shopify site analytics
تجهيز الخطة السنوية والموازنة العامة لمكاتب هيئة الزكاة بذمار في ورشة عمل - مكاسب تركيا من التغيير في سوريا - من بين 43 جامعة يمنية،، جامعة عدن تحصل على الترتيب الثاني - تحقيق "هآرتس" الإسرائيلية - إدانة ممارسات نقاط الحزام الأمني في عدن - انه يكسب الوقت يا غبي - سورية ليست قندهار - السيد القائد عبد الملك...نرى فيك سيد الشهداء نصر الله ...يا "إخوة الصدق" - حرب الإبادة وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره - فنان أمريكي يتهم الولايات المتحدة وإسرائيل بتنفيذ إبادة جماعية بحق فلسطين - مسيرة نسائية حاشدة بذمار -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - 
يتمتع تنظيم داعش الارهابي بعدة مميزات ، تضعه في مصاف اللاعب الاكثر قدرة على المناورة وعلى تكييف الميدان

الثلاثاء, 27-ديسمبر-2016
صنعاء نيوز/ العميد المتقاعد شارل ابي نادر -

يتمتع تنظيم داعش الارهابي بعدة مميزات ، تضعه في مصاف اللاعب الاكثر قدرة على المناورة وعلى تكييف الميدان الذي يعمل به حسبما يتم توجيهه ، فهو جاهز لايصال كافة انواع الرسائل وفي مختلف الاتجاهات ، ويمكن اعتبار الاستثمار به او من خلاله ، مشروعا ناجحا و منتجا في كافة المجالات : مذهبيا ، ميدانيا ، عسكريا ، ديبلوماسيا ، اقليميا ودوليا .
عندما ظهر التنظيم وتمدد وانتشر ، متجاوزا الجغرافيا والتاريخ والمذاهب و الحدود و العلاقات التاريخية بين الدول ، هاجمه الجميع ( مبدئيا ) ، وشكلوا التحالفات الدولية والاقليمية لمحاربته ، فبدا الموضوع لاول وهلة ، و من خلال هذا الاستنفار العالمي ضده ، مسألة ايام او اشهر الى ابعد تقدير و يزول هذا المخلوق الخارج عن المألوف ، لنجد بعدها ان حضوره اصبح اقوى واقسى ، و انتشاره اوسع واشمل ، ورده السريع على تلك التحالفات الدولية والاقليمية كان باعلان دولته وتعيين قادته وامرائه و مسؤوليه ، في السياسة والاعلام والميدان والامن والمالية والتعليم و ... و.. و هكذا ، كان دائما يتقدم دون ان يلتفت لتلك التحالفات الهشة ، بالسيطرة اكثر وبزيادة القتل والاجرام والتحدي ، ساخرا منها ، مهددا متوعدا ، ومُنفذا .

لقد حضن " تنظيم الدولة " مختلف الجنسيات و القدرات والمستويات ، من العلماء والمخترعين ، الى القادة العسكريين اصحاب الخبرات في اشرس معارك المواجهات ما بين العراق او افغانستان و الشيشان وبلاد القوقاز وغيرها ، الى رجال الامن الاذكياء الذين كانوا يمثلون اذرع وادمغة الانظمة الاكثر شراسة وبطشا في المحيط والعالم ، الى خطباء المساجد الابلغ والاوسع فقها و تأثيرا ، واحتضن ايضا اعدادا كبيرة من "المجاهدين في سبيل الله " الطامعين بالجنة باكرا والجاهزين لتفجير انفسهم في اي وقت ومكان وطريقة و بمختلف احجام وانواع الاحزمة والعبوات والتفخيخات المتفجرة ...

