shopify site analytics
عاشق يتسلل إلى قصر ترامب من أجل عيون حفيدته فيقع في شباك الأمن! - الاحتلال ومخططه لمنع إقامة الدولة الفلسطينية - الطّاهريّ يناقش أطروحته عن أعشقني لسناء الشّعلان بعد ترجمتها إلى الفرنسيّة - مهرجان "أرواح غيوانية" يواصل فعالياته ببنسليمان بمشاركة أبرز رموز الأغنية الغيوانية - أكاديمي في جامعة عدن يضع خطة إنقاذ سريعة للاقتصاد والمالية - هاجر جينان.. لمسة أنثوية تعيد تعريف القفطان المغربي بلمسة عصرية - انتزع كأس بطولة كرة الطاولة:صقر تعز يواصل انتزاع البطولات - محافظ شبوة اللواء العولقي يعزي في وفاة الشيخ عبدالله لغلق الفرجي المصعبي - النشرة المسائية لوسائل الإعلام العبري لنهار الثلاثاء الموافق 03   يونيو 2025   - رحيل علي حزام قوب الزنداني... قامة إنسانية ترجّل فارسها بعد مسيرة حافلة بالعطاء -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - 

أصبح الخوف من المستقبل مشكلة نفسية عند الكثرة الغالبة من الناس , ومن صوره وتجلياته

الإثنين, 23-مايو-2016
صنعاء نيوز/بقلم: عمر دغوغي صحفي وفاعل جمعوي -


أصبح الخوف من المستقبل مشكلة نفسية عند الكثرة الغالبة من الناس , ومن صوره وتجلياته

المتعددة : الإحساس الدائم بالقلق , وعدم الرضا بالواقع , والتفكير الحائر في الغد , وتقلبات

النفس في الحالات المتناقضة في آن واحد , فهذا الخائف فرح حزين راض معترض صحيح

مريض , مكر مفر , مقبل مدبر معا , ومن تجلياته كذلك توقع ما هو أسوأ دائما واعتبار هذا

التوقع حقيقة لا مفر منها , ومن ثم اتخاذ القرارات النفسية المناسبة لهذا التوقع , وهذه

القرارات والقناعات القائمة على هذا التوقع تصيب النفس بوابل من القلاقل والمشاكل وليت

الأمر اقتصر على الفرد وحده ولكنه يمس من يعيش معه من أهل فإن لم يصبهم وابل فطل.

الشاب الأعزب الذي يريد العفاف بالزواج, ولم يستطع الباءة المالية بعد, فهو قابع بين قلمه

وورقته, يفكر ويقدر ما عدد آلاف الجنيهات التي يحتاجها لزواج كريم , ويراوح بين دخله

وتوفيره فيجد أنه يحتاج لبلوغ هدفه خمسا وسبعين سنة فوق الخمس والعشرين التي قضاها

من عمره , وطبعا عندها (إنعاش) سيرد إلى أرذل العمر ولن يكون له في حواء حاجة , وهي

أيضا لن يكون لها فيه حاجة , وبناء على هذا التفكير يجد أن المستقبل كهف من الظلمات

الحالكات ليس فيه طاقة نور ولا منفذ نسيم , فيخاف من المستقبل ويمتلئ منه رعبا ؛ فتكتئب

ويحزن ويقابل الدنيا وأهلها بوجه من الرفض المطلق.

و الأخت الكريمة التي لم يقدر لها أن تجد الزوج الصالح حتى تقدم بها السن قليلا كيف تفكر في

إنها دائما تطل على المستقبل من نافذة الحاضر , فلن يكون اليوم القادم بأحسن حالا من

الماضي ولا الحاضر , وحتما سأبقى وحدي في هذا البيت الذي أعيش فيه شبه أسيرة لأبوي

وزوجات إخوتي , وربما أدخل الآخرة قبل أن أعرف الدنيا , هكذا تظن , وبناء عليه ترفض كل

شيء , وتسوء معاملتها لمن حولها جميعا , وترفض الزينة التي خص الله بها من ينشأ في

الحلية ، وهنَّ النساء - وتفضل الزهد في غير موضعه , وربما تعاني من الاكتئـاب وما يتتبعه

وهذا الأخ الذي أنعم الله عليه بالعمل في وظيفة ما – داخل بلده أو خارجها - , ولكنه يشعر أنه

غير مستريح , إنه يرى أحوالا معوجة , ومسالك لا ترضي الله , ولا يستطيع أن ينكر , وليس

بطلا من أبطال الإنسانية الذين يحدثنا عنهم التاريخ ليمتلك قوة السباحة ضد التيار ,ويأبى

التحكم الظالم للنفس في النفس , فيرى أن هذه الفتن كالليل إذا يغشى لا مفر منه ولا إسفار له ,

من أمراض عضوية لا يدرى ما سببها.

ومن ذا الذي يستطيع أن يقتلع هؤلاء الجبابرة الذين يضادون الله في ملكه , ويبارزونه في

والسؤال الآن: هل هؤلاء الخائفون محقون في خوفهم أم لا ؟ 

هناك شرط واحد ليكون معهم حق , هو شرط العلم , أي أن تكون معهم الحقيقة القائمة على

الدليل والبرهان وليس الظن والتخمين , وهذا شيء نتعلمه من القرآن الكريم وهو يزرع فينا

هذا اللون من التفكير العلمي قال تعالى : (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا

قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ

بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ

وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ

اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة:259) والشاهد قوله تعالى ( فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى

كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) فهو لم يقل( أعلم ) إلا (بعد أن تبين له ) فبعد أن شاهد الحقيقة بعينه ولاحظها

في كل مراحل تطورها خرج بالنتيجة ووصل إلى العلم الحقيقي.

وهناك آيات كثيرة جدا تؤكد على مفهوم ( العلم والدليل والبرهان والحجة ) ليس هنا كمجال

حصرها . ونعود إلى أصحابنا الخائفين من مستقبلهم , الحانقين على واقعهم , ولتسألهم : هل

خوفكم من المستقبل بناء على أحوال الماضي ووقائع الحاضر يقوم على العلم والدليل أم على

هل لديكم أدلة مؤكدة على أن الزمن لن يتغير, وأن الأحوال نفسها التي تعيشونها الآن سوف

تثبت على ما هي عليه, وأن الأشخاص الذين ترونهم سيظلون كما هم , وبعبارة أخرى أن

الزمن بكل محتوياته سيظل واقفا دون تغيير ؟ إن كنتم بذلك موقنين فأنتم تدعون الألوهية غير

الظن والتخمين ؟

عالمين، ومن ذا الذي أحاط علما بالماضي والحاضر والمستقبل إلا الله تعالى ؟.

لكل هؤلاء يقال لا يحق لكم من وجهة نظر علمية بحتة أن تحزنوا على ما لم تتأكدوا من حتمية

وقوعه , أنتم لستم آلهة – ولا إله إلا الله - حتى تزعموا العلم بما يحدث في المستقبل وتحزنوا

عليه وكـأنه حدث بالفعل وكل ما عليكم هو انتظاره ! هل أنزل الله عليكم جبريل فأخبركم

بمستقبلكم حتى تكونوا على هذا القدر من اليقين ؟ اتقوا الله في أنفسكم وانشغلوا بواجباتكم في

المرحلة التي تعيشونها وتوقعوا الخير واسألوا الله العافية.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)