صنعاء نيوز/رجاء حمود الإرياني -
«الطفل الذي يتعرض للتوبيخ أمام الآخرين لن يستوعب رسالة الوالدين التي تعني تربيته، بل يراها إهانة ونوعا من التشهير، ويكون رفضه للعقاب عنيفا، وينتج عنها عدم الثقة بالنفس، ويشعر أنّه موسوم بما نعته به والده، ويصبح أيضاً خائفاً من الناس ومن المكان الذي تم عقابه فيه، وعادة ما نسمع أشخاصا لا يفضلون الذهاب إلى مدينتهم بعد أن تركوها للعمل أو الدراسة كونها تذكرهم بمواقف مؤلمة؛ بسبب العقاب الذي تعرضوا له في صغرهم، بالإضافة إلى أنّ ذلك يؤدي لفقدان الطفل الثقة بالنفس، وشعوره بالاكتئاب، والحزن، وعدم البهجة بالحياة».
وأضيف أنّ مصدر الثقة بالنفس الوالدين، وإذا كانت علاقة الوالدين بالأبناء غير سوية يتكون لديهم شعور باحتقار الذات؛ لأنّ الطفل يتقبل اللقب الذي يطلقه عليه والداه، ونتيجةً لذلك نجد أطفالا فشلوا في حياتهم؛ بسبب تعزيز وصمة الفشل له من قبل والديه، معتبراً أنّ أفضل أنواع العقاب يكمن في تعديل سلوك الأبناء، سواء الإيجابي؛ وذلك بمكافأته على السلوك الجيد وتقديم هدية، أو السلوك السلبي والأفضل بعدم ضربه، بل بحرمانه من أشياء يحبها ويفضلها.
وأشير هنا إلى أهمية أن يحذر الوالدان من مغبة ضياع الأطفال عندما يكبرون بالوقوع في إدمان المخدرات، وذلك كنوع من الانتقام من التأديب القاسي، حيث أنّ غالبية من يتعرضون لهذا النوع من التربية يصبحون أشخاصاً غير أسوياء في المجتمع، وقد يكونون أباء وأمهات قاسين مع أطفالهم، يستشهدون بما تربوا عليه في الصغر، ويتوقعون دائماً أنّ تربيتهم العنيفة هي الأسلوب الصحيح، مشدداً على أنّ العقاب الجسدي كالحرق، والضرب، أقسي أنواع العقاب يليه العقاب اللفظي، وذلك بإطلاق بعض الألقاب المشينة كوصفه بالحيوان أو الجبان!.
*«الندم» لا يكفي لمصالحة طفلك..تعهد أن تهدأ مستقبلاً
أنّ بعض ردود فعل الأبناء على أسلوب التربية قد يغيّر مسار الأب بشكل كبير، فمنهم من يتحول إلى أب مثالي؛ بسبب أنّه راجع نفسه واكتشف أنّه كان مخطئاً، ولولا عناية الله كاد أن يفقد طفله، ومنهم من يشعر بالندم ويعاهد طفله ونفسه بعدم العودة إلى عقابه بقسوة، ونوع آخر من الآباء لا تتبدل معاملته من شدة قسوة قلبه، بل يزيد كلما زادت قوة ابنه واشتد عوده، ويبرر ذلك أنّه كان يلقى أشد من هذه القسوة في تربية والديه له. |