shopify site analytics
بيان صادر عن القيادات القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي بشأن سوريا - ‏كيف يقدّم الحوثيون طوق نجاة أخلاقي لإسرائيل؟ - خروج مليوني بالعاصمة صنعاء في مسيرة "ثابتون مع غزة العزة - جامعة ذمار تنظم وقفة احتجاجية تنديداً بالجرائم الصهيونية - مسيرة طلابية لطلاب كلية الطب بجامعة ذمار - نزلاء الإصلاحية الاحتياطية بمحافظة صعدة ينفذون وقفة تضامنية مع غزة - تفقد وكيل مصلحة الجمارك سير العمل بمكتب ذمار - اليمنية تؤكد استمرار رحلاتها عبر مطار صنعاء - وزير النقل والأشغال بصنعاء: سيتم استئناف العمل بمطار صنعاء وميناء الحديدة اليوم - 7 شهدا حصيلة العدوان الصهيوني على اليمن -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - شهد الأسبوع الماضي ما قد يكون آخر مظاهر الصراع الذي ينشأ بين حركتين إسلاميّتين أساسيّتين في تركيا.

الجمعة, 29-يوليو-2016
صنعاء نيوز -
كلام مهم عن تدمير أردوغان لنفسة ولتركيا, فهل يفقه الذين لا يفقهون والذين يتغنون ببعض إنجازات أردوغان التافهة وممارساته الإجرامية للدكتاتورية خصوصا بعد الإنقلاب الفاشل؟؟!!
ا.د.سعيد صلاح الدين النشائى


***

«الإسلاميّون» يتحاربون في تركيا

مركز بيروت لدراسات الشرق الأوسط

شهد الأسبوع الماضي ما قد يكون آخر مظاهر الصراع الذي ينشأ بين حركتين إسلاميّتين أساسيّتين في تركيا. واتهم الرئيس التركي ورئيس حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان القائد الإسلامي المنفي فتح الله غولن بالتخطيط للانقلاب الفاشل ضد الحكومة. وشنّ أردوغان بعد الانقلاب تمامًا حملةً كبيرةً في كلّ تركيا من أعمال التطهير والاعتقالات على غرار ما كان يفعله ستالين، للقبض على أيّ شخص يُشتبه أنّه على اتصالٍ غولن، أوّ بالأحرى للقبض على أيّ شخص يتبنّى أيديولوجيّةً تعارض أردوغان.

أولًا، عندما نتحدّث عن القادة المسلمين في تركيا، نصف مشهدًا مختلفًا عن ما نراه في غيرها من معظم بلاد العالم الإسلامي. ففي تركيا يدور الصراع بشكلٍ أساسي بين المسلمين المعتدلين. فلا يدعو أردوغان وغولن لإقامة أيّ نوع من الدول الإسلاميّة ولا لتطبيق الشريعة ولا لقيام خلافة ولا للجهاد ضد الغرب، بل يعمل الاثنان بارتياح إلى حدٍ ما ضمن بنية الدولة العلمانيّة التي تأسست منذ قرن على يد أب حركة التحديث والعلمانيّة في البلاد مصطفى كمال أتاتورك. والمسألة ليست مسألة إسلام ولا لاهوت بل مسألة سلطة ونفوذ. ولطالما كانت لعبة السياسة في تركيا قاسيةً إلى حدٍ ما، حتّى وإن تدور في ملعب النظام الديمقراطي.

وتختلف المجموعتان في أوجه مهمّة. فيدير أردوغان حزبًا سياسيًا بينما يدير غولن حركةً مدنيّة تدعى حزمت (أي الخدمة). وأردوغان متأثّر بحركة إسلاميّة تركيّة تميل إلى التقليديّة في حين يتأثّر غولن بالتقاليد الروحيّة والاجتماعيّة التي تميل إلى التصوّف. ويُعنى غولن بالتغيير الاجتماعي البطيء والمعمّق، بما يطال التعليم العالي العلماني. وفي المقابل، بما أنّ أردوغان رئيس حزب العدالة والتنمية، يهتم أولًا في الحفاظ على قوّة حزبه الذي يعمل بشكلٍ شعبوي محاولًا رفع مستوى الرفاه العام.

