shopify site analytics
بيان صادر عن القيادات القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي بشأن سوريا - ‏كيف يقدّم الحوثيون طوق نجاة أخلاقي لإسرائيل؟ - خروج مليوني بالعاصمة صنعاء في مسيرة "ثابتون مع غزة العزة - جامعة ذمار تنظم وقفة احتجاجية تنديداً بالجرائم الصهيونية - مسيرة طلابية لطلاب كلية الطب بجامعة ذمار - نزلاء الإصلاحية الاحتياطية بمحافظة صعدة ينفذون وقفة تضامنية مع غزة - تفقد وكيل مصلحة الجمارك سير العمل بمكتب ذمار - اليمنية تؤكد استمرار رحلاتها عبر مطار صنعاء - وزير النقل والأشغال بصنعاء: سيتم استئناف العمل بمطار صنعاء وميناء الحديدة اليوم - 7 شهدا حصيلة العدوان الصهيوني على اليمن -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - لمع في سماء المحافل الطبّية في الآونة الأخيرة نجم الطب النبوي الأصيل، والذي حقق قبولا كبيرا لدى الكثير من الناس، ونجح نجاحاً بارزا في شفاء العديد من الحالات المرضية المستعصية،

الأحد, 10-أكتوبر-2010
تحقيق: وئام سروري -




لمع في سماء المحافل الطبّية في الآونة الأخيرة نجم الطب النبوي الأصيل، والذي حقق قبولا كبيرا لدى الكثير من الناس، ونجح نجاحاً بارزا في شفاء العديد من الحالات المرضية المستعصية، والتي وقف الطبّ الحديث عاجزاً أمامها، بعد أن أثبت الطب الحديث والدراسات العلمية في دول مختلفة من العالم فعاليتها ونتائجها المُذهلة في الوقاية وعلاج العديد من الأمراض الخطيرة في العالم. وتُعدّ الحجامة أبرز هذه العلاجات الناجحة التي اهتم الأطباء بها إحياءً لسُنة النبي (صلى الله عليه وسلم) كطريقة وقائية وعلاجية، حيث ورد ذكرها في أكثر من ستين حديث نبوي صحيح، فقد احتجم النبي (صلى الله عليه وسلم) وأمر بها، وأصبحت الحجامة منذ ذلك الوقت تتربّع عرش الطب النبوي إلى يومنا هذا. وعلى الرغم أن الكثير من المرضى الذين يعانون من الأمراض المختلفة كالروماتيزام وارتفاع ضغط الدّم والكلسترول والفشل الكُلوي والسكري وآلام الظهر والصداع وغيرها من الأمراض يلجأون في كثير من الأحيان إلى علاج تلك الأمراض طبيا باستخدام الدّواء الكيميائي والعقاقير الطبيّة، وقد لا يجدون علاجا شافيا لمُعاناتهم المرضية الطويلة، ويغفلون أهمية هذا العلاج النبوي، والذي جاء الطب الحديث ليثبت فعاليته في استئصال معظم الأمراض المستعصية. وتكمن مخاوف كثير من الناس من الآثار الجانبية التي قد تُسببها الحجامة، إلا أن الكثير من الأطباء أثبت أن هذا العلاج لا يترك أي آثار جانبية على الإطلاق، إذا ما تم استخدامه بطُرق علمية صحيحة وسليمة.

"السياسية" استعرضت أبرز الحالات المرضية التي عالجتها الحجامة والأمراض التي بالإمكان علاجها، بالإضافة إلى الشروط والقواعد التي يجب توفّرها للقيام بهذا العلاج. وتناولت آراء اختصاصيين في مجال الطب الحديث لمعرفة ما إذا كانت هناك آثار جانبية من الممكن أن تسببها الحجامة على المدى القريب أو البعيد، ورأي الطب الحديث بهذا العلاج النبوي.

ما هي الحجامة؟
- الحجامة هي: عملية إخراج الدّم من مواضع محددة -بيّنتها السُنة المطهّرة- على الجسم، وذلك بإحداث جروح سطحية (خدوش) على الجلد، وجمع الدّم في المحجم. حيث يؤكد الأطباء أن الدّم الفاسد في جسم الإنسان يتوقّف نموه في السّنة 22 من العُمر، ممّا يجعله يركد في أركد منطقة فيها ألا وهي الظهر، ومع تقدّم العُمر تسبب هذه التراكمات عرقلة عامة لسريان الدّم العمومي في الجسم، ممّا يؤدي إلى ما يشبه الشلل في عمل كريات الدّم الفتية، وبالتالي يصبح الجسم ضعيفا وعُرضة لمختلف الأمراض. فإذا احتجم عاد الدّم إلى نصابه وذهب الفاسد منه وزال الضغط عن الجسم، فاندفع الدّم النّقي العامل من الكُريات الحمراء الفتية ليغذِّي الخلايا والأعضاء كلها ويخلصها من الرواسب الضارة والأذى والفضلات.

