shopify site analytics
قيادة شبوة تزور ضريح الشهيد الرئيس الصماد ومعارض شهداء ابناء المحافظات بصنعاء - مجلس شؤون الطلاب بجامعة ذمار يستعرض القضايا الطلابية - رئيس جامعة ذمار يتفقد مستشفى الوحدة الجامعي ويشيد بجودة خدماته - جامعة إب تحتفي باليوم العالمي للجودة - وزير الصحة والبيئة يجتمع بالهيئة الإدارية للجمعية اليمنية للطب البديل. - غواصات الجزائر المرعبة تثير المخاوف - لافروف يحث الغرب للاطلاع على تحديث العقيدة النووية الروسية - أردوغان يحذر الغرب من العقيدة النووية الروسية - هجمات صنعاء تخنق التجارة البريطانية - الدائرة المفرغة للاستبداد: الأزمات المتراكمة والطريق إلى الانهيار! -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - في تلك الأرض المهيأة لطقوس الإبداع والخلق وجدت المبدعة سناء الشعلان، الأرض التي يهب فيها المبدع روحه وقلقه

الثلاثاء, 30-أغسطس-2016
صنعاء نيوز/ أجرى اللقاء: د.عبد العزيز بنار -

الأديبة والناقدة الأردنية د. سناء الشعلان: أكتبُ لبقايا سلالة البشر في كوكب الأرض



 


أجرى اللقاء: د.عبد العزيز  بنار – المغرب


 


في تلك الأرض المهيأة لطقوس الإبداع والخلق وجدت المبدعة سناء الشعلان، الأرض التي يهب فيها المبدع روحه وقلقه ويحيا فيها متخيلا مهددا بهدم المعبد في نص ماتع  ، في تلك المساحة التي تتعامد فيها الأبنية وتتقاطع فيها الحيوات تقرع الأجراس احتفاء بلقاء كاتب بجمهوره، وهناك يكون بوسع الكاتب والقارئ معا أن يستعيد كل منهما سِلالَ المعاني ووقع الكلمات المدوي في كل المكان في تلك المساحة التي ينعتها النقاد بالشكل وخارخه أيضا، على هذه المساحة نلتقي لنرفع الستار عن نشيد خاص تتشابك فيه الكلمات والاحياز والحب والجسد والذاكرة والحاضر والمستقبل، نشيد يخرج منه الإنسان صائحا بأعلى صوت : لابد أن يسترد هذا الإنسان حقه في الحياة والوجود الخلاق .في هذا الحوار  نسمة خاصة وفرح بتحويل الحياة إلى انتصار بالكتابة والسرد والعشق، الدكتورة سناء الشعلان (1977) تفتح لنا باب عالمها المحفوف بالغنى والغزارة ،بحساسية المبدعة التي وهبت حياتها للكتابة، د سناء الشعلان الكاتبة والناقدة الأردنية استاذة الأدب الحديث ونقده بالجامعة الأردنية ،الباحثة والاعلامية والحقوقية المتعددة الاهتمامات التي تقارب مؤلفاتها حوالي 47 مؤلف في مجال الرواية والقصة القصيرة والنقد وادب الأطفال …واستاذة محاضرة بعدة جامعات وعضوة في مجلات محكمة وحائزة على عدة جوائز. تسلل فيض مشاعرها لتحكي بانسيابية في هذا الحوار من خلال مسيرة غنية في الكتابة معتبرة أن الكتابة قدر نتنفسه وكلما كان حقيقيا كان خالدا:


* عندما أسرد أكون أجمل،وأنتزع سبباً لوجودي والكتابة هي صوت الخاصّ الذي يدوّي في كلّ مكان.دائماً أتلو على نفسي أسفار إنسانيتي كي لا تُسرق مني في درب الحياة.ليس هناك جنس أدبيّ أقدر من غيره على الاستيعاب أو الاتّساع أو التّمثيل.ليس المهم الإخلاص للتعدّد أو للتّفرّد في الإبداع،المهم هو الصّدق في التشكيل والشعور والرّؤية. وللشكل الإبداعي حقّ ممارسة الخلود أو الموت وفق حظوظه من التميّز والفرادة وذكاء الوجود.أحبّ العشّاق والعاشقين ومن أحبّهم ووالاهم ولان قلبه لهم. الإبداع الحقيقيّ يعيش وينتصر ويتنفّس ويخلد. كلماتي مثلي حرّة عنيدة طيبة ولا تعرف مهادنة للشّر.  ..عبر هذا الحوار نحتفل مع د سناء الشعلان بالأشياء التي تتصدر قائمة اهتماماتها:


