صنعاء نيوزمصطفى محمد أبو السعود -
ليس من بابِ الحرصِ الغربي على المنطقةِ العربية، أن تنشطَ الدبلوماسية الماكرة في الفترةِ الحاليةِ، وتسعى لتحريك الدماءَ في عمليةِ السلامِ العاقر، والتي تجمدتْ مع بداية الاستيطان، بل إن البرنامجَ الغربي الذي يسهر على إعدادهِ رجالٌ، لا خلاقَ لهم في جمهوريةِ الأخلاق ، يقتضي تنفيذ هذه الجولة من الرحلاتِ المتكررةِ على المنطقةِ ،لإشغال العربْ بما تيسَر من أوهامٍ ، وأحلامٍ تساعدهم على تحقيق ما يصبون إليه، من تغيير ملامح الجغرافيا في المنطقةِ، لتدخل التاريخَ بوجهٍ جديد .
وليس من باب التأمر ، ولا عشقاً لنظريةِ المؤامرةِ ، بل احتراماً للواقع الحافل بالخبراتِ والتجاربِ التي تراكمت في ذهنِ المتابع، لما يدور في ساحةِ الشرق الأوسط من عملياتِ مدٍ وجزر في السياسةِ الغربيةِ، تجاه قضايا العرب ، فالحراك السياسي الذي تشهده المنطقة، ليس عبثياً، ولا ترفاً سياسياً ، وليس صدفةً ، أن تكونَ منطقة الشرق الأوسط ، ساحة التقاء الطموحات الشيطانية ، من أجل تلقيحها بأفكارٍ، قد تبعت فيها حياة من جديد، لعلها تُنتجُ وليداً ، ولو مشوهاً، تستطيع من خلالِه توسيع قاعدة الراغبين في السلامِ مع العدو الصهيوني، وهذا نابعٌ من إدراك الغرب ، بضرورة وضع كل أجنحتِه على وجهِ الأرض العربية ، ليتمكنوا من الغوص إلى بطنهِا، لما فيها من خيراتٍ، سينعم بها الغرب بكل كائناته إلى أمدٍ بعيد, لهذا أدرك الغرب
أن ولوج عالم السياسة يتطلب التظاهر بالإنسانية ، مع العمل على استثمار العواطف، وأن نجاحَ أي خطوة سياسية، يتطلب الحصول على شهادةِ خلو طرف،من دائرة العواطف والأخلاق ،الا ما تتطلبه المصلحة، فلا مقعد للعواطفِ في قاعة السياسة ، فكلما أرداتْ أمريكا أن تسترَ عورتَها ، ُتوعزُ إلى أهل القلوب الرحيمة، بأننا يهمنُا انتشال الشرق الأوسط من ساحة اللاستقرار والفقر والحروب ، لنضعَها على بوابةِ العهد الجديد، فينطلق العقلاء للتنظير للبرامج الأمريكية،رغم مرارة التجربة التي أفقدت الكثير من الناسِ، الثقةً في كل العباراتِ الرقيقة القادمة مع كيس الدقيق.
فالتهافت السياسي، والوقوف على باب الشرق الأوسط في الخريف ، يهدف أولا وأخيرا، إلى محاصرة كل الذين يقولون ، نعم للحقوق العربية ، ولا إسرائيل، وتهدف فيما تهدف إليه إلى إعطاء المزيد من الفرص للعدو الصهيوني بالاستمرار في الاستيطان الذي لم يتوقف اصلاً.