دراسات وأبحاث عن الحجامة
تقوم الحجامة بتخليص الجسم من الدّم الفاسد والشوائب والفضلات والرواسب الدّموية ممّا يؤدي إلى نشاط كل الأجهزة والأعضاء، فقد أثبتت الدراسات المخبرية أن دم الحجامة يحتوي على عُشر كمية الكريات الدّم البيضاء الموجودة في الدّم الطبيعي، بينما نجد أن كريات الدّم الحمراء الموجودة في دم الحجامة تكون كلها ذات أشكال شاذة وهرمة غير قادرة على أداء عملها، فضلا عن عرقلتها لعمل بقية الكريات الفتية العاملة. كما أن السعة الرابطة للحديد في دم الحجامة مرتفعة جدا ممّا يدل على أن الحجامة تُبقي الحديد داخل الجسم دون أن يخرج مع الدّم المسحوب بهذه الحجامة، وتُساعد الطحال والكبد على أداء مهماتهما الأساسية. وقد أظهرت الدراسات التحليلية عودة الكبد والطحال إلى حالتهما الطبيعية بعد الحجامة وانخفاض إفراز الخمائر الكبدية التي ترتفع في حالات الإصابة بأي أمراض كبدية، ممّا يدل على نشاط الكبد واتجاهه نحو التماثل للشفاء. كما تعمل الحجامة عمل الطحال في تخليص الدّم من العناصر الدّموية الشاذة والشوائب والتوالف الدّموية. وكشفت العديد من الأبحاث والدراسات التي أجريت حول الحجامة أن لها فوائد عظيمة يجهلها الكثير من الناس. وقد أجرى فريق طبي من كلية الطب بجامعة دمشق الحجامة لا كثر من 300 شخص اعتمد على أخذ عيِّنات من الدّم الوريدي قبل وبعد الحجامة, وبعد إخضاع هذه العيّنات لدراسة مخبرية كاملة تم التوصل إلى نتائج مذهلة، حيث لوحظ فيها اعتدال في ضغط الدّم والنبض وانخفاض في كميّة السكر في الدّم، وكذلك ارتفاع عدد كريات الدّم البيضاء والحمراء بشكل طبيعي، وازدياد الصفائح الدّموية, كذلك لوحظ اعتدال شوارد الحديد وانخفاض الكلسترول عند الأشخاص المصابين بارتفاعه.

والحجامة التي تركها الكثير من الناس وقللوا من أهميتها وفوائدها أصبحت الآن تُدرس في الجامعات الأوربية، ولها العديد من المراكز المتخصصة هناك.

الحجامة تعالج آلام الظهر والمفاصل
يعتقد الكثير من الناس أن الحجامة طريقة قديمة وتقليدية قد تسبب آثارا جانبية على الإنسان إلا أن الطب النبوي والطب الحديث أكدا أنها وقائية وعلاج شافٍ للكثير من الحالات المرضية التي يشتكي منها الكثير من الناس إن لم تكن جميعها. ومنها: الصداع وآلام الظهر والمفاصل والروماتيزام وارتفاع ضغط الدّم والسكري وغيرها من الأمراض. تقول الحجة فاطمة -والتي كانت تعاني منذ سنوات طويلة من الآم في المفاصل-: "أجريت الحجامة مرّة واحدة فقط في موضع الألم، وكُنت حينها متخوّفة من تأثيرها على جسدي؛ لأنني كنت أقوم بعلاجها طبيا منذ سنوات من خلال العلاج الطبيعي عبر الأشعة إلا أنني لم أتوقّع النتيجة؛ فقد شعرت بخفة في منطقة الألم، وبدأت الآلام تتلاشى تماما". وعن آلام الصّداع تقول: "عانيت طويلا من آلام الرأس بعد أن فشلت المسكِّنات بإيقافه، ولم أكن أفكِّر أبدا بإجراء الحجامة، ونصحني أحد الأطباء بإجرائها، وبدأ الألم بالفعل يتلاشى تماما من المرّة الثانية، والفضل يعود لله أولا وأخيرا".