وبإلقائي النظر على انقلاب الأسبوع الماضي ضد أردوغان الذي فشل فشلًا ذريعًا، لا أعتقد أنّ غولن هو العقل المدبر وراءه. وبالطبع لا يمكن لأحدٍ نفي الأمر أو تأكيده بغياب الأدلّة حتّى الآن. ويفوق عدد مؤيّدي حركة غولن الاجتماعيّة والمتضامنين معها المليون بكثير، ولا يخضع هؤلاء إلى سلطة مركزيّة. وفي ظلّ ما شهده هذا الأسبوع من اعتقال عشرات الآلاف واستخدام للتعذيب بات واضحًا بالفعل، لا يمكن توقّع نوع "الاعترافات" التي سيُدلى بها. وطالب أردوغان الولايات المتحدة بتسليم غولن (الذي يعيش فيها) إلى تركيا، لكن في العادة لا تسلّم واشنطن الشخصيّات السياسيّة من دون تقديم أدلّة مقنعة للغاية في محكمة أمريكيّة.

والأهم من ما سبق، تهم أردوغان الرائعة والشاملة لغولن تنافي المنطق. فلنأخذ الآتي بعين الاعتبار:

- كان أردوغان بالفعل قد دمّر حزمت إلى حدٍ كبير قبل حدوث الانقلاب. وفي العام 2013، أثار حفيظةَ أردوغان نشرُ أتباع غولن أدلة من أجهزة تنصّت الشرطة تكشف عن انتشار الفساد في أوساط أردوغان بحدّ ذاته. فشنّ حملة تطهير واسعة لا تزال مستمرة حتّى الآن ضد أعضاء حزمت وناشطيها وداعميها ومسؤوليها ومؤسساتها الماليّة ومحطّاتها التلفزيونيّة وجرائدها ومؤسّساتها التعليميّة والاجتماعيّة. كذلك شنّ حملات تطهير واسعة النطاق في دوائر الشرطة والقضاء. وبذلك تدمّرت مؤسّسات حزمت وعرف أعضاؤها أنّ قاعدتهم قد تعطّلت وأنّ عليهم إعادة تنظيم صفوفهم كحركة، وربما العمل بشكلٍ وثيق أكثر مع القوى الليبراليّة والعلمانيّة حتّى، وذلك بهدف الحفاظ على الديمقراطيّة والحؤول دون العودة إلى السلطة العسكريّة. كذلك من أجل الوقوف في وجه تعسّف أردوغان المتزايد في استخدام السلطة.

- لطالما أيّد غولن مبدأ حماية أهميّة الدولة وهيبتها، تيمنًا بأفضل التقاليد العثمانيّة. ودعم الدولة ضدّ حركات إسلاميّة سابقة جعلت أهميّة الإسلام أكثر من أهميّة الدولة. كذلك اضطر إلى تأييد الانقلاب العسكري عام 1980 لحماية الدولة من حرب العصابات المندلعة في الشوارع بين اليمين واليسار. لكنّه في الأساس يؤاثر الديمقراطيّة على الحكم العسكري إذ الديمقراطيّة أفضل ضمان لحريّة حزمت بأن تكون موجودة وبأن تنفّذ مهمّتها الاجتماعيّة.

