صنعاء نيوز/يحيى دبوق - في الوقت الذي يخلص فيه المتحدثون في مؤتمر صحيفة «جيروزاليم بوست» السنوي، المنعقد هذا العام في نيويورك، إلى توقع «مستقبل مظلم لإسرائيل»، تأتي اليد الخليجية و«دول الاعتدال الخليجي» لتمتد من تحت الطاولة وبعيداً عن شعوبها، فتعطي أملاً ومزيداً من المدد المادي والاقتصادي لإسرائيل، عبر صفقات بلغت حتى الآن مئات الملايين من الدولارات.
هذه الصفقات، التي تنشر تباعاً في الإعلام الغربي والعبري، أعاد أول من أمس، محلل الشؤون العسكرية والأمنية في صحيفة «جيروزاليم بوست» و«معاريف»، يوسي ميلمان، تأكيدها، عبر مقالة تحليلية عن الوضع الاستراتيجي لإسرائيل في السنوات الماضية، محاولاً نقض ما ورد من رؤية تشاؤمية ومستقبل مظلم، ورَدت على لسان عدد من الوزراء وأعضاء الكنيست الإسرائيليين الذين تحدثوا في مؤتمر «جيروزاليم بوست».
في إطار العرض المضاد، كشف ميلمان، مباشرة هذه المرة، عن الآتي: «أعداء إيران من العرب السنّة تحولوا باتجاه إسرائيل، وتوصلوا معها إلى اتفاقات سرية، عسكرية واستخبارية، تقدر بمئات الملايين من الدولارات، لمصلحة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة».
إضافة إلى الاتفاقات العسكرية والاستخبارية مع «العرب السنّة»، يلفت ميلمان إلى أن الخطر الذي كان يميز الماضي من جيوش عربية تجاه إسرائيل، زال تماماً عن الخريطة ولم يعد موجوداً، وذلك يعود إلى اتفاقات السلام مع مصر والأردن، وإلى حالة العراق وسوريا وأيضاً ليبيا، التي تفككت إلى كيانات إقليمية مشغولة بمحاربة بعضها بعضاً من أجل البقاء. وجيوش هذه الدول إما تبخرت أو ضعفت. وحل مكان هذه الجيوش، كخطر على إسرائيل، أعداء دون دولة، يتميزون في أنهم مردوعون ومشغولون بأنفسهم وببقائهم، أو مشغولون بمعارك بقاء في ساحات أخرى، كما هو حال حزب الله في سوريا، كما يرى.
اليد الخليجية تعطي أملاً ومزيداً من المدد المادي والاقتصادي لإسرائيل
وأشار ميلمان إلى أن العلاقات الإسرائيلية الأردنية، لم تكن أفضل مما هي عليه الآن، وتتميز بتعاون أمني واستخباري كبير. كذلك، فإن العلاقات مع الجانب المصري، في الجانب العسكري والاستخباري، تتميز بالتعاون في الحرب ضد الإرهاب في سيناء، والجانبان، الإسرائيلي والمصري في نقاش دائم ومباشر، حول كيفية التعامل مع «حركة المقاومة الإسلامية ـــ حماس» في قطاع غزة.
في الشمال، يضيف ميلمان، بعد عشر سنوات على حرب عام 2006، حزب الله مردوع. لكن في موازاة ذلك، نواجه واقع الترسانة الصاروخية للحزب، وجزء منها بعيد المدى وأكثر دقة وقادر على ضرب معظم المواقع الاستراتيجية والعسكرية في إسرائيل. مع ذلك، اكتسب الحزب خبرة في التكتيكات القتالية جراء مشاركته في الحرب الدائرة في سوريا، لكنه يعاني خسائر بشرية.
«حماس»، من جهتها، مردوعة. قادتها يعلنون مراراً وتكراراً أنهم لا يرغبون في الانجرار إلى جولة قتال جديدة في مواجهة إسرائيل. وإذا جرى إيجاد حل للمشكلات الاقتصادية في غزة، كما ورد على لسان وزير النقل والاستخبارات، يسرائيل كاتس، من خلال إقامة ميناء بحري عائم مرتبط بجسر مع قطاع غزة، فمن المحتمل أن تشهد الحدود مع غزة سلاماً، قد يمتد سنوات.
ولجهة تنظيمي «داعش» و«النصرة» في سوريا، وتحديداً على الحدود في الجولان، يؤكد الكاتب الواقع السائد منذ انتشار التنظيمين والفصائل المسلحة على طول الحدود، مضيفاً أنه «رغم انتشار إرهابيي تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، على الجانب السوري من الحدود، فإنهما تعلما كيفية التعايش مع جيرانهم الإسرائيليين، وذلك لأن لديهم أعداءً، بالنسبة إليهم، أهم من إسرائيل واليهود». |