شهادات المرضى بعد سنوات من الألم
أما رضا محمود، 40 عاما، يعمل في القطاع الجُمركي، فقد كان يعاني منذ فترة طويلة من التهابات في القولون وخمول في وظائف الكبد، يقول: "قبل عملية الحجامة ذهبت إلى أكثر من طبيب في الأمراض الباطنية، ولم يحدث أي تحسّن فاضطررت إلى عمل الحجامة بعد أن يئست من العلاج. والآن أصبحت أعدّ الأيام للذِّهاب لعمل الحجامة كل شهر، ولا أشعر بالراحة إلا بعد إجرائها". ويضيف: "أثبتت التحاليل أن وظائف الكبد قد تحسّنت عندي فلم أعد أشعر بأي آلام في المعدة أو القولون، وبحكم عملي في نظام الورديات كُنت أبيت في العمل، ولكنني بدأت أشعر الآن بأن المناعة لدي ارتفعت بصورة كبيرة".
ويعترف طلعت حسن (محاسب بإحدى شركات القطاع الخاص) بأنه لم يعد يشعر بذلك الخمول الذي كان يشعر به في فترات الصيف، فبعد إجرائه للحجامة، وبشكل متكرر شعر بخفّة ونشاط وزادت طاقته للعمل بصورة لم يسبق لها مثيل. يقول: "كُنت أعاني من خمول دائم في جسدي ومن روماتيزم، وقد نصحني كبار الأطباء بأن أقوم بإجراء الحجامة بعد أن فشل العلاج العادي، وبالفعل كانت النتائج مذهلة للغاية، حيث ضبطت الإنزيمات في الكبد، ولم أعد اشعر بآلام الروماتيزم، وأنا ما زلت -وحتى هذه اللحظة- أخضع للحجامة كل شهر منذ سنتين.

على الجميع إجراء الحجامة وفق شروط وقواعد محددة
يقول الدكتور أحمد السيف (متخصص في الحجامة) إن هناك أحد عشر نوعا للحجامة، منها: الحجامة الخفيفة، وهي تتم من خلال شفط خفيف بكؤوس الحجامة، وحجامة متوسطة وهي شفط متوسط بكؤوس الحجامة، وحجامة شديدة وهي شفط شديد بكؤوس الحجامة، وأخيرا حجامة متزحلقة وتتم بتحريك كأس الحجامة بعد الشفط على جسم المريض بمادة مثل زيت الزيتون، وحجامة الأبد الطينية، والحجامة الدّموية، والمائية، والمغناطيسية، وحجامة الأعشاب، وأخيرا حجامة "الموسكا"، والتي تتم بواسطة عشبة الموسكا. إلا أن أكثر الطرق استخداما هي الحجامة الدّموية؛ لأنها تعمل على شفط الدم بكأس الحجامة بعد التشريط؛ لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "شرطة محجم".
ويضيف: "من فوائد الحجامة أنها تشفي جميع الأمراض (يقينا) لقول النبي (صلى الله عليه وسلم) إن في الحجم شفاء، ومن فوائدها أنها تعمل على تنشيط الدّورة الدموية في العضلات، فتفك التقلصات العضلية، كما أنها تعمل على تنشيط الدّورة الدموية في المفصل، فتقلل الألم الناتج عن الأمراض الروماتيزمية وغيرها، وتنشّط بصيلات الشعر، بزيادة الدّورة الدموية إلى الجلد ممّا يوفر الغذاء الجيّد للشعر وجذوره. ومن الفوائد أيضا تنظيم إفراز أحماض المعدة وإنزيمات الأمعاء الهاضمة ممّا يزيد من كفاءة الهضم وامتصاص الطعام وتعمل على زيادة كل من الكريات البيضاء والحمراء وتحويل الدم الزائد الحمضية إلى دم متعادل فتعمل على تنقية الدّم".
وعن الأيام التي يجب على المريض أن يقوم بهذا العلاج فهي تجري على حسب الآتي في أيام الشهر 17/19/21 من الشهر العربي (الهجري) لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "من أراد الحجامة فليتحرى سبعة عشر وتسعة عشر وإحدى عشرين ولا يتبيغ بأحدكم الدّم فيقتله".
ويؤكد الدكتور أحمد أن الكثير يتخوّف من الأضرار الجانبية للحجامة، في حين لا توجد هناك أي أضرار لها غير أن بعض المرضى يشعر بقليل من الدوار وسرعان ما تزول هذه الأعراض في هذه الحالة، يجب أن يعطى للمريض حقنة جلوكوز أو تناول مشروب سكري.