- ندّد غولن بانقلا ب الأسبوع الماضي فور حدوثه. فهل كان مجرّد إخفاء لمشاعره ومعتقداته الحقيقيّة؟ على الأرجح أنّ تنديده كان حقيقيًا إذ

يتماشى مع ما أظهره غولن من انزعاجٍ من الحكم العسكري خلال السنوات الكثيرة الماضية. وعلاوة على ذلك، لم تنخرط حزمت في أي نشاطٍ إرهابي قط، لذا من غير المرجّح أن تؤيّد الحركة العنف في هذه الحالة. وأيّ شخص يملك أدنى فكرة عن حزمت التي تنادي بالسلام والحوار سيعتبر اتهام الحركة بأنّها منظمةٌ إرهابيّةٌ اتهامًا غير منطقي.

- من المعتقد أنّ غولن لم يستطع حتّى أن ينظّم انقلابًا جديًا بالجيش الذي قام على مدى عقود بفصل أتباع حزمت بشكلٍ صارم، كذلك بفصل أي ضابط يظهر إيمانه بأي عقيدة دينيّة، بالإضافة إلى أنّ المخابرات التركيّة تراقب الحركة منذ سنوات وقد جمعت عنها الكثير من المعلومات. فما الذي سيدفع غولن للقيام بانقلاب وحزمت في أضعف حالاتها مقارنة بأردوغان؟

- أطلق قادة الانقلاب على أنفسهم اسم مجلس السلام أي Yurtta Sulh Konseyi باللغة التركيّة. والاسم جزء من أحد شعارات أتاتورك الشهيرة، ولا علاقة له بغولن.

- كيف يعقل أن يكون الموقوفون والمعتقلون الذين وصل عددهم إلى عشرات الآلاف حاليًا من مختلف المجالات المهنيّة كالشرطة والجيش والقضاء والجامعات والمصارف والمدارس ووسائل الإعلام كلّهم إرهابيّين يكنّون العداء للدولة؟ من الواضح أن أردوغان يستغل الموقف للقضاء على أيّ وكلّ الجهات التي تقف في وجه خططه لصنع منصب رئاسة جديد لنفسه بسلطة لا متناهية. ويشعر الكثيرون، ومنهم من حزب أردوغان، بالقلق إزاء سعيه وراء الاستئثار بالسلطة، لكنّهم سكتوا خوفًا من عواقب الكلام. وكان الصحفيّون يومًا موضوعيين، لكن فليُقرأ ما يكتبون اليوم.

إفصاح تام: كتبت رسالة غير سريّة المحتوى بصفتي مواطناً عادياً مرتبطة بطلب غولن للبطاقة الخضراء في العام 2006، وذكرت في الرسالة أنّي لم أعتقد أنّ غولن يشكّل خطرًا على أمن الولايات المتحدة. وكتبت الرسالة بعد فترة وجيزة من إنهائي كتابة كتاب تاريخ الإسلام السياسي (The Future of Political Islam) الذي استدعى الكثير من السفر وإجراء لقاءات مع إسلاميين حول العالم. وفي ذلك الإطار، رأيت أن حزمت حركة معتدلة وغير عنيفة، تتقبّل الغير، وتفتح باب الحوار، وتؤيّد التعليم بشكلٍ قوي باعتباره وسيلةً لتمكين المسلمين في مستقبلٍ آخذ في العولمة. ولاحظت أنّ حزمت حركة اجتماعيّة أكثر ممّا هي حركة سياسيّة. لكن في سنوات حرب بوش العالميّة ضد الإرهاب، حثّ الكثير من المحافظين الجدد في واشنطن على ترحيل غولن ومئات علماء الدين المسلمين الآخرين باعتبارهم خطرًا على أمن الولايات المتحدة. لكن في رأيي، لم يكن للتهمة أساس من الصحّة. ولا أزال أعتقد أنّ حركة حزمت من مظاهر الإسلام المعاصر الأكثر تشجيعًا في العالم. وأردت أن يعرف مكتب التحقيقات الفيدرالي رأيي المدروس خلال نظرهم في قضيّة غولن. ومنذ ذلك الحين، وصل أعداء غولن والكثير من الأتراك المؤمنين بنظريّة المؤامرة إلى النتيجة التالية: بما أنّني مسؤول في وكالة المخابرات المركزيّة، وكنت قد تقاعدت قبل ذلك الحدث بثماني عشرة سنة، وبما أنّني تحدّثت دفاعًا عن غولن، بات لديهم دليل واضح أنّ غولن عميل في وكالة الاستخبارات المركزيّة.