  س1 : الكاتبة والباحثة وأستاذة الأدب الحديث الدكتورة سناء الشعلان الفلسطينية الأصل ،دعينا نعود إلى البداية إلى سناء الطفلة الوديعة،كيف كانت البداية ،كيف استحوذ عليها هذا الشغف والجنون الجميل بالكتابة والإبداع ؟


      في اللحظة التي بدأت أستشعر فيها ظلم الإنسان في هذا الكوكب، وقبح الواقع، وبشاعة الإقصاء، وجريمة الحرمان بدأ ذلك الشّغف يستيقظ في روحي،إنّه شغف الخير والرّفض والتمرّد والانتصار للإنسان الذي سكنني منذ طفولتي، فيسميه النّاس الكتابة والإبداع،ويسميه قلبي صوتي الخاصّ الذي يدوي في كلّ مكان. دون الكتابة أغدو دون صوت،وعندها سأموت قهراً من حرماني من صوتي الذي أعشق رنّته الصّادقة المتمرّدة الحنونة. الحقيقة أنا أعشق أصوات الحقيقة والرّفض كلّها.


 س2 : طبعاً اخترتِ الكتابة كسؤال وجود ،لكن لمن تكتبين ؟


  سناء الشعلان1؛ إذ انقرض الكثير من هذه السلالة،ولم يبقَ منهم إلاّ القليل ممّن لا يزالون يحملون لقب إنسان،ولهؤلاء أكتب عن سرّ وجودنا ولغز كينونتنا الذي يجب أن لا  ننساه أبداً،وهو حقّ الإنسان في الخير والعدالة والفرح والأمن والحريّة. لباغي النّور وعشّاق الشّمس والحقيقة أكتب دون توقّف.ولذلك أنا أكتب لي كما أكتب لهم،دائماً أتلو على نفسي أسفار إنسانيتي كي لا تُسرق مني في درب الحياة.


س3: لماذا اختارت الأديبة سناء الشعلان السّرد والرواية تحديداً ؟هل يتعلق الأمر بهيمنة الرواية استسلاماً لفكرة كونها ديوان العصر كما يقول جابر عصفور، وأنّها قيمة مهيمنة تاريخيّاً إذا استعرنا مفهوم رومان جاكبسون مقارنة بأجناس أدبية أخرى؟


   لا أريد أن أكون فنتازيّة فأجيبك بأنّ السّرد هو من اختارني،وبحث عني،على الرّغم من إيماني بهذه الفكرة،ولكنّني استطعت أن أجد نفسي في ورقي وكلماتي وسردي،به أنتزع معنى لوجودي،عندما أسرد أكون في أطهر حالاتي وأصدقها وأنقاها وأكثرها فرحاً.الرّواية هي عالمي الرّهيب الذي أجري فيه دون قيود،فقط هناك نسائم وأريج وفرح يداعب شعري وقلبي وكلماتي.عندما أسرد أكون أجمل،وأنتزع سبباً لوجودي.


س4 : أحياناً يُقال إنّ المبدع يخلق جمهوره ، وأنّ بعض الأعمال استطاعت أن تسحب لمساحتها شريحة هامة من القراء ،هل هذا الرّهان تحقق جزء منه مذ تخلقت تجربتك على مساحة الورق وبحثك عن قراء جدد خارج الأردن عبر حفلات توقيع كثيرة لأعمالك ودراسات كثيرة لأدبكِ وتغطيات إعلاميّة عملاقة عنه؟


   أعتقد أنّ قلمي قد وصل إلى الكثير من القلوب والعقول والأرواح في شرائح كبيرة من القراء الذين أعتزّ بهم، وبآرائهم، فلا قيمة لمبدع دون جمهوره، ومن يزعم أنّه يكتب لنفسه وغير معني بجمهوره، فهو محضّ كاذب، وإصراره على النّشر يكذّب زعمه. أنا أكتب لكلّ جموع الطيبين الخيّرين،وأسعد عندما يصل صوتهم إلينا.


س5: ألم تستطع القصة استيعاب فيض المشاعر والرؤية للعالم؟ و لو افترضنا أن اخترت جنسا أدبياً أو فناً آخر ما الذي سيكون أقرب إلى جمال روحك؟


   ليس هناك جنس أدبيّ أقدر من غيره على الاستيعاب أو الاتّساع أو التّمثيل،فكلّها بليغة في لحظة ما،وجميعها عييه في لحظة أخرى،إنّما عظمة الجنس الأدبيّ وقدرته على الاستيعاب تنبع من حجم قدرته على استيعاب الدفقة الشّعوريّة والوجيب القلبي والمراودة الفكرية.ومن هنا بيس هنا جنس قادر وآخر عاجز،هناك فقط حسن تخيّر لوعاء الدفقة ووعاء التّشكيل أكان قصّة أم رواية أو غيرهما.


