shopify site analytics
الليلة.. ريال مدريد يستضيف برشلونة - وزيرة داخلية ألمانيا: منفذ هجوم ماغديبورغ له مواقف معادية للإسلام - ألمانيا تجاهلت تحذيرات السعودية من منفذ هجوم ماغديبورغ - تجهيز الخطة السنوية والموازنة العامة لمكاتب هيئة الأوقاف بذمار في ورشة عمل - مكاسب تركيا من التغيير في سوريا - من بين 43 جامعة يمنية،، جامعة عدن تحصل على الترتيب الثاني - تحقيق "هآرتس" الإسرائيلية - إدانة ممارسات نقاط الحزام الأمني في عدن - انه يكسب الوقت يا غبي - سورية ليست قندهار - السيد القائد عبد الملك...نرى فيك سيد الشهداء نصر الله ...يا "إخوة الصدق" -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - لم تتوقف الاحتفالات التي بدأت منذ مساء الجمعة، في البلدان العربية بفوز السيد صادق خان بمنصب عمدة لندن الكبرى، وهو المسلم ابن سائق الحافلة الباكستاني الاصل

السبت, 07-مايو-2016
صنعاء نيوز -
لم تتوقف الاحتفالات التي بدأت منذ مساء الجمعة، في البلدان العربية بفوز السيد صادق خان بمنصب عمدة لندن الكبرى، وهو المسلم ابن سائق الحافلة الباكستاني الاصل، الذي عاش معظم طفولته وشبابه في منزل حكومي، تقدمه الدولة مساعدة للفقراء والمعدمين.
كثيرون لم يتوقفوا عند معنى هذا الفوز من قبل هذا الشاب الذي انطلق من القاع حتى وصل الى القمة، في رحلة تميزت بالمعاناة والعمل الدؤوب في مجتمع رأسمالي، وبيئة غير اسلامية، وثقافة مختلفة.

كلمة السر في رأينا تكمن في المساواة، وسيادة القانون، وغياب العنصرية، بل ومحاربتها واجتثاثها من جذورها، واحترام حقوق الانسان، وحقوقه كاملة، وابرزها العدالة الاجتماعية، والحريات بمختلف اشكالها، وعلى رأسها حرية التعبير، والحق في النجاح ايضا.

جميع هذه القيم والثوابت غير موجودة في الغالبية الساحقة من بلداننا العربية والاسلامية، ولهذا يتحين ابناؤها اقرب فرصة للهجرة بحثا عن حياة لائقة بعيدا عن الاضطهاد والقمع والعنصرية، حيث يجدون البيئة الحاضنة التي توفر لهم فرص النجاح والابداع.
علينا ان نتخيل لو ان والد صادق خان “حالفه الحظ” وهاجر الى احد الدول العربية، والخليجية على وجه الخصوص، لان الاخيرة تضم بين ثناياها الملايين من ابناء الجاليتين الهندية والباكستانية، فكيف سيكون حال هذا المهاجر الباكستاني ومستقبله.

اولا، كان عليه ان يخضع الى سلطة “الكفيل” الذي يقدم فور وصول والده الى مصادرة جواز سفره، ووضعه في خزينة الشركة الحديدية المحكمة الاغلاق، والبحث عن مدرسة خاصة هندية او باكستانية لتعليم اولاده، لانه ممنوع عليهم التعليم في مدارس الحكومة، واذا مرض هؤلاء الاولاد فلا بد من ضمان صحي خاص، لان معظم المستشفيات الحكومية ممنوعة عليهم ايضا، واذا ذهبوا اليها فالزجر والاهانات، ودواء درجة ثانية، غير الدواء الجيد، المخصص لاولاد البلد فقط.

طبعا سيقيم والد صادق خان في الدول الخليجية، اربعين عاما، وربما اكثر، دون ان يحصل واولادة على اقامة دائمة، ناهيك عن الجنسية، بالتالي الحقوق السياسية والانتخابية، ويتساوى السيد خان الباكستاني مع الملايين من العرب الآخرين، مسلمين كانوا، او مسيحيين، شيعة او سنة، وكذلك ملايين الاجانب من مختلف بقاع الارض.
المجتمعات الغربية تقدمت ووصلت الى ما وصلت اليه من قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية، لانها حاربت العنصرية بكل اشكالها، وساوت بين مواطنيها امام القانون، وفي فرص العمل، بغض النظر عن دينهم او عرقهم او لونهم.

الذين يحتفلون بفوز السيد خان الذي استحقه لكفاحه وعصاميته، ودخوله في المؤسسات السياسية والاجتماعية، والتفوق العلمي، خاصة اولئك في الاعلام العربي، عليهم ان لا يتوقفوا عند القشور، ويمارسوا العنصرية نفسها في الاحتفال، لان الرجل مسلم، وليس لانه انسان من اسرة فقيرة متواضعة، وفرت له المساواة والتعايش هذه الفرصة.

صادق خان سيدخل التاريخ من الباب نفسه الذي دخل منه باراك اوباما، الرئيس الامريكي، مع تسلمينا ببعض الفوارق، وعلينا ان نتذكر دائما ان كل هذا تحقق بسبب المساواة وسيادة القانون، وامامنا كعرب الذين نعيش حاليا اسوأ انواع التحريض الطائفي والعرقي، وبين ابناء الديانة الاسلامية الواحدة، طريق طويل جدا للوصول الى هذه القيم والثوابت الاساسية التي نص عليها ديننا الحنيف.

مبروك للسيد صادق انجازه الكبير هذا، ولا عزاء للطائفيين والعنصريين العرب، ايا كان موقعهم في القمة او القاع.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)