صنعاء نيوز/ عبدالخالق البحري -
الصحة تستكمل كافة الإجراءات والترتيبات لتنفيذ الجولة الثانية للتحصين ضد الكزاز الوليدي مطلع الأسبوع المقبل:
خبير منظمة الصحة العالمية يشيد بجهود اليمن في التصدي ومكافحة الأمراض الوبائية وتحقيق الأهداف التنموية للألفية الثالثة
د.محمد أسامة مرعي لـ(صنعاء نيوز): اليمن تبنت أهداف إستراتيجية صحية نوعية لاستئصال شلل الأطفال والقضاء على الحصبة والكزاز الوليدي
الكزاز الوليدي (القاتل الصامت) يميت سنوياً 500ألف طفل وطفلة في العالم
ـ استكملت وزارة الصحة العامة والسكان ممثلة بقطاع الرعاية الصحية الأولية كافة الترتيبات والتجهيزات المتعلقة بتنفيذ حملة وطنية ثانية إستكمالية للتحصين ضد مرض الكزاز الوليدي في 230مديرية من 14 محافظة تشمل جميع النساء في سن الإنجاب من 15-45سنة.. والتي سيتم تدشينها خلال الفترة من 9-14أكتوبر الجاري.. وتنفذها وزارة الصحة العامة بالتعاون والتنسيق مع منظمة الصحة العالمية وكافة الشركاء والمنظمات المانحة والعاملة في المجال الصحي بالجمهورية اليمنية..
الدكتور/ محمد أسامة مرعي نائب ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن خبير في مجال التحصين وترصد ومكافحة الأمراض بمكتب المنظمة بدوره أشاد بجهود الجمهورية اليمنية في مجال تنفيذ وتحقيق الأهداف التنموية للألفية الثالثة والمتعلقة بالمجالات الصحية..
أهداف صحية نوعية
وقال ممثل المنظمة في تصريح لـ(صنعاء نيوز) نحن نقوم بدعم ومساعدة جهود إخواننا في وزارة الصحة العامة والسكان بالجمهورية اليمنية بشكل أساسي، وبشكل شراكة متكاملة لتحقيق الأهداف الصحية العالمية، فهناك أهداف صحية نوعية نعمل سوياً على تحقيقها، خاصة وان هناك العديد من الأمراض التي يجب أن تستأصل، أو يقضى عليها أو يتخلص منها بشكل نهائي، وهناك أهداف عالمية وإقليمية، كما يحصل في برنامج استئصال شلل الأطفال، باعتباره هدف استراتيجي عالمي وقد تبنته اليمن، وتم الإبلاغ عن عدم تسجيل أي حالة شلل منذ عام 2005 وحتى عام 2006م، ونتيجتاً للجهود الكبيرة التي بذلت في اليمن من قبل القيادة السياسية والحكومة في مواجهة الوباء والقضاء عليه نهائياً، حيث تم تنفيذ أكثر من عشر جولات وطنية لاستئصال فيروس شلل الأطفال، شملت عموم محافظات الجمهورية وضمن إستراتيجية من منزل إلى منزل.. تم إيقاف سريان الفيروس منذ العام 2006م وقد نالت اليمن على شهادة الخلو من فيروس شلل الأطفال في ابريل 2009م، خاصة بعد مرور ثلاث سنوات على خلو اليمن في الفيروس، ويستمر الوضع على هذا الحال، لأننا في منظمة الصحة العالمية نراجع سنوياً تقارير وزارة الصحة ونتابع عملها الميداني، فيما يتعلق بالأنشطة التي تضمن خلو اليمن من الفيروس الخطير والقاتل (شلل الأطفال).. الذي يؤدي إلى شلل وإعاقة عند الأطفال المصابين،..