شروط إجراء الحجامة
ويشير الدكتور أحمد إلى أن هناك شروطا للحجامة، منها: يجب معرفة قبل إجراء الحجامة نسبة كمية الدّم ونسبة السكر، ويجب أن يقاس ضغط الدّم وألاّ يأكل المريض أي طعام. وعن مرضى السكري يقول الدكتور أحمد: "بالنسبة إلى مرضى السكر، فهناك شروط معينة قبل الحجامة، منها: أن تكون نسبة السكر طبيعية أثناء عمل الحجامة، وأن تكون نسبة الدّم طبيعية ومناسبة لعمل الحجامة، وأن يكون التشريط خفيفا، وخصوصا لمرضى السكر". ويضيف: "إن هناك حالات مرضية قد تعافت من الأمراض المختلفة، وهي: التحسسات الجلدية والبواسير والنواسير، وبعض حالات العقم -بإذن الله- وارتفاع ضغط الدّم والمسّ والسحر والعين، بالإضافة إلى الربو وقرحة المعدة وصفار الكبد والصداع بأنواعه. أما الأمراض التي تعالجها الحجامة فهي الأمراض النفسية والروحية والأمراض العصبية والجلدية والعضلية وأمراض الجهاز الهضمي وأمراض الدّم وأمراض الجهاز التنفسي أيضا وأمراض العظام والمفاصل والأمراض العضلية".

نصـــائح
وعن النصائح التي يجب إتباعها يقول: "يجب ألاّ يزيد عدد المواضع في الجلسة الواحدة عن عشرة مواضع، ويجب تجنّب عمل الحجامة لمرضى السرطان أثناء تعاطي الكيماويات أو جلسات الإشعاع حتى يتم تحليل صورة دم كاملة. وننصح مرضى الأنيميا وسيولة الدّم والسكر أن تكون الحجامة لهم بشكل خفيف بالمشرط. وفي حجامة الرأس لا يزيد عدد المواضع عن ثلاثة مواضع مع مُراعاة أن يكون الشفط متوسطا، ويجب على المتبرع بالدّم تجنّب الحجامة حتى مرور أسبوع على الأقل، وفي حالة شعور المريض بدُوار يجب أن يستلقي على ظهره ويتناول مشروبا سكريا".

متى تحتجم المرأة الحامل
أما الأستاذ وجدي عبده سيف (متخصص في علاج الحجامة) فيؤكد أن على الجميع أن يتعالج بالحجامة؛ لأنها سُنة رسول الله (عليه الصلاة والسلام) لقوله: "خير ما تداويتم به الحجامة"، ولا يشترط لها عمر محدد بل على حسب الحاجة. حتى الأطفال بإمكانهم القيام بذلك لمن يعاني من اللوز وآلام المفاصل، وكذلك تعمل للحامل بعد 3 أشهر من الحمل. مشيرا إلى أن أكثر النساء اللاتي يلجأن إلى هذا العلاج ممن يعانين من عدم انتظام الدّورة الشهرية واضطراباتها. وعن أكثر الحالات المرضية التي يشكوا منها غالبية الناس يقول: "أكثر ما يشكو منه المرضى هو الخمول والصداع وتكسير بالمفاصل". ويقدّم الأستاذ وجدي نصيحة للجميع بـ"أن كل من أراد الحجامة عليه أن يتوكل على الله ويحجم عند حجّام أمين وذوي خبرة طويلة. مشيرا إلى أن أكثر من استفاد من هذه الحجامة هم أصحاب العُقم -ولله الحمد- ولدينا كشوفات بأسمائهم وأرقام هواتفهم -لمن أراد التأكد من ذلك. وأكثرها استخداما الحجامة الدّموية والرطبة وهي المتبعة. وأن يأتي لعمل الحجامة وهو صائم -أقلّ شيء من 2-4 ساعات بدون طعام-، وهناك نصائح بعد الحجامة يجب الأخذ بها جيدا، منها: الامتناع عن الجماع، وعن تناول الألبان ومشتقاتها والدهون ومشتقاتها لمُدة 24 ساعة".
وعمّا إذا كان من الأهم أن يجري هذه العملية متخصص ومؤهل بهذا العلم، يقول الأستاذ وجدي: "لا توجد دراسة واسعة عن الحجامة في اليمن بشكل عام، ولذلك لا يوجد أحد مختص بذلك، ولكن الخبرة العملية والاطلاع الدائم هما الأساس".

