صنعاء نيوز - أربعة من كبار الدبلوماسيين الأمريكيين والذين عملوا سفراء ورؤساء بعثات للولايات المتحدة لدى اليمن (1984- 2007م) أكدوا أن الدعم الذي بذلته الإدارة الأمريكية للحرب المدمرة والحملة التي تقودها السعودية على اليمن، على مدى أكثر من عام، كان سببا رئيسا وراء نمو وتوسع تنظيم القاعدة والمتطرفين علاوة على المأساة الإنسانية الرهيبة التي انزلقت فيها اليمن.
وبخلاف الادعاءات التي تزعم بأن الحرب على اليمن تخدم مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة، شدد السفراء أن الحرب "بالتأكيد.. دون شك.. قوضت مصالح الولايات المتحدة".
السفراء الأربعة الذين سبق لهم العمل في اليمن، وهم (باربرا بودين، بيل روف، ستيفن سيش، نبيل خوري)، كانوا يتحدثون لصحيفة "ذي انترست"، ضمن تقرير موسع خصصته الصحيفة الأمريكية للحرب والحملة الجوية على اليمن بدعم أمريكي، وجمعت آراء عددا من كبار الدبلوماسيين السابقين لدى اليمن والسعودية.
باربرا بودين
باربرا بودين
وبدلا من الدفاع أو شرح مبررات لتورط الولايات المتحدة، قال معظم الدبلوماسيين السابقين الذين قابلتهم الصحيفة، إن الحرب تضر بمصالح الولايات المتحدة.
باربرا بودين
باربرا بودين، التي شغلت منصب سفير اليمن بين عامي 1997 و 2001 وتعمل حاليا أستاذة الدبلوماسية في جامعة جورج تاون، شرحت للصحيفة مدى تأثير التفجيرات على النسيج الاجتماعي في اليمن.
وقالت باربرا ان النسيج الاجتماعي في اليمن انزلق نحو الهاوية، وتم ادراج الازمة الانسانية في اليمن عند المستوى الثالث. مشيرةً انه لايوجد سوى اربع مستويات في العالم".
ولفتت بودين أن المملكة العربية السعودية امتنعت إلى حد كبير من مقاتلة القاعدة في جزيرة العرب، وهو ما مكن للتنظيم السيرة والاستيلاء على مناطق واسعة في اليمن، مضيفةً ان الحرب بالتأكيد أضرت بمصالح الولايات المتحدة.
بيل روف
بيل روف
بيل روف
من جانبه، بيل روف، الذي كان سفيرا في اليمن بين عامي 1984 و 1987، ويعمل حاليا أستاذا زائرا في كلية فليتشر بجامعة تافتس للقانون والدبلوماسية، قال إن الوضع الانساني في اليمن سيء كما هو الحال في سوريا.
وأشار بيل روف ان الصحافة الأمريكية لم تستقطب الكثير من الاهتمام على الحالة الانسانية المزرية في اليمن. موضحاً ان الوضع كارثي ومأساوي ولا سيما نتيجة للقصف الجوي.
وأضاف بيل روف، لطالما كانت اليمن تعاني من وضع سيء للغاية، لكن أن تقصف وتدمر المستشفيات والمدارس وتقتل وتجرح السكان المدنيين على نطاق واسع، فإنك تضيف مأسات إلى مأساتهم السيئة بالفعل.
ستيفن سيش
ستيفن سيش
ستيفن سيش
من جانبه، ستيفن سيش، الذي كان سفير الولايات المتحدة في اليمن بين عامي 2007 و 2010 ويشغل حاليا منصب نائب الرئيس التنفيذي لمعهد دول الخليج العربي في واشنطن، قال: "كان شعوري ولا يزال أن السعوديين لا يبدون أي اهتمام للتهديد الذي يشكله القاعدة في جزيرة العرب كما نقوم به نحن وبشكل جدي".
وأضاف: "يعتقد السعوديون انهم سيتمكنون من السيطرة على تهديد القاعدة في جزيرة العرب على نحو فعال، عندما يحين الوقت".
مشيراً ان السعوديين يوقنون في أذهانهم، أن خطر الحوثيين وإيران يعد تهديدا أكبر بكثير جداً من القاعدة.
نبيل خوري
وقال نبيل خوري، الذي شغل منصب نائب رئيس البعثة الامريكية في اليمن بين عامي 2004 و 2007 ان السعوديين مهووسون تقريبا بتدمير الحوثيين.. السعوديون ببساطة لم تكن لهم دوافع للقتال ضد القاعدة في جزيرة العرب.
نبيل خوري
نبيل خوري
شماعة إيران
وعلى الرغم من ادعاء المدافعين عن الحرب التي تقودها السعودية أن الحوثيين هم وكلاء إيران، وأن السعوديين يدافعون عن دولة مجاورة ضد النفوذ الايراني، ومن بينهم السيناتور جون ماكين، وليندسي غراهام.
لكن كل الدبلوماسيين الامريكيين السابقين الذين قابلتهم صحيفة "ذي انترسبت" شككوا بتلك المزاعم.
وقال بيل روف، ان إيران استغلت التدخل السعودي في اليمن.
ودعا الدبلوماسيون الإدارة الامريكية أن تنتهي من دورها كشريك صامت كما تقول الصحيفة الأمريكية.
متابعة: من الافضل على الادارة الامريكية ان تنصح صديقتها السعودية أن تلك الحرب ليست في مصلحتهم - وليس هناك أي وجود "فارسي" في اليمن - وأن الحوثيين كانوا تاريخيا حلفاء للمملكة وليسوا خصوما لها
التورط الأمريكي
قالت "ذي انترسبت" الأمريكية، إنه على مدى أكثر من عام قامت المملكة العربية السعودية والدول العربية الأخرى التي تشكل مجلس التعاون الخليجي (GCC) وبدعم أمريكي بقصف وحشي في اليمن؛ استخدمت الطائرات الامريكية والقنابل الموجهة بالليزر، والقنابل العنقودية المحرمة دوليا لاستهداف وتدمير المدارس والأسواق ومحطات توليد الطاقة، والمستشفيات، ما أدى إلى سقوط الآلاف من القتلى المدنيين. "كل ذلك لاستعادة الرئيس الذي تدعمه السعودية عبد ربه منصور هادي".
مشيرة أنه على الرغم من كل ذلك، لم يفسر المسؤولون الأمريكيون هذا الدعم، وفشلوا في توضيح مصالح الولايات المتحدة من هذه الحملة، كما لم يتطرقوا إلى الخسائر البشرية جراء تلك الحملة. |