صنعاء نيوز/ بقلم: عمر دغوغي -
صنعاء نيوز/ بقلم: عمر دغوغي صحفي وفاعل جمعوي
[email protected]
لا يستطيع الإنسان العيش بدون وطن يحميه ويدافع عنه ويرعاه ويقدم له الخدمات المختلفة كالتعليم والصحة والارتقاء به كإنسان والسمو بأخلاقه وتهذيبها، فالانتماء لوطن معين هو غريزة في الإنسان، فالإنسان الذي يدعي أنه يستطيع العيش بلا هوية تحدده وبلا جنسية يحملها أو وطن يلم شمله وينتمي إليه ويلجأ إليه عندما يمر في أزمة معينة، هو إنسان خائب خاسر لا يوجد له مبدأ وحياته بلا معنى، فالانتماء شئ أساسي في الحياة والتي بدونها تختل الشخصية وتضطرب الأفكار والنفسية والمواقف.
لما يوفره الوطن للإنسان من كرامة وحرية وعيش كريم وهانئ، فهو أيضاً يتوجب عليه أن يقدم واجبات عديدة للوطن، كالاتهام به والدفاع عنه والغيرة على مصالحه، ولا يعني هذا التعصب والانغلاقية ضد الآخر، فهذه العقليات قد أثارت الويلات والزوابع في العالم أجمع وعلى مر الأمان، فمعنى أن أكون محباً لوطني لا يفيد نهائياً تحقير الآخرين والإدعاء بالأفضلية والأحقية وفي أن أكون فقط، عقليات كهذه هي سبب ما تعاني الأمة العربية اليوم من فرقة وعصبيات بغيضة جرت لها الدمار والخراب على كافة السبل والأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
من الواجبات تجاه الوطن الدفاع عنه ضد الأعداء الخارجيين له والأعداء الداخليين، فالأعداء الخارجيين هم من يسعون للسيطرة على البلد ونهب ثرواته ومقدراته وإذلال شعبه، أما الأعداء الداخليين فهم أصحاب المصالح والأجندات الخارجية وهم أخطر من الخارجيين بسبب عدم وضوحهم وتخفيهم وحياكتهم للمؤامرات بطرق سرية عصية على الاكتشاف إلا للمتيقظين، وحماية الوطن أيضاً من الفاسدون والطماعون والأنانيون الذين يريدون زيادة ثرواتهم من مقدرات الأمة والشعب بالنهب والسلب العلني وربما المقنن بقوانين فاسدة وضعت من قبل أناس فاسدين.
من الواجبات تجاه الوطن عدم الشعور بالاستعلاء والفوقية على كل المواطنين المخالفين سواء بالمعتقد أو العرق أو الفكر أو المذهب، لأن هذا من شأنه أن يقلل من الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد وبالتالي دخول المندسين بينهم.
يتوجب على المواطن الغيور على مصلحة بلده الحفاظ على ممتلكاته وإرثه كلما استطاع إلى ذلك سبيلاً فالوطن لا يستحق أن ندمر تراثه وآثاره، ولا يستحق أيضاً أن نحوله إلى سلة مهملات كبيرة.
كما يستحق الوطن من أبناءه التمسك به والشعور بالاعتزاز بالانتساب إليه، وليس التسابق لتركه والتخلي عنه، إلى في أصعب المواقف وهي التي يكون فيها الفساد عاماً وطاغياً فلا وجود للقوانين ولا لتكافؤ الفرص ولا لتقدير الخبرات فهذه البيئة هي بالقطع بيئة طارد لأبناء الوطن، فهم بهذا سيسعون بكل تأكيد إلى إيجاد مكان بديل يعيشون فيه ويوفر لهم الكرامة والحرية والمساواة.