ماذا يقول الغرب عن الطب النبوي
أجرى الغرب مجموعة من الأبحاث والدراسات على الطب البديل أو ما نسميه "الطب النبوي"، وفاقت النتائج كل التوقّعات، وتم إنشاء مستشفيات متكاملة وعدد من الصيدليات التي تستخلص الأدوية من الأعشاب، وتوجد عمليات الحجامة في بعض الدّول الأوربية، وأمريكا. وساعد هذا العلاج النبوي جنبا إلى جنب مع المستحضرات الطبية بل إنه يعتبر -بحد ذاته- علاجا طبيعيا ليس له أي أضرار جانبية. وقد أثبتت الأبحاث والدراسات الغربية أن الحديد يوجد في جسم الإنسان على هيئات مختلفة، منها: الجزيئات الحُرة، وهي تسبب أكسدة للخلايا فتقلل من مناعتها ضد الفيروسات، لذلك وُجد أن المرضى الذين يوجد لديهم نسبة عالية من الحديد في الدّم تكون استجابتهم للعلاج أقلّ، وأثبتت الدراسات الطبية الغربية أن إزالة كميات من الدّم من هؤلاء المرضى بصفة متكررة يُساعد في تحسن نسبة الاستجابة للعلاج. ولأن الحجامة هي نوع من أنواع إخراج الدّم أو التخلّص منه فيجب إجراؤها بطريقة طبيّة آمنة، وتكون نظيفة ومعقمة. وأول مواضع تكلّم عنها الأمريكان للحجامة هي أول مواضع احتجم منها النبي (صلى الله عليه وسلم)، وهي الأخدعين والكاهل ونقرة القفا التي تشفي من 72 داء.

رأي الديـن
يقول إمام وخطيب مسجد النور في منطقة الشيخ عثمان، فضيلة الشيخ علي عفيف علي، إنه عندما جاء الإسلام أقرّ مُمارسة الحجامة ومارسها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ففي الصحيحين أن النبي (صلى الله عليه وسلم) احتجم وأعطى الحجَّام أجره. كما أثنى الرسول (صلى الله عليه وسلم) على تلك المُمارسة، فكما جاء في البخاري: "خير ما تداويتم به الحجامة". وكان الأطباء العرب ممّن استخدموا هذه الطريقة العلاجية، حيث قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "إِن كانَ في شيءٍ من أدويتِكُم خيرٌ ففي شَرْطَةِ محجمٍ، أو شَرْبةِ عَسَلِ، أو لَدْغَةٍ بنار تُوافِقُ الدَّواءَ، وما أُحِبُّ أن أكتوي).
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم ثلاثاً، واحدة على كاهله والثانية على الأخدعين".
والرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث وضح لنا مواضع الحجامة، وهي: الأخدعين والكاهل، وهذه المواضع هي التي تعمل حاليا في كل من أمريكا وألمانيا. وقد احتجم رسول الله عليه وسلم وهو مُحرم من شقيقة ومن الصداع النصفي، كما أنه صلى الله عليه وسلم احتجم من السّم الذي وضعته له اليهودية في الشاة. وعن ابن عباس قال رسول الله عليه وسلم: "ما مررت ليلة أُسري بي بملأ من الملائكة إلا وكانوا يقولون: يا محمد عليك بالحجامة".

