صنعاء نيوز/بقلم / حسام المجاهد - 🌹🌹🌹🌹🌹🌹
📝📝📝📝📝📝
عندما تشكلت حكومة الإنقاذ الوطني لم نكن نتوقع أن يأتي الوزير الجديد بعقلية انظف من العقليات السابقة؛ كنا نخشى أن تؤثر عليه حاشية الفساد وأعداء النجاح فتشكل حوله طوقا خانقا يحول بين الحقيقة وبينه، فذلك هو ما اعتادت البطانة السيئة علی فعله مع الوزراء السابقين.
الحمد لله أنه بدا حريصا بأن يكون علی مسافة واحدة من الجميع، ولم يتح الفرصة لأحد بأن يؤثر عليه، أو يهمس بالسحر والغيبة والتشكيك في اذنيه، ولهذا رأيناه رائعا وهو ينظر للجميع دون تمييز ابتداء بنائب الوزير ومرورا بالوكلاء وانتهاء بالمدراء، ومن دونهم، علی الأقل حتى يعرف حقيقة كل منهم.
كما انه لم يتخذ أي قرارات أو تعيينات عاجلة وسريعة بدون أي دراسة كافية، فهو يحاول جاهدا أن يفهم ويستوعب كل ما يحدث في الوزارة ومرافقها وقطاعاتها المتعددة، يحرص دوما علی معرفة اراء وانطباعات الجميع حول مختلف قيادات الوزارة، لدرجة انه يسأل حتی موظفوا السكرتارية، وقسم الطباعة، وعامل البوفية، والفراش، والبسطاء في مكتبة، يسألهم عن أخلاق الوكلاء، والمدراء، وسلوكياتهم الادارية وطبيعة تعاملهم مع الاخرين، ويسأل المختصين ايضا كلما سنحت الفرصة عن مدى نزاهة وكفاءة قياداتهم، يريد أن يقترب من حقيقة الجميع دون أن يشعروا ومن مصادر بسيطة وصادقة وشفافة.
إنه اول وزير في تاريخ الوزارة الذي طلب من قياداتها أن يسلموه نسخا من سيرهم الذاتية، وفي ذات الوقت لم يعتمد علی تلك السير فحسب؛ بل طلب من الإدارات المعنية في الوزارة أيضا كافة البيانات المتعلقة بتلك القيادات خلال ال 15 عاما الماضية.
يريد الوزير أن يعرف التاريخ الوظيفي لكل مسئول لديه، منذ تعيينه في الوزارة، والمواقع الذي شغلها من خلال التدوير الوظيفي، واجمالي المستحقات والاعتمادات التي تسلمها منذ عقد ونصف خارج الراتب الشهري، وكذا عدد السفريات والدورات التدريبية التي حصل عليها، وعدد الاقرباء الذين تمكن من توظيفهم في الوزارة وقطاعاتها المختلفة، وكيف تمت آلية ذلك التوظيف، يری الوزير أنه بمقارنة نتائج تلك المعلومات سيحصل علی صورة واضحة وشفافه عن الجميع.
لم يقف الامر علی ذلك فقط؛ فقد طلب الوزير ايضا المعايير التي بموجبها يتم تعيين أعضاء مجالس إدارة المؤسسات والهيئات والشركات التابعة للوزارة، وأسماء رؤساء وأعضاء تلك المجالس منذ تأسيسها حتى اليوم.
ناهيك عن طلبه لكشوفات المتقاعدين الذين لازالوا يتربعون علی كراسيهم كحجر عثرة امام طاقة الشباب وافكارهم، وكذا مجمل قرارات التعيين التي صدرت خلال العامين الماضيين، كما دعی عدد من القيادات التي تم تهميشها أو اقصاءها بشكل تعسفي، وجبر بخاطرها واستمع الی ما لديها من تشخيص وتصورات ورؤی لتحديث وتطوير اليات العمل، والنهوض بمستوی الاداء لتحقيق غايات حكومة الانقاذ الوطني، الی غير ذلك من البيانات، والمعلومات، والتوجيهات، والإجراءات الاولية التي جعلت معظم الموظفين يتفاءلون بهذا الوزير ، الذي لم يسبقه أي وزير بهذا المستوى المدهش من النضج والنزاهة والتفكير.
ورغم انزعاج بعض النافذين من توجهات الوزير الجديد التي قد تعصف بهم وتأتي بغيرهم، إلا أن السعاده تكاد تغمر الجميع، وهم يشعرون بالامتنان والعرفان لحكومة الانقاذ الوطني، ولسان حالهم يقول : شكرا لك معالي الوزير.
أن العاملين في كل وزارة من وزارات حكومة الانقاذ سيعرفون بلا شك أن كان وزيرهم الجديد هو من نتحدث عنه أم أنه من طينة معظم الوزراء الذين ابتلتنا بهم الحكومات السابقة؟
فلا تستعجلوا أيها الزملاء.
ان غدا لناظره قريب.
أما أن نقول شكرا أو عذرا ! |