صنعاء نيوز/ بقلم / هاني الوشيلي - سريان واستمرارية (الراتب الوظيفي ) في الدولة بمثابة الهواء والغذاء للسلطة وبه تتحقق حياتها وبدونه تنتهي وتموت .. وهو الذي يحفظ لها قوتها وصلابتها ، ويكشف حجمها ، وسندها السياسي والدولي وفي حال الصراعات يصبح مثل الميزان الذي يحدد ميلان الكفة والوزن والثقل للمصارع السياسي والمنتصر هو الذي يجعل كفته تتأرجح لصالحه ..!
أما في حال المماطلة في دفعه أو توقفه فسيتحول فوراً إلى سلاح ذي فكين قد يوصلك إلى مرحلة ( كسر النصر ) والتي لايرغب بها أحد .
▪للمصارع السياسي :
أكثر من سنة ونصف لاستمرارية المرتبات كانت وقتاً كافياً جداً ومهلة طويلة ليستغلها المتصارعون على الحكم من أجل الوصول بالشعب الى بر الأمان .
أكثر من سنة ونصف للعدوان والرصيد المالي المخصص لرواتب الموظفين في الدولة يتناقص ! وهي مدة كانت كافية جداً للتحرك في جميع الطرق ورسم البدائل التي تضمن لك استمرارية النظال وتجعل رصيدك الشعبي مرتفع ويسمح لك بالتحرك بأريحيةٍ مُريحة ، دون ظغوط قد توصلك إلى مرحلة ( كسر النصر ) وانت أمامك مدى سياسي طويل ومشوار لا ينتهي بخمس سنوات على أقل تقدير !
أكثر من سنة ونصف لم تستطع خلالها التوصل الى رؤية واضحة لمسارك
ولم تتمكن من اخذ الاحتياطات التي تحفظ كيانك ورصيدك حتى الأن !
اكثر من سنة ونصف ولم تستوعب وضعك وأنك ستصل إلى عدم القدرة لدفع المرتبات
وهذه القدرة هي التي وضعت الجميع الأن أمام الشرعية الشعبية الناطقة والصامته فمن يعزز وجوده ويصل إليها الأن يحصل على هدفه ومبتغاه .
اما عجزك عن استغلال تلك الفترة الزمنية ووضع الخطط المناسبة لاحتواء ماستأتي من ظروف في ظل عدوان همجي لايرحم فهذا يدل على انعدام الرؤية وضبابية المشروع الذي تحمله !
فلا يمكن أن تضع الشعب بين بنكين .. بنك يريد مال وبنك يريد دم ! ولم يبقى من جسم الشعب غير الهيكل العظمي والذي بالتأكيد سيتم استثماره وإثارته ليكون رفداً لجبهات القتال !
( طيب والوطن بعدنا لمن سيكون ! هنا السؤال ! )
لهذا عليك أيه المصارع السياسي في الداخل أو الخارج أن تعلم أنك قد وصلت بين فكيىّ كماشة - الشرعية الشعبية - التي تستمد شرعيتها من (السلم الوظيفي للدولة ) قاعدة الشرعية السياسية والفك المتوحش الذي يحتاج للغذاء الذي يشغله عنك والاّ طحنك !
هو الفٓكُ الوحيد الحقيقي في الهيكل العام للدولة وليس شكلي يمكن ترويضه بأخبار الجزيرة وحوارات اليمن اليوم أوزوامل المسيرة فهو لا يتأثر بأي أحداث ...
إنه فٓكٌ أصم وأعمى قد يأكل الأخضر واليابس .. لايعترف بالسياسة ولايؤمن بها ويكره الاستغلال وهو يميل إلي من يعترف بحقه ويعطيه مألوفه ومقرره ! لأنه حق لا يتحمل التسويف والمماطلة شعاره الدائم (الجوع كافر ) ومن هذه القاعدة يستمد فتواه التي تبيح له أكل ( الميتة) وتخطي الحواجز ويكفر بالصديق والقريب ولايعترف برئيس أو خليفة .. لأنه يؤمن بأن صمته لثوانٍ او ساعات تعني هلاكه ...
انه فكٌ متوحش لا يرحم..
ووالله كأني أسمع صوته وزمجرته ويبدو أنه سيبدأ.
نقلاً عن صحيفة اليمن اليوم
الخميس العدد ( ١٤٨٨) |