صنعاء نيوز/ كتب : جمال بدر العواضي – باريس -
من حق الجارة الكبرى المملكة العربية السعودية ان تنظم شئونها بما تراه مناسبا ويكفل لشعبها امنه وأمانه واستقراره وهو ما دأبت عليه قيادة المملكة قولا وعملا إلا ان لليمنيين ايضا على السعودية شعبا وقيادة حق الجار والتاريخ المشترك خاصة وان اليمن تمر بظروف استثنائية من انقلاب غاشم ومواجهات وتصفيات للمعارضين وتشريد لاسرهم .
معظم اليمنيين الذين دخلوا السعودية من خلال منفذ الوديعة عبر تأشيرة زيارة او عبور هربا من معاناة الحرب وويلاتها او عائلات المعارضين للانقلاب الحوثي بعد تدمير منازلهم او ملاحقتهم بدئوا مغامرة العودة الى اليمن بسبب عدم تجديد التأشيرات وعدم قدرة هذه الاسر المكونه معظمها من نساء وأطفال على استمرار العيش ونفاذ المورد المالي الذي دخلوا به الى المملكة بالإضافة الى استغلال يعض التجار السعوديين واليمنيين لمن اراد العمل من شباب تلك الاسر وهو لا يملك اقامة رسمية حتى يمنع عن اسرته الحاجة والسؤال.
اصبح اليمنيين الذين لجئوا للمملكة بعد الحرب مطاردين من رجال الامن وفي نقاط التفتيش حيث تردد على مسامعهم كلمات مؤلمة لم نتوقعها من اشقاء اقرباء : لماذا انتم هنا .. ارجع بلادك .. تأشيرتك انتهت .. يلا بلا قرف .. انت شكلك اشتريت التأشيرة يانصاب .. الى اخرة من كلمات التحقير والتصغير التي دفعت بالكثيرين ممن يحترمون انفسهم ومعظمهم اسر واطفال معارضين سياسيين وإعلاميين مناهضين للحوثيين وأنصارهم بالعودة الى اليمن والاختباء هناك على اساس المقولة الشعبية المعروفة (عز القبيلي بلاده .. وبلادي ولو جارت علي عزيزة ).
احد ابناء صديق اعلامي يمني قال لي ان كلمات الاهانة التي يسمعها من جهات سعودية محسوبة على الامن تقتله الف مرة وانه يكتفي بالموت مرة واحدة في اليمن على ايدي الحوثيين خير من ذلك .. وفعلا عاد الى اليمن ولم اسمع منه بعد ذلك .
كان من الاجدى للحكومة اليمنية في الرياض ان تولي موضوع اللاجئين اليمنيين داخل المملكة جزء من اولوياتها وعلى الاقل تصنيفهم وتعريفهم للجانب السعودي حتى يتم التعامل مع اوضاعهم بطريقة منصفة فإما يرحلوهم بصورة جماعية او يبحثون عن حلول تتناسب وطبيعة تواجد اليمنيين على اراضي المملكة في ظل وضع استثنائي تعتبر المملكة السعودية طرفا رئيسيا فيه .
من الصعب ان يثق المواطنين اليمني في توجه المملكة السعودية المعلن لدعم ومساندة اليمن في حربها ضد الانقلابيين في حين يسمح ان يتعرض اليمني للهوان والاستغلال على ارض الحرمين . اعتقد ان هذا مايتغذى عليه الحوثيين وانصارهم وهو احد اسباب بقائهم .
تأكد ايها الملك المنصف ان العديد من المعارضين الحقيقيين للحوثيين وأذناب ايران هم من غادروا المملكة وفضلوا العودة لليمن وتحمل العواقب التي قد تكون وخيمة رفضا للذل والإهانة والاستغلال التي تعرضوا له على ارضكم الشقيقة اما معظم من بقى عندكم ( ولا اقول جميعهم ) فهم كما تعلمون من المتسولين والمندسين الذين يلعبون على اكثر من وجة وصورة .
اعتقد ان النصر الحقيقي لدوركم في اليمن هو ان تقتربوا اكثر من اخوانكم وجيرانكم من ابناء الشعب اليمني العريق الذي لايستطيع إلا ان يتنفس الكرامة والعزة . يكفي هذه الشعب مصيبة الحوثيين وفساد صالح وأعوانه وشلل حكومة ورئيس .
اذا كنتم تتساءلون لماذا لم يتحقق تقدم واضح على الارض برغم الدعم المهول عسكريا ولوجستيا خلال اكثر من عام .. فأقول ان من يتحمل الاهانة والاستغلال ويطأطئ رأسه ذليلا من الاجدى الا تثق في صدق مواقفه. عاملوا اليمنيين باحترام وتقدير لظروف معاناتهم وسوف تلقون مقاومة حقيقية قادرة ان تنتصر وتبنوا معها يدا بيد مستقبل اليمن الذي نتطلع اليه جميعنا . |