صنعاء نيوز - بعد انتقاده العابر للرئيس هادي، وبعد أيام من انتقادات قاسية وجهها إليه الحوثيون، حمّل المبعوث الدولي الخاص باليمن الحوثيين المسؤولية الأكبر في إفشال التوصل إلى حل سياسي.
الإحاطة الدورية التي قدمها إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى مجلس الأمن ألقت باللائمة على الحوثيين في إفشال مساعي التوصل إلى تسوية للصراع، حيث أكد المبعوث الدولي أن تشكيلهم مجلساً سياسياً ثم حكومة في صنعاء يضع عراقيل إضافية أمام مسار السلام، ويؤثر سلباً على عامل الثقة بين الأطراف؛ مكررا تحذيره من خطورة القرارات الأحادية في هذه الأوقات العصيبة وتأثيرها على إعادة تفعيل مؤسسات الدولة.
المبعوث الدولي أشار الى أن قبول "أنصار الله" و"المؤتمر الشعبي العام" خطة السلام بتشجيع من سلطنة عُمان والولايات المتحدة الأمريكية هو مؤشر إيجابي. غير أن امتناعهم عن وضع خطة مفصلة للترتيبات الأمنية تتطرق إلى تفاصيل الانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة الثقيلة لم يساعد على التقدم، وخاصة أن الشق الأمني جوهري في المقترح وأساسي للسلام.
وامتدت سلسلة الانتقادات الموجهة إلى تحالف صنعاء إلى إعادة تفعيل اللجنة العسكرية المكلفة بالإشراف على تثبيت وقف إطلاق النار، والتي يُفترض أن تتلقى في الاْردن تدريباً مكثفاً قبل عودتها للعمل في جنوب السعودية، حيث أكد ولد الشيخ أحمد تجاوب الحكومة اليمنية وموافقتها على إرسال ممثليها للمشاركة في الدورة التدريبية للجنة، وتمنى على وفد "أنصار الله" وحزب "المؤتمر الشعبي العام" تأكيد حضور ممثليهم.
هذه الانتقادات سبقها هجوم شديد من محمد عبد السلام، الناطق الرسمي باسم الحوثيين وكبير مفاوضيهم على المبعوث الدولي، حيث وصفه بالتماهي مع التحالف الذي تقوده السعودية والتبرير لأفعاله. كما أكد أن زيارته الأخيرة إلى صنعاء كانت للضغط السياسي ومسعى لتأكيد أن الرجل لا يزال يعمل مبعوثا للأمم المتحدة.
من جهته، قال مدير مكتب زعيم الحوثيين مهدي المشاط إن تصريحات ولد الشيخ أحمد بعد زيارته لصنعاء هي عودة إلى ما قبل محادثات الكويت وتقديم خريطة الطريق، مؤكداً أن الحديث عن ملفات مجزأة فات أوانه بعد تقديم الخريطة كأرضية لنقاش حل شامل.
وأضاف أن "المبعوث إما أنه يعبر عن فشله في خدمة "العدوان" بالتغطية على استمرار هذا العدوان والبحث عن أي مواضيع تساعده في استمرار خدمته، أو يعبر عن ارتباك قوى "العدوان" ووصولها الى زاوية محصورة".
وأضاف: "إذا أصر - أي ولد الشيخ أحمد - على خدمة " العدوان" بكل "وقاحة"، فرفضه أصبح ضرورة وطنية، خاصة أنه لم يجرؤ على تحميل قوى "العدوان" المسؤولية في رفض الخريطة، وأن هذا الرفض هو سبب استمرار العدوان".
بدوره، هاجم حزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده الرئيس السابق علي عبد الله صالح مطالبة ولد الشيخ أحمد للمسلحين الحوثيين بالانسحاب من المدن، وقال إن "من الغريب أن يطلب ذلك ولا يطالب بانسحاب القوات الأجنبية من الأراضي اليمنية".
المصدر : RT |