هدف إقليمي
ونوه الدكتور مرعي إلى الأهداف الأخرى والمتعلقة بهدف التخلص من مرض الحصبة، فهناك هدف إقليمي على مستوى دول إقليم شرق البحر المتوسط للتخلص من مرض الحصبة بحلول عام 2015م، ونحن ندعم إخواننا في وزارة الصحة اللذين يقومون بجهود جبارة، في هذا الإطار أيضا، واستطاعوا تحقيق قفزه نوعية كبيرة منذ عام 2006م وحتى الآن، بعد أن كان هذا المرض متوطن، ومستشري في الجمهورية اليمنية وعلى مدار السنة، أصبح حالياً محصور في مناطق محددة، نستطيع أن نسميها (جيوب).. وكان ذلك نتيجة جهود كبيرة قامت بها وزارة الصحة العامة والسكان في اليمن وذلك بتنفيذ حملة وطنية للقضاء على مرض الحصبة عام 2006م حيث تم تطعيم أكثر من تسعة ملايين و300ألف طفل وطفلة تتراوح أعمارهم بين تسعة أشهر و15 سنة، وفي نهاية العام الماضي 2009م تم تنفيذ حملة متابعة، لتطعيم جميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم مابين 9 أشهر وخمس سنوات وتم تطعيم حوالي ثلاثة ملايين و600ألف طفل وطفلة من مختلف محافظات الجمهورية، مما أدى إلى الانخفاض الدراماتيكي للمرض بعدد حالات الحصبة والوفيات الناتجة عن الحصبة.. أما عدد الحالات فكان يقدر بـ 30-40 ألف حالة في السنة، أصبحت حالياً عدد الحالات معدودة، ونتيجة وباء صغير حصل في صعدة في العام المنصرم، نتيجة الظروف السائدة هناك لم تستطع وزارة الصحة التدخل ساهم ذلك في ارتفاع عدد الحالات إلى المئات، بعد أن كان عدد الحالات محدودة على أصابع اليد الواحدة..وعلى العموم مازالت هذه الأرقام ضعيفة مقارنة عما كانت عليه في السابق، أما بالنسبة للوفيات الناتجة عن مرض الحصبة، انخفضت من حوالي خمسة آلاف حالة سنوياً بين الأطفال دول الخمس سنوات إلى (صفر) حالة بين هؤلاء الأطفال.. وهذا انجاز كبير وضخم.. ونحن نساعد وندعم اليمن للحفاظ على هذا النجاح الكبير.. وذلك من خلال تطبيق الاستراتيجيات الصحية لمنظمة الصحة العالمية التي طبقت في العديد من بلدان العالم، وهذا انجاز يقدر حقيقة لليمن، وان شاء الله نحن في طريقنا للتخلص بشكل نهائي من هذا المرض المميت..الذي كان موبوء ومنتشر في كل منطقة من مناطق اليمن، وكان يحصد أرواح الكثير من الأطفال.
الكزاز الوليدي
ونوه القائم بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية، التخلص من مرض الكزاز الوليدي، ونحن الآن في طور الإعداد والتجهيز لتنفيذ حملة وطنية تكميلية لمرض الكزاز والتي من المقرر تنفيذها خلال الفترة من 9-14أكتوبر الجاري.. والتحضيرات تجري حالياً على قدم وساق في وزارة الصحة العامة والتواصل مع المحافظات والمديريات المستهدفة، حيث تم عقد العديد من الاجتماعات مع المعنيين في وزارة الصحة لمناقشة الخطط التفصيلية الخاصة بتنفيذ الحملة الوطنية التكميلية لتحصين النساء في سن الإنجاب ضد مرض الكزاز الوليدي.. على مستوى كل مديرية.. المشمولين في الحملة، في 230مديرية من 14 محافظة تشمل جميع النساء في سن الإنجاب من 15-45سنة.. حيت تم تنفيذ حملات سابقة في بقية المحافظات..