س6 : الباحث المتتبع لمسار سناء الشعلان يستوقفه الحضور المتعدد في مجال النقد والرواية والقصة والمسرح وأدب الأطفال ما سرّ هذا التعدد؟ وهل هو بحث عن توسيع دائرة الحضور وجمهور القراء؟


    أحبّ جمهوريّ،ويعنيني التّواصل معه،لكنّني لا أفكّر به عندما أكتب،بل أفكّر بي،وأختار الجنس الأدبيّ وفق حاجتي ليكون أداتي للتّعبير،ثم أقدّمه لجمهوري الذي أؤمن بقدرته على هضم ما أقدّم له،وأنّا المؤمنة بحدسه العملاق الذّكي وباختياري الصّادق.ليس المهم الإخلاص للتعدّد أو للتّفرّد في الإبداع،المهم هو الصّدق في التشكيل والشعور والرّؤية.


س 7: المرجعي في الرّواية متعدّد، ولكن أعتقد أنّ حضور القضية الفلسطينية مارس تأثيراً كبيراً ليس في رواياتك فقط بل أعمال مبدعين كثر، لكنّني ألاحظ تحولاً كبيراً في استثمار الخيال العلميّ لاسيما في روايتك” أعشقني” ،فهل ترى الأديبة سناء الشعلان أنّ مستقبل الرّواية رهين بهذا التّوظيف وتجريب تقنيات أخرى ؟


       البحث عن الشّكل الجديد هو محنة حقيقيّة في تجربة المبدع ،ومن هذا المنطلق نستطيع أن نفهم معنى سعي المبدع لأجل البحث عن شكل جديد يحمله على أجنحته ليطير به إلى مساحات من الجديدة من التخييل والكتابة.للمبدع كلّ الحقّ في أن يمارس أداوته ليكرّس شكل مبدعه،وللمتلقي أن يحاكم هذا الشّكل،وللشكل الإبداعي حقّ ممارسة الخلود أو الموت وفق حظوظه من التميّز والفرادة وذكاء الوجود.


س 8: الحبّ يشكّل ثيمة أساسيّة في هذه الرواية ،فهل يمكن اعتبار المحكي الذي تقدمه هو محكي أحاسيس ومشاعر؟ .هذا الحضور لافت للعشق في كتاباتك. لماذا تكتبين دائماً عن الحبّ؟


 لأنّني أحبّ الحبّ،وأجده الثيمة الأجمل في المفقود والموجود.سأظلّ أكتب عنه حتى أصل إلى عالمه المقدّس الأكبر.أحبّ العشّاق والعاشقين ومن أحبّهم ووالاهم ولان قلبه لهم.طوبى لمن أحبّ،ونكداً وضنكاً لكلّ قلب لم يحدّث ذاته بحبّ في لحظة ما.


س9: ما رأيكِ حول واقع ومستقبل الكتابة السردية قبل وبعد الربيع العربي  وفي ظل الوسائط الجديدة و تضارب الآراء حول واقع النشر و القراءة ( وحركية النقد) والجوائز ؟


   الإبداع الحقيقيّ يعيش وينتصر ويتنفّس ويخلد،وكلّ شيء سواه يسقط في العدم،هذه هي الحقيقة الكبرى في سيرورة الإبداع وسيرة المبدعين.


  س10: عالمك مثير ومحير حقا العمل الأكاديمي والإبداعي والاجتماعي والحقوقي. كيف تجدين أوقاتاً للكتابة؟


     هي من تجدني،وتصمّم عليّ،وتلحّ على قلمي،ولذلك أستسلم لها في أيّ ظرف أو مكان أو زمان حتى لو كان ذلك أمام أناس أو في اجتماع أو عمل.أستسلم لقلمي عندما يصرخ بي،وأنتصر له،وأنسى العالم أجمعه في حضوره.


س11: ما حدود الحقيقة والخيال فيما تكتبين؟ وإلى أيّ حدّ تشبهك كلماتك؟


    كلّ ما أكتبه يصبح حقيقة بالنسبة لي ولقرائي وحتى وإن لم أعشه وفق تفاصيل الزمن والتّاريخ والمعاش.أمّا كلماتي فهي تشبهني تماماً،لا يستطيع من يقرأ أدبي أن لا يرى سخريتي وتمردي وغضبي ولا مبالاة بصفع الأوغاد أيّاً كانوا.كلماتي مثلي حرّة عنيدة طيبة ولا تعرف مهادنة للشّر.


