه تم إخلاء سبيلهم أيضاً قبل شهر رمضان.
وقال " نحن نعتقد بأنه إذا كان هناك تطبيق سلام حقيقي على أرض الواقع فلا حاجة لنا في الاعتقال ، لا نعتقل نحن أحد إلا عندما يأتي علينا عدوان فيسقطون بأيدينا أسرى ، لكن الطرف الآخر لديه معتقلون منذ خمس سنوات في المعتقلات ، يمارس بحقهم أبشع أنواع التعذيب ، مصادرة حقوقهم ، متوزعون في مختلف السجون، في الأمن القومي ، والأمن السياسي ، والسجون الغيبية، ولم يقتصر الحد عند هذا بل تم سجن الصحفيين، وكل من يتحدث عن هؤلاء المعتقلين".
وأكد الناطق باسم الحوثيين أن " ملف المعتقلين بالنسبة لنا ملف لا يقبل المساومة أبداً ، وعلى النظام أن يفهم وكل من يتابع الوضع أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام حقيقي وهناك معتقل واحد في السجون ، لأن هذا هو يفرض نفسه علينا وعلى الطرف الآخر ، بقاء سجين واحد داخل سجون السلطة يعني أن التوتر مازال قائم "، وقال أنه لا يمكن أن يتم تطبيع الأوضاع، وتطمين المجتمع ، وتقديم رسالة سلام حقيقية إلا بعد الإفراج عن المعتقلين ، مؤكداً أن " هذه نقطة لن نتنازل عنها ، وهي حق إنساني قبل أن تكون حق لأبناء هؤلاء المعتقلين ولأسرهم ولذويهم ".
وقال عبدالسلام أنه لايمكن لأي اتفاق أن يرى النور ، وأن تحصل صعدة على سلام حقيقي إذا لم يكن لدى النظام النوايا الحقيقية لإغلاق هذا الملف وإرساء السلام، مؤكداً أنه لا يمكن ضمان ذلك إلا بعد تطبيق البنود المتفق عليها على أرض الواقع.
وفي إجابة على سؤال بخصوص الحوار الوطني وهل يعتمد نجاحه على طي صفحة الحروب ، قال محمد عبدالسلام " الأزمة التي تعانيها المحافظات الشمالية في اليمن هي الأزمة الكبيرة والمتفاقمة ، وهي الأزمة التي لها مخلفات كبيرة ، وأضرار كبيرة جداً، ولذلك إذا فعلاً تم طوي هذا الملف فأعتقد أن اليمن قد أغلق بابا كبيرا من أزاماته الداخلية ، وبالإمكان أن يكون اغلاق الملف في المحافظات الشمالية مساعداً لبقية الأزمات الأخرى في البلد، سواءً في الجنوب أو في الوضع السياسي المتدهور ، أو الوضع الاقتصادي المخزي، كل هذه الأشياء يمكن حلها ولذلك إغلاق ملف الحروب.. إغلاق ملفه بآثاره بنتائجه سيكون له مردود إيجابي للدخول في تفاوض وحوار سياسي ، وهذا كلام سابق لأوانه ، نحن مازلنا حتى الآن لم يطبق أي شيء على أرض الواقع ، المعتقلون في السجون ، والدمار مازال قائم، والنازحون مازالوا بدون مأوى وبدون غذاء ..".
|