صنعاء نيوز/ بقلم المحامي / محمدالمسوري. -
الرسائل الخفية ..
في مقابلة الزعيم مع القناة الروسية.
نتذكر جميعا موقف روسيا الإتحادية في مجلس الأمن عند إعتراض ورفض مندوبها على مشروع القرار البريطاني السعودي على إتفاقية المؤتمر وأنصارالله وحلفاؤهم وتشكيل المجلس السياسي الأعلى.
حضور القائم بأعمال السفير الروسي في اليمن لمراسيم تسليم السلطة بين اللجنة الثورية والمجلس السياسي الأعلى في القصر الجمهوري ليس حضورا شخصيا.
بل وتصريحه لوسائل الإعلام بأن روسيا تؤيد وتدعم الإتفاقية وتشكيل المجلس السياسي الأعلى ليس إجتهادا شخصيا أو جاء من فراغ.
نتذكر تصرفات كثيرة للجانب الروسي وإن كان في بعضها مواقف خذلت الشارع اليمني وخاصة تمرير القرار 2216 بالرغم من أن روسيا قد عدلت في مشروعه بنود كثيرة.
فهل بداء الموقف الروسي الرسمي يتغير تجاه العدوان الذي تتعرض له اليمن منذ العام والنصف..ونسمع قريبا قرارات قوية لمصلحة البلدين؟
وسائل الإعلام الروسية الرسمية لاتتحرك من تلقاء نفسها ولاتعبر عن رأي أصحابها كالقنوات التجارية وإنما تعبر عن الموقف الرسمي للسلطة وللسياسة التي تنتهجها.
وبالتالي..
فيتضح جليا أن مقابلة الرئيس علي عبدالله صالح مع الإذاعة والقناة الروسية الرسمية لم تكن بطلب منه وإنما بطلب من السلطة الروسية.
غالبية ما طرحة الزعيم في المقابلة سمعناه من قبل ونعرف حقيقته.
وإن كان فيه بعض الأمور الجديدة التي لا تهم الشارع اليمني بقدر أهمية إيصالها للخارج وتحديدا الشارع الروسي والغربي.
أعتقد جازما..
بأن الرئاسة الروسية أرادت طرح الكثير من الإجابات على التساؤلات التي يتم تداولها في المجتمع الروسي سواء عامة الناس أو ساسته ومعارضية بل وحتى بعض السلطات الأخرى أهمها السلطة التشريعية.
أعتقد جازما..
أن الرئاسة الروسية تنوي القيام بإجراءات تحسم موقفها من العدوان على اليمن يختلف تماما عن المواقف الدولية الأخرى الداعمة له.. وتريد أن يكون موقفها مؤيد ومدعوم من الشعب والسلطات الأخرى.
جاءت كلمات الزعيم..
لتؤكد بأن الإرهاب الذي إستهدف الإتحاد السوفيتي سابقا وروسيا الإتحادية حاليا متمثل في الجماعات الإرهابية التابعة للإخوان المسلمين والمدعوم من الكيان السعودي وأننا في اليمن ضحايا لهذا (الإرهاب شريك العدوان) والذي سيصل اليكم اذا لم نتكاتف جميعا للتصدي له بقوة.
الزنداني معروف في المجتمع الروسي بأنه الوكيل الرسمي للعناصر الإرهابية التي كان يرسلها إلى أفغانستان وغيرها.
وكان لابد للزعيم أن يتطرق إليه وإن كان قد أفصح عن رفضه تسليم الزنداني لأمريكا وفقا للدستور الذي يمنع تسليم أي مواطن يمني للخارج.
الحزب الاشتراكي كذلك.
كان لابد للزعيم أن يتطرق إلى الجرائم التي إرتكبها بعض قياداته في جنوب الوطن وكيف تحول هذا الحزب إلى أداة بيد الكيان السعودي والإدارة الأمريكية.
هذا الحزب الذي خرج عن السياسة العامة للحزب الإشتراكي الدولي.
وليعلموا..أيضا..
أن إستمرار الوحده اليمنية في ظل إستمرار العلاقة مع روسيا والتي تعتبر أقرب إلينا كما وصفها الزعيم..خير من الإنفصال تحت سيطرة أمريكا...الخ
الصورة التي نقلها أولئك عنا...
ليست حقيقية..
هذا ما نقله الزعيم في المقابلة.
هذا ما أرادت الرئاسة الروسية إيصاله للمجتمع الروسي التي ستعلن قريبا الإعتراف بالسلطة الجديدة والتحالف معها مستقبلا تجديدا للماضي..
لن نتعامل مع شخص الرئيس صالح.
لأنه سلم السلطة طواعية وهو لايرغب في العودة إليها حتى ولو وزيرا حسب سؤال المذيعة.
هذا ما أرادت روسيا إيصاله.
لتؤكد أنها لن نعترف أو تتعامل مع أشخاص وإنما مع سلطة شرعية أقرها البرلمان وقبل بها الشعب اليمني وبنفس الطريقة التي تم التوافق عليها عند إختيار هادي كرئيس توافقي لمدة عامين فقط.
تذكير الجميع دون إستثناء.
بالإتفاقيات المبرمة بين اليمن وروسيا في عدة جوانب أهمها مواجهة الإرهاب وضرورة تفعيلها على أرض الواقع..مواجهة الإرهاب لا مواجهة العدوان.. وإن كان الإرهاب والعدوان وجهان لعملة واحدة.
يا أولئك..
إذا لم تجنحوا للسلم والعقل..
فسيتفرغ جيشنا ولجاننا الشعبية لمواجهة عدوانكم الغاشم.
وسيتفرغ شريكنا وحليفنا لمواجهة الإرهاب بجميع مسمياته التي سميتموها.
فالفرصة الوحيدة أمامكم.
ها هو الدب الروسي قد بداء في إجراءاته للإعتراف الرسمي والشعبي بسلطة اليمنيين التي أعلنوها وباركوها وأيدوها أمام العالم والمتمثله بالمجلس السياسي الأعلى.
فجميع خصوم روسيا الإتحادية.
هم ذات الخصوم الذين يعتدون على اليمن أرضا وإنسانا منذ عام ونصف.
ومصالح روسيا القادمة في اليمن لاحصر لها والفائدة التي ستجنيها روسيا مستقبلا في اليمن أكثر من فائدتها من الصفقات التي ستحصل عليها من الكيان السعودي المرتهن لأمريكا.
ورسائل خفية كثيرة تضمنتها المقابلة التي سعت إليها روسيا.
روسيا الإتحادية والتي في إعتقادي كان لها دور أو علم بجميع خطوات إبرام الإتفاقية بين المؤتمر وأنصارالله وحلفاؤهم..خاصة بعد تعاونهما الكامل في مفاوضات جنيف والكويت أمام تعنت الكيان السعودي وتدخلات الإدارة الأمريكية لإفشالها بصورة واضحة.
فهل سيدرك أولئك أهمية ذلك؟
ويعودوا إلى رشدهم..
ما لم فأمامهم ما لا يتوقعونه..
#حفظ_الله_اليمن_وشعبه_العظيم