صنعاء نيوز/ بقلم حسان الحجاجي - تعثر كبيرفي حوار الكويت ينبئ بالاعلان عن فشله ويكشف هذا التعثر الفجوة الكبيرة بين طرفي الصراع ، وتزامنا مع التعطيل المعلن للحوار يتم تشديد خناق الحصار الاقتصادي على شعبنا وذلك من خلال عمليات المضاربة بسعر العملات والهبوط المرعب للريال اليمني اما الدولار وغيره من العملات الاجنبية ليرافق ذلك موجة غلاء غير مسبوقة في اسعار المواد الاستهلاكية التي من المؤكد انها ستصيب المواطن الذي يعاني ضيق ذات اليد في مقتل باعتبار ذلك يمس حياته المعيشية وقوته اليومي .
ومن نافلة القول اشير الى انه كان ينبغي على من يتسولون حلولا وهمية في حوار الكويت من كلا الطرفين وهم يعضون بالنواجذ المهترئة على تلابيب كبراؤهم في الرياض وطهران ان يطالبوا الامم المتحدة ان تقوم اولا بدورها في الضغط لوقف العدوان السعودي والشروع ثانيا في ترتيب لحوار بين السعودية وايران وعلى ضوء ذلك الحوار ان تم سيكون من السهل تقييم الحالة اليمنية والنظر في سبل حلها والذي سيكون تحصيل حاصل لأي انفراج في العلاقات بين طهران والرياض !
اقول ذلك انطلاقا من قناعتي الشخصية بأن ما يجري باليمن من حرب داخلية وعدوان سعودي غاشم وكذا ما يجري في سوريا وفي العراق انما هو الفرز الواضح لمشاريع "مذهبية" اقطابها ملالي ايران وحكام السعودية ومعها تركيا ، وحالة الفرز هذه جعلت بالضرورة دهاقنة الطائفية وسدنة المذهبية يتجردون عن الهوية الوطنية للانخراط في مشاريع الفتن والتماهي معها والخضوع لإملاءات اصحاب تلك المشاريع التي جعلت حالة الفوضى تسود بالمنطقة العربية وتتحكم في رقاب شعوبها .
المؤلم هنا ان النخب السياسية خصوصا المنظوية تحت بيادق الاسلام السياسي تهافتت لتأييد هذا المشروع او ذاك منذ وقت مبكر دون الاكتراث لمعانات الشعب العربي في اماكن بؤر الصراع الدائر بالمنطقة ، والاكثر إيلاما هو إستمرار الاحزاب الراديكالية ذات الصبغة المعتدلة في الحوارات العارية من أي جدية من قبل القوى المؤدلجة بطرفي الصراع .
ومما سبق اتساءل أما آن الآوان للفرقاء اليمنيين الذين اوصلوا البلاد في هذه الحرب الى حالة من التمزق والإنفصام ان يرجعوا الى جادة الصواب وتناسي الجروح الغائرة بالصدور لوقف نزيف الدم اليمني بدلا من السباق المحموم في التحشيد الى الجبهات سعيا منهم لتوسيع دائرة المعارك في اكثر من محور وجبهة وقودها بلا شك ابناء الشعب وسنجد بالنتيجة انفسنا في قادم الايام امام واقع من التمزق المناطقي والطائفي إذا لم يكن ذلك ماثلا للعيان اليوم وهذا في تصوري لا يترك لليمن مجالا للنهوض من جديد ولعمري ان هذا هو ما يراد لشعبنا من قبل قوى العدوان واضدادهم بالاقليم .
ختاما : عام ونيف من الحرب والعدوان السعودي كشف اننا لم نرى من آل سعود سوى الدمار يقابل ذلك ممارسات قمعية من قبل الممسكون بالسلطة واقصاء الكوادر الوطنية من الوظائف العليا والمتوسطة بالمؤسسات المشلولة والمصادرة اصلا إضافة الى العجز التام عن ضبط الاسواق والاحتكار الممنهج لاقوات الناس
اللهم فرجك على شعب اليمن . |