ولحركة غولن سيئاتها. فغولن، البالغ 75 عاماً، شخصٌ منعزلٌ وتقليدي. وفي أغلب الأحيان لا يتابع شؤون المنظمة اليوميّة. ولم تتسم حزمت بالشفافيّة، وبالتالي اعتُبرت حركةً غامضة.

لكن خلال العقود الماضية كان يمكن أن يؤدي الانتماء إلى حزمت أو إلى أيّ حركة إسلاميّة أخرى في تركيا إلى الملاحقة القضائيّة فيها، لذلك تجنّب أعضاء حزمت جذب الانتباه، وغالبًا ما أخفوا انتماءهم إليها. غير أنّ الوضع تغيّر بعد تولّي حزب العدالة والتنمية السلطة في العام 2002.

وبات الكثير من أعضاء حزمت يملكون حريّة السعي للحصول على مناصب حكوميّة إن سمحت لهم مؤهلاتهم بذلك. وسعوا للحصول على مناصب في مجالي الشرطة والقضاء على وجه التحديد، وكان ذلك في الأغلب لضمان ألّا تستخدم قوى الشرطة ضدّهم ولا ضدّ حزب العدالة والتنمية كما حدث في السابق. لكن الآن قُلبت الموازين، وكلّ قوى الشرطة الخاضعة لسلطة أردوغان تُستخدم ضدّ أعضاء حزمت. وللأسف، لعبت الشرطة من حينٍ لآخر خلال السنوات الماضية دور الكرة السياسيّة في ملعب السياسة التركيّة.

لكن في نهاية المطاف، لا تقف المسألة عند حدود السياسة، بل هي قضيّة حاسمة: ما الحركات التي ستمثّل مستقبل الإسلام؟ أستكون "داعش" أم "القاعدة" أم الإخوان المسلمين؟ وبحسب تقييمي للحركات الإسلاميّة، حزمت أحد الحركات الإسلاميّة التي تتصدّر لائحة المنظمات العقلانيّة والمعتدلة والمنفتحة والبنّاءة اجتماعيًا. فحزمت ليست فرقة دينيّة بل هي حركة تقع في قلب الحركات الإسلامية الحداثية العمومية.

وفي السابق، اعتُبر حزب العدالة والتنمية التابع لأردوغان نموذجًا رائعًا لحركات الإسلام الحداثيّة. ولو اعتزل أردوغان السياسة في العام 2011، لدخل التاريخ بصفة أعظم رئيس وزراء في تاريخ تركيا الديمقراطيّة بفضل كلّ إنجازات حزبه. لكن كما هو الحال مع الكثير من القادة، بعد قضائهم عقدًا في السلطة يبدأ الخراب، فيفقدون قدرتهم على القيام بعملهم بمهارة، ويصبحون أكثر عزلة عن الآخرين، وحتّى يباتون متعطّشين للسلطة. وفي الوقت الحالي، أردوغان في طور تدمير كلّ ما صنعه حزبه خلال أوّل عقد من فترة حكمه، فحملات التطهير الواسعة التي يشنّها أردوغان ودخان الخوف والشك الذي يلف تركيا يدمّران البلد نفسه.

كيف سينتهي الأمر؟ هزم أردوغان "حزمت" بشكلٍ حاسم، لكنّه يبني نعشه بيده، ويبقى الكيف والمتى لسقوطه غير واضحين. وأمّا على الصعيد الدولي، تتحوّل تركيا سريعاً إلى دولة منبوذة. وباتت نفسها ضحيّة أردوغان الأساسيّة.

غراهام فولر

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)