صنعاء نيوز - خبر للأنباء – هادي الشامي:
دخل العدوان على اليمن بالتزامن مع انتهاء ما عرف بـ"هدنة 72 ساعة" مرحلة جديدة ومختلفة، تبشّر بأن الإرادة السعودية المدعومة أمريكياً ستدخل بصورة أعنف عن السابق، الميدان المشتعل بعيداً عن أي هدن أو تهدئة.
وبينما دعا المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى تمديد الهدنة "72 ساعة أخرى على الأقل"، شرعت السعودية وحلفاؤها بدء الدفع بخيارات جديدة من شأنها استهداف مدينة الحديدة "مينائها" على وجه التحديد، في سياق مخطط استكمال الحصار الذي تفرضه لإجبار صنعاء على القبول بخيارات الحلول المطروحة- وفقاً لمصادر متطابقة.
ومساء الأحد 23 اكتوبر/ تشرين الأول 2016، قال لوكالة "خبر"، مسؤولان عسكري وأمني، إن التحالف السعودي بدأ منذ يوم السبت تنفيذ عملية عسكرية أطلق عليها "قلب الساحل" والتي تستهدف مدينة الحديدة، الساحلية على البحر الأحمر.
المخطط انطلق بتصعيد جوي عبر غارات استهدفت مناطق "الصليف، الخوخة، جزيرة كمران". وقال مصدر أمني في وقت سابق لـ"خبر"، إن غارة استهدفت محطة بنزين في حيس على مفرق الخوخة وتدميرها واحراقها، مضيفاً أن 4 غارات قصفت موقعا تابعا للدفاع الساحلي ، وشبكة الاتصالات النقالة (ام تي إن وسبأفون) ما أدى إلى تدميرها بالكامل.
وفي كمران، استهدفت غارتان ، معسكر "أبو حلفه" فيما قصفت مقاتلات العدوان بسلسلة غارات في ساعات المساء منطقة "الكدحة" بالخوخة.
وسبق ذلك تكثيف استهداف سلاح الجو المعادي، لجسور على الطريق الرابط بين العاصمة اليمنية صنعاء، والحديدة، ما يعني مخططاً لعزل المحافظة وفقاً لتعليق مسؤول طلب عدم نشر هويته.
ويعتقد في صنعاء والحديدة على نطاق واسع في الأوساط السياسية والعسكرية أن التصعيد السعودي الأمريكي باتجاه باب المندب والبحر الأحمر مؤخرا والتدخل الأمريكي العسكري المباشر بقصف مواقع رادار يمنية بحجة الرد على تهديدات مزعومة للسفن البحرية الأمريكية وخطوط الملاحة الدولية تندرج ضمن مخطط أشمل تتكشف معالمه يوميا.
قنابل السعودية.. "نفدت"
وكان كشف موقع OpEdNews الأمريكي -المناهض للحرب- في اليمن، قال إن الولايات المتحدة "استخدمت وقف إطلاق النار في اليمن هذا الأسبوع لإعادة تسليح السعودية، التي بدأت تنفد منها القنابل والأسلحة".
وأشار مؤكداً "نحن الآن في حالة حرب مع اليمن لمدة أكثر من عام"، أن الولايات المتحدة وفرت "معلومات الاستهداف، وصيانة الطائرات.. وبالطبع، الموافقة على الاستمرار، في الحرب الكارثية".
مراوغة لن تحقق شيئا
وقبيل سريان الهدنة "المفترضة" قال المتحدث الرسمي للجيش اليمني، العميد شرف لقمان، لوكالة "خبر"، إن الحديث عن "هدنة" في اليمن، يهدف إلى المراوغة من قبل العدوان الذي تقوده السعودية، والتنصل عن مسؤولياتها تجاه المجازر التي ارتكبتها والتي كان آخرها ما حدث في الصالة الكبرى بصنعاء في 8 اكتوبر الجاري.
وقال، إن "العدوان يريد من خلال الهدنة، ممارسة مراوغة والتنصل من المسؤوليات القانونية والأخلاقية تجاه ما ارتكبه من مجازر وآخرها صالة عزاء "آل الرويشان".
وأضاف: "نحن مع موقف دولي لوقف شامل لإطلاق النار ورفع الحصار البحري والحظر الجوي، وإيقاف الطيران في الأجواء اليمنية بكافة أشكاله، حربي واستطلاعي.. حتى تكون هناك هدنة فعلا (..)".
وبشأن التصعيد الذي انتهجه العدوان ومرتزقته في ميدي الساحلية بحجة والبقع بصعدة، على الحدود مع السعودية، قال العميد لقمان، إن "ذلك يأتي من قبيل تحقيق شيء على الأرض قبيل أي هدنة.. نلاحظ أن الطيران يقصف محيط صنعاء ومختلف الجبهات ومحاولات الهجوم والزحف تصاعدت".
وأكد أن "العدوان السعودي يتعمد القتل والتدمير بشكل هستيري قبيل موعد "الهدنة".. لكن لن يتمكن من الحصول أو تحقيق ما يخطط أو يريدون له". |