ماذا يقول الطب الحديث عن الحجامة
تقول رئيسة نقابة الأطباء في محافظة عدن الدكتورة نجاة حكيمي إن الأمراض في عصرنا الراهن ازدادت وحار الناس وهم يلتمسون العلاج وكلمّا عثر على دواء لها كلما ظهرت أمراض أخرى ومع مرور الوقت ثبت أن معظم الأدوية الكيميائية المستخدمة في العلاج لها بعض المضاعفات السلبية لذا ظهر الطب البديل الذي على رأسه المداواة بالحجامة لما لها من فوائد اختلفت الآراء حولها، فهناك أطباء يعترضون على استخدامها بحجة أنها مُمارسات تقليدية ويتهمون من يقومون بها بالتخلف وفريق آخر من الأطباء اعتبروها جزءا من إحياء التراث الطبِّي التقليدي حتى إنها أصبحت تدرّس في الكُليات والمعاهد والجامعات في: الصين, ألمانيا والولايات المتحدة الأميركية وكندا وسورية. وتضيف الدكتورة نجاة أنه من خلال التحليلات الدّموية بعد إجراء الحجامة وجد ارتفاع نسبة خلايا كرات الدّم الحمراء غير الطبيعية بدم الحجامة، وانخفاض في كريات الدّم البيضاء في دم الحجامة، وارتفاعها في الدّم وزيادة عدد الصفائح الدّموية بعد الحجامة. وارتفاع نسبة السكر والدّهون بدم الحجامة مؤديا إلى انخفاض كميّة السكر والشحوم الثلاثية والكلسترول في الدّم وارتفاع نسبة الكرياتينيين وحمض البولينا بدم الحجامة، مؤديا إلى انخفاضهما في الدّم بالإضافة إلى اعتدال إنزيمات "الكير" sGot ,sGpt في الدّم وزيادة الجاما جلوبيولين والأجسام المناعية المختلفة بالإضافة إلى أن الحجامة وُجد أنها تنشّط الدّورة الدّموية من خلال إزالة الدّم الفاسد والمواد السامة ممّا يؤدي إلى تحسين وتروية الأجزاء المُصابة فهي وقاية وعلاج لبعض أمراض الدّم مثل: احمرار الدّم وكثرة الصفائح الدموية وعلاج لأمراض الضغط والسكري والقلب والكُلى وآلام الروماتيزم، بالإضافة إلى أنها تنشّط نقاط المقاومة المناعية في جسم الإنسان.

أسرار عن الحجامة
لقد وُجد منذ فترة أن هناك علاقة بين ضوء القمر وبين المد والجزر في البحار والأنهار والمحيطات، وبما أن الإنسان البالغ تركيبه يزيد عن 80 بالمائة ماء، وبما أن البحار والأنهار والمحيطات في تمام كمال القمر يوم 17ـ19ـ21 فيزيد المد والجزر في البحار، وبالتالي يزداد الماء الموجود بنسبة 80 بالمائة أو أكثر، ولذلك أوصى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعمل الحجامة في هذا الوقت، حيث يزداد الانسداد الموجود أو الأخلاط الموجودة، وفي هذه الحالة يصبح هناك إمكانية تصريف كامل وانفتاح للصرف الكامل.
ومن هنا كان حضّ النبي (صلى الله عليه وسلم) على صيام الثلاثة أيام البيض 13ـ14ـ15 وهذه الأيام هي تمام كمال القمر، حيث قال: "إن من صام هذه الثلاث كان حقاً على الله أن يرويه يوم الظمأ".
وفي هذا الحديث إعجاز كبير؛ لأن القمر في هذه الأيام يكتمل تماماً وبالتالي يزيد المد والجزر في جسم الإنسان، حيث يتكون جسم الإنسان 80 بالمائة ماء، وبالتالي يزيد جموع الإنسان، لذلك يوصينا النبي (صلى الله عليه وسلم) بالصوم.
ولا بُد أثناء البحث في قواعد الطب الإنساني من احترام قواعد جسمه، فالجسم البشري يمتلك إمكانيات طبيعية قويّة جداً؛ لأنه من خلق الله سبحانه وتعالى.

كلمة أخيرة
قد يتخوّف الكثير من إجراء هذا العلاج النبوي؛ خوفا من آثاره الجانبية، وعدم تطبيقه بشروطه وقوانينه الصحيحة؛ تماشيا مع توجيهات سيّد البشر نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)، والذي قال: نِعْم العادة الحجامة، إلا أن الطب الحديث أكد أهمية هذا العلاج النبوي، وأصبح هناك الكثير من الأطباء والمتخصصين الذين يطبّقون هذا العلاج بقوانينه وشروطه الصحيحة، وتحت ظروف بيئية سليمة كالعمر والوقت والمناطق المعينة مقارنة لما كان يعمل بالماضي، وعلى الرّغم من شفاء حالات مرضية كثيرة عجز الطب الحديث عن علاجها، إلا أننا بحاجة مُلحة إلى مراكز طبية متخصصة لعمل الحجامة؛ لأنّها للصحيح وقاية وللمريض علاج ووقاية، وليضمن الشخص الذي يرغب في هذا المُعالجة بأن العملية ستكون في بيئة نظيفة وصحية وتحت إشراف أطباء متخصصين في هذا المجال.



صحيفة السياسية
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)