أطلقت منظمة مواطنة لحقوق الإنسان يوم الخميس 19 مايو/ آيار 2016 فيلماً وثائقياً قصيراً يحكي كيف أحال هجومين لمقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن على تجمعي عُرس في محافظتي تعز وذمار اليمنيتين أفراح المدنيين إلى مآتم.
ويعرض فيلم "من أفراح إلى مآتم " جانباً من أبرز القصص الإنسانية الشاهدة على ما لحق بالمدنيين اليمنين جراء غارات مقاتلات التحالف التي طالت أهدافاً مدنية مأهولة منذ انطلاق الحملة العسكرية بقيادة السعودية في البلاد في 26 مارس 2015 ضد قوات جماعة الحوثي والرئيس السابق صالح بطلب من الرئيس هادي.
ويروي الفيلم تفاصيل تحول حفلة زفاف إلى مأتم في قرية واحجة النائية بمديرية ذباب شمال غرب محافظة تعز وسقوط 26 مدنياً، بينهم 13 طفلاً و12 امرأة إثر القاء مقاتلات التحالف لقنبلتين وقعت الأولى بالقرب من مخيم الرجال وأصابت الثانية مخيماً للنساء، وذلك ما بين العاشرة والعاشرة والنصف من صباح 28 سبتمبر 2015.
كما يروي كذلك كيف غدت حفلة عرس لثلاثة أشقاء حزناً كبيراً لقي فيه 40 مدنياً، بينهم 15 طفلاً و14 امرأة حتفهم وأصيب 42 مدنياً، بينهم 14 امرأة و13 طفلاً في قرية سنبان، مديرية ميفعة عنس بمحافظة ذمار مساء السابع من أكتوبر 2015 وذلك إثر هجوم شنته مقاتلات التحالف دمرت منزلاً من ثلاثة طوابق كان بداخله عشرات المدنيين توافدوا من قرى مجاورة للاحتفال بالعرس.
ووحسبما ذكرت المنظمة في بيان الخميس على موقعها، غالباً ما ضربت هذه الغارات أوساط المدنيين أثناء قيامهم بأنشطتهم اليومية في المنازل والأسواق والحدائق بعيداً عن المواقع العسكرية وقد لحق نتيجة لذلك دماراً لمساكن ومنشآت ومرافق مدنية وبنى تحتية وأدي إلى سقوط آلاف القتلى والجرحى من المدنيين.
وقالت منظمة مواطنة لحقوق الإنسان إنها تحققت من مقتل 800 مدني بينهم 140 امرأة و270 طفل وطفلة، بالإضافة إلى ما يقارب 780 جريح مدني، بينهم 132 امرأة و184 طفل وطفلة خلال الفترة (مارس 2015 - مارس 2016م)، وذلك في 59 غارة شنتها مقاتلات قوات التحالف العربي بقيادة السعودية في عشر محافظات يمنية.
وطالبت المنظمة بإنشاء آلية دولية مستقلة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان من قبل مختلف أطراف النزاع .