صنعاء نيوز - لااتذكر كم كان عمري اعتقد الان انه بين 4-5 سنوات او في عمر المدرسة الابتدائية وانا العب بسيارتي العسكرية الجديدة التي احضرها لي ابي وهي تخرج شرارات ، ونيران ، مزهوا ،منفعلا بها ، عندما سمعت احد اخوالي رحمه الله يفسر لاحد خالاتي لماذ يُكثر جدي لامي من السفر الى الكويت وهو ليس بحاجة لذلك .
لديه على الاقل مئات الدونملت الصالحة للزراعة والمحاذية للنهر وتدر عليه ذهبا ، قال خالي : انه يذهب الى الكويت ليجتمع مع شيوخ عشائر ياتون من الاهواز لانهم يريدون الاتفاق ( لااتذكر المصطلح بالضبط - يثورون - يقاتلون - يهجمون على الشاه ) او شئ من هذا القبيل . فالتصقت الاهواز بذاكرتي ، مدينة ، تجمع عشائر عربية او شئ مشابه تحت سيطرة شاه ايران ، كًبرتُ وكبر المفهوم معي .
اعجبتني في المراهقة الحركة الاشتراكية القرمطية وقرات اغلب ما كتب عنها ، اكتشفت ان احد قادتها المؤسسين في البصرة كان اسمه حسين الاهوازي . وفهمت ايضا ان الاهواز ارض عربية اغتصبتها ايران كما اغتصبت الحركة الصهيونية فلسطين ، وكما اغتصبت تركيا لواء الاسكندرونة .
عند انتمائي للمقاومة الفلسطينية ، وارتباطي رسميا بفتح - ثم المجلس الثوري ، اخترت الاسم الحركي حسين الاهوازي ، اسما لي ، تيمنا باليسار العربي الذي مثله حسين الاهوازي ، وعملية اريد بها الربط بين غايات واهداف الثورة العربية وتوحيدها من خلال الربط بين الحق العربي في فلسطين ، والحق العربي في الاهواز .
وتطورت العلاقات بالاخوة المناضلين الاحوازيين او الاهوازيين ( لاتفرق التسمية عندي كثيرا وليست هي مصدر خلاف ) .
كان من بين عناوين الاسماء والقوى المشاركة في تشكيل الجبهة الوطنية لتحرير العراق (التي افخر بان كان لي دورا فاعلا في تاسيسها ) كواحدة من اوائل قوى المقاومة العراقية ضد الاحتلال الاميركي . كان هناك اسم الجبهة العربية لتحرير الاحواز ، واتحاد المراة الاحوازية من بين القوى الداخلة في الجبهة .
كنت دائما علنا بالمؤتمرات ، او من خلال العلاقات الشخصية ، احذر اخواني المناضلين الاحوازيين من ان يلوثوا نضالاتهم باللعبة التي تريد قوى الردة والشعوبية المتلبسة بالهوية العربية ان تحرف مسارات الثورة العربية عن توجهاتها الصحيحة ، فالعداء بيننا وبين ايران والصراع او النزاع هو صراع قومي ، تريد قوى الردة والشعوبية المتلبسة بالهوية العربية ان تحرفه من نزاع قومي الى نزاع طائفي بين الشيعة العرب والسنة العرب ، خدمة لمخططات العدو الصهيوني الذي خطط منذ بداية ثمانينات القرن الماضي الى تدمير الامكانات العربية وتاجيج الصراع الطائفي تمهيدا لاعادة تقسيم الدول العربية على اساس طائفي وديني . وهو برنامج يخدم ايران والمصالح الايرانية بنفس الوقت .
ان هذا التوجه سيحقق الغلبة والانتصارلايران ، فغالبية الشعب العربي الاحوازي هم من الشيعة العرب ، تمتلك ايران القدرة بحيلها وادعاءاتها بانها تمثل فقه ال البيت ان تؤثر على عواطف البعض بل الكثير منهم ، ممن يجهل حقائق اللعبة وقدرة ايران على استخدام الطائفية في السياسة بشكل ناجح .
بقيت احذر دائما من هذه اللعبة التي لااستبعد ان بعض عملاء ايران المدسوسين في الحركة الاحوازية يروجون لها بتعليمات عليا ايرانية .
فالتوجهات الشعوبية عند بعض حكام الجزيرة والخليج تلتقي بعدائها لكل ما هو عربي واسلامي ، مع التوجهات الشعوبية الايرانية والتركية ، وحتى الصهيونية ، سواء ان تم ذلك باتفاق مكتوب ومقر او من خلال فهم هذه القوى المعادية لاهداف الثورة العربية ، بضرورة التحالف غير المعلن وتبادل الخدمات بينها ضد الامة العربية ومنع نهوضها ، او بروز قوة عربية في اي من الدول العربية ، والامثلة كثيرة في تحالف ايران مع القوى الرجعية الشعوبية العربية والصهيونية العالمية ، تحالفهم في الحرب ضد مصر الناصرية ، ثم ضد العراق في عهد صدام حسين ،.
ومع تصاعد التوجهات الشعوبية لبعض الدخلاء على الهوية العربية لاثارة النزعات الطائفية للامعان بتقسيم الامة وحرف بوصلة النضال العربي لابعادها عن القضية المركزية للعرب فلسطين ، وتمييع الحق العربي بقية الاراضي المغتصبة في الاحواز والاسكندرونة ، اندفع بعض الاخوة الاحوازيين للاسف باللعبة ، معتقدين ان بعض الدعم الظاهري الذي حصلوا عليه على انه صحوة لتلك الحكومات ورغبة في دعم القضية الاحوازية ان تصريحات نائب وزير الخارجية الكويتي حول الاقرار بتابعية الاحواز لايران - تؤكد بما لايشبه الغلط صحة قرائتنا للصحوة الكاذبة .
حذرت واكرر تحذيري من ان الحكومات الشعوبية الرجعية لاتتردد غدا ان تتفق مع ايران لالقاء القبض على المناضلين الاحوازيين وتسليمهم لايران في اي صفقة مصالحة مستقبلية ، وتوقعاتي انها ليست ببعيدة . |