اللافت في وقائع ومعطيات المعركة الدولية في مواجهة داعش ، او في معارك الأخير على طريق نشر عقيدته و توسيع سيطرة دولته ، ان مناوراته كانت دائما تتميز بانها تفاجئ الجميع ، وعندما كان يتعرض لهجوم في مكان او مدينة او قطاع ، كنا نراه يفلت في جهة اخرى ، ينفذ عملية انتحارية او اكثر ، يهاجم موقعا معاديا له او اكثر ، وكان دائما ينقل الاهتمام الى مكان آخر ، داخل او خارج ميدان المواجهة العسكرية معه ، او ينقل التركيز الدولي الى تغييرٍ آخر في نوع الهدف ، او الى اسلوب جديد في الاعتداء كالتفجير او اطلاق النار المباشر او الدهس او نشر السموم من اسلحة كيميائية ، او غير ذلك مما يكتشفه او يُتقنه ارهابيوه اصحاب المخيلة الواسعة .
كل هذه القدرات والتقنيات والامكانيات كانت ترعاها دائما وتحضنها بطريقة مباشرة او غير مباشرة ثلاثة ميادين مختلفة هي :
اولا : تركيا حيث الجغرافيا المفتوحة على الحدود بين سوريا والعراق ، وكان هذا الميدان يمثل دائما الرئة التي يتنفس منها التنظيم :
- في وصول مسلحيه ومؤيديه ، الاجانب او الاقليميين بطريقة سهلة سلسة دون اية صعوبات ادارية او امنية
- في حصوله على الاسلحة والتجهيزات ، والتي كان مستحيلا عليه متابعة معاركه الواسعة من دونها ، وما كان يتم اكتشافه او يظهر بين يدي مقاتليه من تجهيزات واسلحة وتقنيات متطورة هو خير دليل على ذلك.
- ايضا لعبت اراضي ومرافىء تركيا بالنسبة لداعش شريان تدفق الاموال التي كان يكتسبها برعاية شركات وطنية تركية ، عبر ضخ النفط المسروق من اراضي سيطرته في العراق وسوريا ، او عبر مؤسساتها المالية والتي كان يحصل عبرها على تحويلات الاموال المختلفة المصادر ، القريبة او البعيدة .
ثانيا : الميدان السعودي الحاضن الاساس لاغلب ما يحتاجه داعش :
- فكريا حيث مدارس الوهابية المنشئة للتشدد والتحريض المذهبي .
-- اعلاميا حيث مئات الفضائيات المتخصصة بنشر سموم الحقد والاجرام والتكفير .
- ماليا حيث تتنافس آلاف الجمعيات والمدارس والمؤسسات الخاصة اوالملكية على تأمين الاموال لمقاتلي الدولة "الذين يجاهدون في سبيل الله والدين" ، والذين يقاتلون اعداء الأمة الكفار والمرتدين ، الرافضة والمشركين ...
ثالثا : الميدان الاميركي الذي يؤمن الحماية الخفية و الفاعلة لداعش في :
- عملياته وانتشاره وتحركاته ، حيث يتنقل بوحداته وآلياته وصهاريج نفطه مئات الكيلومترات على مرأى طائرات واجهزة الرصد والمراقبة الاكثر تطورا في العالم ، وفي جغرافيا مكشوفة وواضحة وممسوكة بالكامل ، دون ان تنتبه هذه الطائرات او اجهزة الرصد لهذه الانتقالات و التي من المفترض ، على الاقل ، ان تكون اهدافا اساسية لقاذفات التحالف الدولي الذي يحارب الارهاب ... مبدئيا .
- اتصالاته ، حيث لم يصدف ان اكتشفت اجهزة التنصت الاميركية - ايضا الاكثر تطورا في العالم - اي مكالمة او اتصال او تسجيل حول عملية انتقال او هجوم او اعتداء لداعش ، بالرغم من تنفيذ الاخير آلاف العمليات بشكل شبه يومي ، وفي كافة امكنة مواجهاته الواسعة .
- مواجهاته الحساسة ، حيث وزيري الخارجية و الحرب الاميركيين جاهزان دائما للطيران الفوري والضغط والتهويل ، وخداع الدولة العراقية وتأخيرها عن اي قرار يهدف لحسم معاركها في المدن حيث يسيطر داعش ، و حيث تظهر فورا ، و في اية عملية حاسمة ضد المجموعات الارهابية الغيرة الاميركية على المدنيين ، فيعبّرون بشراسة مباشرة ، او من خلال مؤسسات الامم المتحدة ، عن انسانيتهم المرهفة وديمقراطيتهم العريقة .
واخيرا ... هل ما نشهده اليوم في اكثر من ميدان اقليمي قريب ، بدأ يؤسس لتفكك هذا الحلف الثلاثي الذي خلق داعش ، حيث نرى الاخير في العراق بدا ينهزم ، بالرغم من انه لم يتبين حتى الان مصيره الواضح في الموصل ومحيطه بعد ان سحب الاتراك والاميركيين تأثيراتهم المعتادة لحمايته ، او في سوريا حيث نراه يخسر تباعا مواقعه الاستراتيجية شمالها ، خاصة في المواجهة الدموية الشرسة في مدينة الباب شرق مدينة حلب ، والتي تحصل لأول مرة بهذه الطريقة المباشرة بين وحدات عسكرية نظامية تركية ترعى وحدات درع الفرات من جهة ، وبين عناصر التنظيم الارهابي من جهة اخرى ، وكل ذلك يحدث في ظل انسحاب خليجي سعودي صامت وخجول ، وفي ظل لامبالاة اميركية ظاهرة ، يغطونها بانشغال رسمي وسياسي وديبلوماسي
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)