س12: لقد خلقتِ الرّجل المعشوق مراراً وتكراراً في أعمالك الإبداعيّة. فهل كان خالد في رواية “أعشقني” هو الصورة المثال للرّجل الحبيب عند سناء الشعلان الإنسانة؟


   لا،ل يس المثال النّهائيّ بالنسبة لسناء الشعلان الإنسانة،ولكنّه محاكاة لكلّ حلم وحرمان يسكن المرأة تجاه رجل حقيقي في زمن الذّكور لا الرّجال.علماً أنّ خالداً في رواية “أعشقني” ليس صورة للرّجل المثال فقط،بل هو رمز للإنسانيّة المثال بغض النّظر عن التقسيم الجندري الذي لا يعنينني أبداً في حضرة الحديث عن التجربة الإنسانيّة بكلّ صخبها وقداستها.


 س13: ما طقوسك للكتابة؟


      الصفاء الرّوحي وخلوّها من أيّ معكّر، وبعدي عن أيّ روح قبيحة؛ فالأنفس القبيحة تسرق وهج الكتابة مني، وفي ظلّ إضاءة خافتة وعطري المفضّل وسماع شيء من موسيقاي المفضّلة تغدو الكتابة نوعاً من الرّقص الرّوحيّ بالنسبة لي وأنا أكتب بالحبر الأزرق على ورق أزرق معطّر.


س14: هل أنتِ غزيرة الإنتاج؟


    لستُ كذلك ضمن معطيات الوقت الذي أهبه لقلمي انطلاقاً من ذلك الجموح العملاق الذي يسكنني.


س15: هل يمكن في عمل أدبيّ أن تكتب سناء الشعلان الرّجل الذي تعشقه؟


   نعم،يمكن ذلك بكلّ سهولة إن عشقته بحق.


س16: هل سناء الشعلان الإنسانة هي عاشقة كما تظهر في كتاباتها؟


   طبعاً أنا عاشقة بامتياز،وهذا العشق غير موّجه تجاه رجل بعينه،بل يسير في كلّ درب،ويبغي كلّ قلب حنون طيب خيّر.


س17: ما العمل الأعظم الذي تحلمين بإنتاجه؟


   رواية عظيمة تخلّد الرّجل الذي أعشقه، وتصّور مساحات روحه الشّاسعة المترعة بالحبّ والطيبة والعلم والرؤية والتّسامح.


س18: ما أكثر جملة كتبتها سناء الشعلان، وتسكن في أعماقها وتحفظها؟


    أحبّ هذا المقطع من قصتي “نفس أمّارة بالعشق” : في كلّ ليلة احترفت تعاطي الممنوع المهرب من الرّائق الخالص من المشاعر لعشاقي الذين لا يحصيهم عدداً إلاّ الرب في عليائه، أحببتُ كلّ مَنْ قالوا: لا ، و كلّ مَنْ قالوا: نعم  تومىء إلى لا، أحببتُ علياً ولمبا وجيفارا وماو وصلاح الدّين وشجرة الدّر والحلاج وجميلة بوحيرد ومصطفى كامل وعلي الزيبق ومسرور السّياف ومعروف الإسكافي وجعفر الطّيار وابن عربي وديك الجن الحمصي وفارس عودة وجان دارك وهانبيال وإليسار  والمتنبي وأبا العتاهية وهوميروس والظاهر بيبرس وفراس العجلوني والشّريف الرضي و نزار قباني وعمر أبو ريشة وفيكتور هيجو و كلّ الثائرين المبتغين الشمس، وأحببتُ كذلك صبر أمي وأبي ،فقد كانا وريثي زمن الجوع والانتظار، ووهبتُ دموعي لعروس البحر، ولسندريلا صاحبة الحذاء المفقود، وسكنتُ أجساد كلّ محبوبات رجال الأرض ، ودوختُ بكلمات كلّ الشعراء، وحظيتُ بكلّ قُبَل المقبّلين، ولمسات أكفّ المشتهين، ولعنات كلّ الفاعلين وآثامهم، ثم استغفرتُ الله، فغفر لي، أليس  هو أرحم الراحمين؟؟”


س 19 :إذا سلمنا بوجود تفرّد للقصة القصيرة المشرقيّة عن نظيراتها في العالم العربيّ من حيث خصوصية الموضوعات والتّقنيات. ما سبب ذلك؟


    لا شكّ أنّ التشكيل هو وليد الفكر والظّروف والمعطيات ونوافذ الاطلاع والخبرات،ولذلك لنا أن نفهم خصوصيّة الاختلاف في ضوء التنوع الجغرافي والسيّاسي والتجارب وتنوع الثقافات والموروثات والمعطيات.


سناء الشعلان2


 


سناء الشعلان1


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)