صنعاء نيوز/عبد الجليل النداوي - في الوقت الذي يخوض فيه جيشنا الحبيب معركته المصيريّة في الفلوجة، مما يستدعي حشد كل الجهود والطاقات، لدعمه ومؤازرته، وخلق أجواء معنوية تشد من عزائم مقاتليه، وتُبعد شبح الطائفية عن المعركة، بإيجاد جوٍّ من التعاطف الشعبي من كل مكونات الشعب العراقي، لاسيما "أنفسنا السُنّة" الذين تجري المعارك على أرضهم وفي مُدنهم، تُطلّ علينا رؤوس الفتنة لتعبث بمصير هذا الشعب المنكوب وجيشه الذي بالكاد بدأ يتعافى وينهض من مخلفات سياسيات الحكومة الرعناء السابقة.
فتارة يخرج علينا أحد قادة الصُدفة ـ الخفاجي ـ ليتحدث عن سحق الفلوجة بقوله: (هذه فرصتنا لتطهير العراق باستئصال ورم الفلوجة لتطهير الإسلام في العالم كلّه، وهذا شرف يجب أن نُشارك فيه وأن نناله)..!!
وأخرى يُطل شيخٌ مُتنازلاً عن للفضيلة والعلم ـ الصغير ـ فيتحدّث عن الثأر ـ على موقعه الألكتروني ـ وكأننا في معركة عشائرية، لا معركة وطن يذبحه الإرهاب بكل مكوناته، فقد كتب: (لنا ثأر كبير مع كَرمة الحقد، ونحن رجال لا ننسى ثاراتنا، وبعد كَرمة الغدر لن نستريح إلا على مشارف مدينة الأفاعي "الفلوجة" ولنا صولة فيها)..!!
والغريب أن الحكومة لم تتحدث عنهم بصفتهم (مُندسّون) يريدون ضرب جهود الجيش والتعبئة الشعبيّة للمعركة، بزعزعة السِلم الأهلي وبث سموم الطائفية، بل راحت تُبرر لأبطال التصريحات، مرّة بأنهم لا يمثلون رؤية الدولة، وأخرى بأنها لن تسمح لهم بالمشاركة في المعركة، إلا إن صورهم وهم مُنكبون على طاولات وضعت عليها خرائط المعركة أثبت ضعف وهزالة الحكومة التي طالما استأسدت على شعبها الأعزل..!!
نعم هكذا تجري الأمور في زمن كلُّ شيء فيه مختومٌ بختم الدمج الموبوء، حيث لا يكاد يبين الأصلاء بين حشود قيادات الدمج الذين جاءت بهم أجندات السياسة الفاسدة والدين المُزيف، والعقائد المُنحرفة إلى درجة أصبحت فيه العمالة من صفات التفاخر في الدواوين، ويُصبح التشبث بالوطن نوع من المُغامرة والخروج عن المألوف..!!
في هذا الزمن الأغبر الذي انقلبت فيه المفاهيم، وأصبح الثائر المُطالب بالإصلاح مدسوساً يتفننّون بقمعه، والسارق الفاسد العميل بطلاً قومياً يحتفون به على قدر حجم سرقاته وفساده وعمالته، يُطل علينا الجنرال القادم من طهران ليزيد الأوضاع توتّراً ويلتقط صوراً في الكرمة ـ على طريقة صورني وآني ما أدري ـ لتُعلن وكالة الأنباء الإيرانيّة بكل براءة: (الجنرال سُليماني يقود معارك الفلوجة)...!!
وإذا كان الأمر كذلك فما هو دور قادة جيش العراق وجنرالاته...؟!
وسؤال أخير أوجهه إلى الذين تباكوا على هيبة الدولة وسيادتها:
أين هي السيادة وأين هي الهيبة في كل ما يجري..؟!
حفظ الله جيشنا وأعزّه بنصره. |