shopify site analytics
رئيس جامعة ذمار يتفقد دائرة المكتبات ويبحث خطط تطوير المكتبة المركزية - رئيس الجامعة يدشن امتحانات الفصل الدراسي الأول بمعهد التعليم المستمر - مصلحة الدفاع المدني تنظم زيارة إلى معارض الشهداء بالعاصمة صنعاء - اسدال الستار على بطولة الجمهورية للعبة الملاكمة - انطلاق الماراثون الطلابي لكليات جامعة ذمار كخطوة نحو البطولة الوطنية - ذمار تكرم اسر الشهداء - مجموعة إخوان ثابت تدعم هيئة مستشفى الثورة العام بالحديدة بأدوية خاصة - في ذكرى الفاجعة وألم الفقد.. عبدالجليل حيدر .. الفقيد الإنسان - الكرملين: لهذا السبب استهدفنا أوكرانيا بصاروخ أوريشنيك - واشنطن تهدد.. لماذا لا تعترف بعض الدول بالمحكمة الجنائية الدولية وترفض الانضمام اليها -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - يمكن إيجاز تعريف العنف في علم النفس بأنه كل فعل أو سلوك لتدمير الآخر أو إلغائه.

الخميس, 22-ديسمبر-2016
صنعاء نيوز/ علي شهاب -
يمكن إيجاز تعريف العنف في علم النفس بأنه كل فعل أو سلوك لتدمير الآخر أو إلغائه. ويمكن تصنيف العنف البشري ضمن ثلاثة أنواع: العنف الطبيعي، الإنساني، والكيّاني.

وكي تبتعد هذه المقالة عن ميدان الفلسفة، ما يهمنا هو تناول العنف الطبيعي في مقاربة قضية "فاطمة"؛ الطفلة السورية ذات السنوات التسع والتي فجرت نفسها في دمشق بدفع وتجهيز من والدها المقاتل في جبهة النصرة.

ينشأ العنف الطبيعي عن حاجة بيولوجية أو جسدية، كمحاكاة البقاء والدفاع عن النفس. هذا النوع من العنف لا يحمل المعنى السلبي لمصطلح العنف المتداول شعبيًا. بل هو رد فعل ضروري لاستمرار الحياة؛ فالإنسان يختبر للمرة الأولى مشاعر العنف عند ولادته. لحظة إنسلاخ الجنين من رحم أمه هي بذاتها لحظة عنيفة ولكنها ضرورية لتنقل الانسان من البيئة المستقرة التي كان يعيش فيها الى الحياة ضمن بيئة جديدة.

بمجرد خروج الجنين الى العالم، يفترض علماء النفس أن عوارض عديدة تظهر لديه كعدم الآمان، والقلق، والوحدة وعدم الثبات. وفي هذه اللحظة يبدأ الطفل بتكوين شخصيته من خلال عوارض المحدودية، والضعف، وعدم الثقة بالنفس والإدمان على الآخر.لذا تكون الأم هي الملاذ الأول الذي يلجأ اليه كل جنين للهروب من هذه العوارض.

ومع نمو الطفل بمرور السنوات، تتركز صورة رمزية في وعيه إزاء أهله باعتبارهم القادرين على تلبية حاجاته النفسية ومساعدته ليكون محبوبا ومفهوما ومحققا لذاته. سرعان ما يتحول الأب أو الأم أو كل آخر قوي إلى "مخلّص" يتأمل الطفل صورته بكثير من المبالغة، باعتباره يسدّ نواقص الشخصية طور التكوين.
يمكن القول بأن الشخصية الاجتماعية الناضجة هي تلك التي تفهم حقيقة الذات الإنسانية الضعيفة وتدرك حاجاتها للأخر ضمن الحدود الطبيعية للولادة والنمو. لذا فإن كل ناضج متزن لا يحتاج إلى التعبير بعنف عن أي مسألة أو فكرة أو قيمة يؤمن بها أو حاجة يسعى إليها.هذه المسألة هي التي تحدد، بحسب نظريات علم النفس، مصير البشر تبعًا لقدرتهم على إدراك ذواتهم والتعامل بنضج ووعي مع حاجاتهم. فأين وقع الشذوذ في قضية الطفلة "فاطمة"؟

يتضّح من خلال تحليل الفيديو بين الأب وطفلته، سطوة الأب ورضوخ الطفلة التام له واستجابتها لأفعال التودد التي يستخدمها معها، من النبرة في الصوت إلى حركة اليد على كتفها وجلوسه بالقرب منها، فضلا عن عملية "الإيحاء" الواضحة في ترديدها عبارة التكبير بعد والدها واستخدامها عبارات لا يدرك عقلها بعد معانيها كـ"عملية استشهادية". ذروة الوحشية في الفيديو سؤال الأب لطفلته:

" أنتِ بدك تتركي حالك يقتلوكي ويغتصبوكي الكفار؟". لتجيبه الفتاة بـ"لا".
ما فعله المقاتل في جبهة النصرة هو أنه انتزع من عقل ابنته (في حال صحّ أنها فعلا ابنته) كل إدراك لطفلة في عمرها، وأحالها آلةً ترى في ما ستقوم به فعل بقاء وحماية لنفسها من القتل والاغتصاب، كما أخبرها والدها.

ولعلّ الأخطر في قضية "فاطمة" هو تشابه العنف فيها مع عشرات المشاهد التي رأيناها منذ بدء الحرب السورية بشكل يبعث على التعجب، إذ إن كل مشاهد التفنن في القتل والدعوة اليه لم تُفرز بعد إطارا عالميًا يضغط باتجاه وقف الحرب، خاصة في دول العالم التي ترفع شعارات الإنسانية، حتى بات ينطبق على أفعال العنف المتكررة والسكوت المتكرر عنها ما كان يعتقد به سيغموند فرويد في مقاربته لتشابه الطقوس في مختلف الثقافات والديانات بالاستنتاج بأن "الحدث التأسيسي هو جريمة". و أي جريمة أكبر مما أسسه رعاة جبهة النصرة في سوريا؟


المصدر: الميادين نت
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)