صنعاء نيوز/بقلم القاضي / طه عبدالرؤوف نعمان -
جميعنا يعرف الحصانة القضائية للقضاة..والحصانة الدبلوماسية للدبلوماسيين..والحصانة البرلمانية للبرلمانيين..وحصانة كبار موظفي الدولة...وهناك حصانة من نوع آخر لم يسمع بها كثير منا..ولم يتوقع أن يسمع بها....وهي :
يستلم إعلان المحكمة بالحضور..يبكر الصبح ويشل واحد من أطفاله الصغار ويسير المحكمة يشارع من طلبه للحضور..يدخل القاعة هو والطفل..يسمع اسمه..يطلع ويوقف أمام منصة المحكمة هو والمدعي..وبدل ما يرد على الدعوى يقوم يغلط على المدعي ويتهجم عليه.
يقرر القاضي حبسه 24 ساعة لإخلاله بنظام الجلسات..ويأمر القاضي عسكري المحكمة بحبسه..يشله العسكري للحبس..ويبقى الطفل بقاعة المحكمة..ومن هنا تبدأ المعاناة والأكشن.
يبدأ الطفل بالبكاء والنحيب "يااااااااااآباه...يااااااااآماه..أين وديتو أبي ..أين شليتو أبي"..تحاول تهديه..وترسل العسكري يشتري له جعالة وأبوعودي من شان يهدأ..يرجم بالجعالة..وهو يبكي"ماعليا..ماعليا..أدو لي أبي..أشتي أبي..ياااااااااا آبااااااااه"..المهم تفلت قضايا الخلق وترجع تبنن..وتكتشف في الأخير أن الأب جاب إبنه للمحكمة متعمدا مع سبق الإصرار..لأنه داري إن ماشيخارجوا إلا هو ..فتضطر بعد فشل كل المحاولات مع الطفل لمناداة العسكري "خرجوا له أبوه..أجينا شنتمقضي وإلا شنبنن..وإجزع لطباع المحكمة وقل يطبع في إعلان الحضور عبارة «جنة الأطفال منازلهم»..ويضيف عبارة «عزيزي المشارع..إطرح الصبي عند أمه..ولا تجزعوش المحكمة معك يشارع»..ويضيف «لجيل نقي وناصع لاتعلم إبنك حكوال الشرايع»".
آمنت بالله من حكوال بعض المشارعين..يميع القضية ويحتبس ويحنبك بالجاهل..ويرجعك غلطان أمام الجماهير "حرام ياقاضي تحبسوا أبوه"..وتلك هي حصانة الأطفال.