صنعاء نيوز/عبدالرزاق العزعزي - فليقرَع بان كي مون جرس المجاعة هذه المرة، فاليمن تنتشر فيه المجاعة، ولا يبدو أن الأمم المتحدة في طريقها للقضاء على الجوع بحلول العام 2030 وفقًا لالتزامات قادة دول العالم في سبتمبر 2015.
معهد بحوث السياسات الغذائية الدولية أعلن عن مؤشر الجوع العالمي كأحدث مؤشرات الجوع، قال: "أكثر من 45 دولة ستبقى تُعاني من ارتفاع مُعدلات الجوع".
مضيفًا: "سبع دول جديدة دخلت ضمن الدول التي تعاني من مجاعة: مثيرة للقلق". احتلت اليمن المركز الرابع بين الدول السبع الجديدة والمركز السابع بين قائمة الدول التي تعاني من الجوع. المؤشر قال إن معدل الجوع في اليمن 35 بالمائة.
إنها لحظة مُناسبة الآن، لتبدأ أطراف النزاع في اليمن بعمل خطة استغلال لعدد اليمنيين الذين ستقتلهم المجاعة، فهناك سبعة ملايين يمني مُهددين بالمجاعة وثلاثة عشر مليون يمني لا يملكون الإمدادات الغذائية الأساسية.
الأمم المتحدة.. مجاعة اليمن مُروّعة:
الأسبوع قبل الماضي وعبر تلفزيون النهار: أطل "ستيفن أوبراين" وكيل الأمين العام للشئون الإنسانية، مهوّلا من مناظر المجاعة التي شاهدها في اليمن بعد زيارته الأخيرة للحديدة للاطلاع على الأوضاع الإنسانية ومشاهدة الحقائق بنفسه.
قال: "شاهدتُ أطفالًا رُضَّعًا في عنابِر التغذية، وقسم الأطفال في المستشفى، الأمرُ مروّع، الأطفال شديدو النحافة، ولديهم سوء تغذية حاد، كان الأمر مُرعبًا جدًا، كان هناك طفل قيل أنه يبلغ من العمر 7 سنوات ولكن يبدو وكأن عمره 7 اشهر لشدة نحافته، بالإضافة للوضع الصحي السيء للأم أيضًا، لقد كانت رؤية هذه الأمور أمرًا مروعًا تمامًا".
في مديريتي "التحيتا والخوخة" بالحديدة هناك مجاعة شديدة للغاية، لاسيما أن أغلب مواطني المدينة يعتمدون على الدخل اليومي، ويعملون في الزراعة والصيد والعجلات النارية، وبسبب انعدام المشتقات النفطية، توقفت أعمالهم وتوقف دخلهم المادي.
في ذات المديريات وبعض مديريات محافظات "حجة" غرب اليمن تفاقمت المجاعة كثيرًا بعد توّقف صرف مبالغ الرعاية الاجتماعية المخصصة للفقراء منذ أكثر من عام ونصف بحسب دراسة مركز الإعلام الاقتصادي للدراسات أعلن عنها نهاية الاسبوع الماضي.
في الجانب الآخر من الحديدة وحجة، تقع محافظة تعز التي تُعاني من مستويات خطيرة من المجاعة ، صحيفة "هافنجتون بوست" الأمريكية قالت إن 52 بالمائة من سكانها يعانون من المجاعة بينما تأتي الحديدة في المرتبة الثانية بنسبة 21 بالمائة من سكانها يعانون من نقص المساعدات الغذائية.
الحرب والحصار ساهما في انتشار المجاعة، إضافة إلى الكوارث الطبيعية التي تعرضت لها اليمن وأيضًا غزوات الجراد التي أهلكت المحاصيل الزراعية وقضت على المصادر الغذائية الوحيدة لليمنيين، تلى ذلك الضربة القاضية التي قضت على اليمنيين "قرار نقل البنك المركزي".
نقل البنك المركزي زاد الأمر سوء:
عِدّة عوامل ساعدت على انتشار المجاعة إلا أن أبرزها قرار نقل البنك المركزي الذي زاد الأوضاع كارثية أكثر فأكثر، لم تعد الجُهود المبذولة كافية لمساعدة المدنيين والأطفال، حتى تلك الجهود الخاصة بالمؤسسات الرسمية التي تقوم باستيراد الاحتياجات الغذائية لليمن، فقرار نقل البنك يعمل على إضعاف الثقة الدولية بها.
قبيل مغادرة "ستيفن أوبراين" من اليمن، تم تنظيم مؤتمرًا صحفيًا في مطار صنعاء، تحدث خلاله عن المجاعة، قال: "قرار نقل البنك سيُعرقل دفع رواتب الموظفين ووضع اعتمادات لوصول السفن التجارية" مشيرًا إن تلك الخطوة فاقمت من الوضع الإنساني في اليمن.
وكانت رويترز قد نقلت عن ديبلوماسيين وخبراء اقتصاديين أن قرار نقل البنك يُهدّد بقطع شريان الحياة عن ملايين الفقراء وسيدفع أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية إلى شفا المجاعة. فيما قرعت مجموعة الأزمات الدولية جرس الإنذار وقالت: "نقل البنك المركزي يؤدي إلى مخاطر حدوث إفلاس ومجاعة في البلاد".
طقوس لا تُجدي نفعًا:
في سبتمبر الماضي قام الأمين العام للأمم المتحدة بِقَرع جرس السلام، إلا أن تلك الطقوس لم تُجدي نفعًا لنشر السلام في اليمن والدول التي تشهد نزاعات.
يرى ناشطون إن دخول سبع دول جديدة ومنها اليمن لقائمة الدول التي تعاني من مجاعة، تُمثّل دعوة جادة لأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، بأن يشعُر بالقلق ويتخلص منه بقرع جرس المجاعة ليسمع العالم صوت الموت البطيء الذي يقتل اليمنيين.
|