صنعاء نيوز/محمد انعم -
تعرضت اليمن لأبشع ثاني مؤامرة في تاريخها المعاصر عبر تنفيذ عملية إرهابية استهدفت تصفية قيادات اليمن وفي المقدمة قيادات الصف الأول والثاني للمؤتمر الشعبي العام، التنظيم الذي يضم في عضويته المثقفين والاكاديميين والشخصيات الاجتماعية وكبار المسئولين من قيادات الدولة..
ففي عصر السبت الموافق 8 أكتوبر قامت طائرات سعودية وإماراتية- حسب المعلومات الأولية- بقصف قاعة العزاء التي أقامها الاستاذ محمد علي الرويشان مدير مكتب رئيس المؤتمر الشعبي العام وشقيقه اللواء جلال الرويشان وزير الداخلية وكافة آل الرويشان بوفاة والدهم المناضل الشيخ علي بن علي الرويشان، كانت القاعة الكبرى وما حولها مكتظة بالقيادات المؤتمرية الذين توافدوا من مختلف محافظات ومديريات وقرى الجمهورية لمواساتهم، فيما المتآمرون استعدوا لتنفيذ جريمتهم المروعة، وأعدوا لها إعداداً لتوجيه الضربة القاضية لتصفية قيادة المؤتمر لاسيما وأن خبر استقبال العزاء قد نُشر عبر اكثر من وسيلة إعلامية وعلى صفحات الفيسبوك.
تؤكد المعلومات الأولية أن الجريمة تم الإعداد لتنفيذها مسبقاً وبتعمد وعن قصد، مستهدفةً بالمقام الأول رئيس المؤتمر وأعضاء اللجنة العامة وكبار مشائخ خولان واليمن.. وتتشابه بشاعة هذه الجريمة الإرهابية مع بشاعة جريمة تفجير مسجد دار الرئاسة التي استهدفت من خلالها السعودية وجماعة الاخوان ومن تآمر معهم تصفية كبار قيادات الدولة اليمنية والمؤتمر في ضربة واحدة.. فكانت الفاجعة كبيرة وذهب ضحية تلك الجريمة خيرة رجال اليمن والمؤتمر الشعبي العام وفي المقدمة عزيز اليمن.. ولم يحترم المجرمون قداسة بيت الله ولا حرمة جمعة أول رجب ولا الشهر الحرام.
وفي القاعة الكبرى وجد المجرمون في عزاء آل الرويشان فرصتهم السانحة للتخلص من الصف الأول والثاني من قيادات المؤتمر الشعبي العام وكبار القادة العسكريين والأمنيين، حيث كان المجرمون على علم بمكانة آل الرويشان في قلوب ابناء الشعب اليمني، اضافة الى أن آل الرويشان يمثلون خيرة رجال اليمن ونماذج للقيادات الوطنية الذين يفاخر بهم كل يمني.
ولا نخفي سراً أن أكثر من 90٪ من قيادات المؤتمر الشعبي العام على مستوى اللجنة العامة والأمانة العامة واللجنة الدائمة وأعضاء الأمانة العامة ورؤساء الفروع بالمحافظات والمديريات جميعهم حضروا لتقديم واجب العزاء أو كانوا في الطريق الى القاعة أو قد غادر من كُتب لهم النجاة من هذه المذبحة قبل الغارات بدقائق.
وتؤكد اسماء الشهداء والجرحى أن العملية الإرهابية استهدفت تصفية قيادات المؤتمر بشكل جماعي وفي المقدمة الزعيم علي عبدالله صالح- رئيس المؤتمر- وأعضاء اللجنة العامة بالمؤتمر، وتوهَّم العدو السعودي ومرتزقته أنهم بهذه المذبحة سيتمكنون من احتلال اليمن واستعباد شعبها الأبي الحر الصامد.. واحتلال العاصمة صنعاء، خصوصاً وأنهم كانوا قد جهزوا الطابور الخامس لتفجير صراع بين من تبقى من قيادات واعضاء المؤتمر وبين انصار الله، حيث قاموا فوراً وعقب قصف القاعة بترويج اشاعات موجهة أُعد لها مسبقاً زعموا فيها أن الجريمة كانت عبارة عن مؤامرة نفذها انصار الله للتخلص من الزعيم وقيادات المؤتمر بتفجير القاعة من الداخل، وقامت بهذه المهمة القذرة كل أبواق العدوان من قنوات فضائية وصحف وعبر شبكات التواصل الاجتماعي، ولم يتردد تحالف العدوان من القول كذباً إن ما حدث لم يكن بفعل قصف جوي، وبعد أن عم الغضب الكثير من دول العالم اعترفت السعودية بارتكاب الجريمة من خلال رسالة مندوبها التي قدمها الى مجلس الأمن الدولي، إلاّ أن عملاءها ظلوا يذرفون دموع التماسيح على المؤتمر وما تعرضت له قياداته من جريمة تصفية جماعية، موجهين أصابع الاتهام الى أنصار الله، ومن ذلك زعمهم أنه تمت تصفية الشهيد علي بن علي الجائفي- قائد الحرس الجمهوري- بعد خروجه من القاعة وقام ذلك الطابور المتآمر بفبركة صور للجريح الضبياني والذي كانت إصابته حقيقية وتوزيعها على مواقع التواصل الاجتماعي على أنها للشهيد الجائفي.. هذه الأساليب القذرة وغيرها اُستخدمت في محاولة لتفجير صراع بين المؤتمر وأنصار الله.
لليوم العاشر ومدن وقرى اليمن تعيش غضباً غير مسبوق إزاء بشاعة هذه الجريمة والتي أثارت أيضاً غضباً عالمياً، وبكل تأكيد فإن اعضاء المؤتمر وأنصاره أكثر غضباً وألماً، حيث تنزف قلوبهم دماً حزناً على المئات من فرسان المؤتمر الذين تعرضوا لمذبحة غادرة في قاعة عزاء لا يقدم على ارتكابها إلاّ المجرمون والسفاحون وأعداء مجردون من كل القيم والاخلاقيات- كما وصفهم الزعيم علي عبدالله صالح في أحد خطاباته الأخيرة.
وفي هذه المذبحة خسر الوطن والمؤتمر الشعبي العام قيادات بارزة يمثل رحيلهم خسارة فادحة على الوطن بشكل عام.
إن هذه المذبحة توجب على قيادة المؤتمر والقيادة السياسية في البلاد أخذ الحيطة والحذر وعدم إتاحة الفرصة لأعداء اليمن لتنفيذ مخططهم التآمري الذي يكشف عن إصرار على تصفية الرموز الوطنية بأية طريقة.. واذا لم يردعهم الخوف من ارتكاب جرائمهم داخل بيت من بيوت الله فكيف يمكن أن يؤتمنوا ألا يوجّهوا أسلحتهم الغادرة إلى صالات الأفراح والعزاء أو قاعات الاجتماعات.
إن على قيادة المؤتمر اليوم أن تدرك أنها مسئولة عن وطن وشعب، وأن تعد قيادة بديلة في ظل استمرار هذا الاستهداف الى أن تضع الحرب أوزارها، فوجود مثل هذه القيادة بات أمراً وطنياً ملحاً توجيه المصلحة الوطنية لمواجهة كل الاحتمالات ولضمان عدم انهيار هذا التنظيم الوطني كما حدث لأحزاب عريقة في العراق وليبيا ومصر وغيرها.