الحقيقة وزارة الصحة تنفذ إستراتيجية اتخذتها منظمة الصحة العالمية، وهي استهداف المناطق العالية الخطورة، وبالتالي تم وضع معايير لهذه المديريات التي اعتبرناها عالية الخطورة بالنسبة لمرض الكزاز الوليدي نتيجة أشياء كثيرة تم اختيار هذه المديريات والتي تفيد أن نسبة التغطية منخفضة، إذا كانت هناك حالات إصابة بمرض الكزاز الوليدي، إذا كان الوضع الصحي والطبي اقل من غيره في هذه المديرية، مثلا الولادات النظيفة مثلاُ وعددها في المديريات المستهدفة، وعدد القابلات الموجودة في كل مديرية، لان كل ذلك يؤثر على عدم حدوث هذا المرض.. لان استراتيجيات القضاء أو التخلص من الكزاز الوليدي عند النساء في سن الإنجاب، أن تكون الولادات نظيفة، بمعنى أن يكون مكان الولادة نظيف، أن يكون قطع الحبل السري بمقص معقم، والاعتناء الجيد بسرة المولود، وعدم إدخال أي مواد أخرى غير طبية، وبالتالي هذا شي أساسي، والإستراتيجية الثانية هي حملات التحصين التي نقوم بها بتحصين جميع النساء في سن الإنجاب من عمر الـ15-45سنة، لإعطائهن الوقاية ضد هذا المرض، والذي بدور التحصين ينقلن المناعة إلى الجنين أو الطفل الرضيع، وبالتالي المواليد الذين أمهاتهم ملقحات لا يحصل لديهم هذا المرض.. ويحصل المرض عن الأطفال الذين لم يتم تطعيم أمهاتهم بالجرعات الكافية.. لان جرعات التطعيم ضد الكزاز هي خمس جرعات طيلة فترة حمل المرأة الجرعة الأولى عند أول اتصال بالمرفق الصحي والثانية بعد شهر والثالثة بعد ستة أشهر والجرعة الرابعة بعد سنة والجرعة الخامسة بعد سنة..فإذا التزمت أي امرأة بهذه الجرع ومواعيدها سواء كانت حامل أم لا متزوجة أو غير متزوجة، فاللقاح يستهدف كل أنواع النساء.. طبعاً اللقاح يعطى أيضا للأطفال الصغار، مع اللقاح الخماسي، للذكور والإناث، وبالتالي على الأقل يكون لدى الأطفال ثلاث جرعات من اللقاح ضد الكزاز ضمن اللقاح الخماسي..
تطعيم النساء في سن الإنجاب
وناشد ممثل منظمة الصحة العالمية جميع الأمهات وجميع النساء وجميع الآباء وجميع المواطنين، وحثهم على الاشتراك في هذه الحملة، ويحثوا على تطعيم نسائهم وبناتهم بتطعيمهن ضد الكزاز الوليدي.. وخاصة النساء في سن الإنجاب اللواتي يتراوح أعمارهن مابين 15-45سنة.. لحماية أنفسهم ومواليدهن من هذا المرض الخبيث.. حتى النساء غير الحامل أو غير المتزوجة إذا حصل حمل في المستقبل تكون قد طعمت ضد المرض.. ويكون مولودها محمي ضد مرض الكزاز الوليدي.. مشيداً بجهود وزارة الصحة العامة والسكان في الجمهورية اليمنية على قيامها بدور كبير وجبار للتصدي لهذا المرض الخطير جداً، لأنها وضعت هدفاُ نصب عينيها تقوم بالتخلص من هذا المرض، بشكل نهائي في عام 2011م ونقوم نحن في منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف بدعم وزارة الصحة العامة وأنشطتها التنفيذية في هذا المجال..
وفاة 500 ألف طفل سنوياً
مشيراً إلى انه تم تنفيذ حملة مماثلة في مديريات سابقة، خلال الأعوام 2008م وعام 2009م والآن نستكمل هذه الجرعات التي تم تنفيذه غب يناير2009م، في المديريات ذات التغطية المنخفضة.. وذلك نسميها الجولة الثانية.. أي الجرعة الثانية من اللقاح، والحقيقة كانت نتائج الجولات السابقة جيدة ومرضية، لكن طموحنا اكبر، وباستجابة المواطنين الذين نعول عليهم خاصة وان الترتيبات تم استكمالها تماماً.. وتم توفير اللقاحات بالكميات المطلوبة، والمخصصات أيضا موجودة، والحملة الإعلامية المكثفة ستبدأ قبل تنفيذ الحملة بأيام، للتنويه للإخوة المواطنين، ولا ننسى أن الكزاز الوليدي يميت سنوياً 500ألف طفل في العالم، وهذا المرض الخطير تعاني منه مختلف دول العالم وليس في اليمن فقط، ولا يوجد في اليمن أرقام دقيقة حتى نعرف مدى خطورة هذا المرض في اليمن، ونحن حالياً مع وزارة الصحة العامة والسكان نسعى إلى تحديث وتطوير نظام الترصد الوبائي في اليمن، وما نستطيع القول هو أن هناك حالات كزاز موجودة ومنتشرة في عدد من المديريات بمختلف المحافظات اليمنية، وتنفيذ مثل هذه الحملة، والتأكيد على الولادة النظيفة، وبتطعيم النساء جميعاً يمكن التخلص نهائياً من هذا المرض..
|