امل الجنيد -
الكروت الصحية حبر على ورق الا من رحم ربه من الأطباء
1000 ريال للكرت الصحي والمعاينة الطبية غيابيا
الأخصائية في المدرسة بغير وحدة صحية
مراكز صحية بغير كروت وأخرى تبع بالسوق السوداء
غياب الأخصائي في المراكز يدفع بولي الأمر للاستعانة بآخرين
الشميري :وجود الكروت أفضل من عدمه
الحبيشي : الأوامر صريحة بفحص كل طفل
بلقيس: والأوضاع الإدارية هذا العام غير مستقرة
الغيلي :إباء غير قادرين على معاينة أطفالهم بسبب ضغوط العمل
تحقيق أمل الجنيد
حيل وألاعيب وأساليب ابتزاز غريبة أبطالها سماسرة الكروت الصحية لأطفال سنة أولى دراسة في المراكز الصحية ومكاتب التربية والتعليم من خلال طرق ملتوية وغير واضحة في كشف وفحص الأمراض لأبنائنا حديثي التسجيل في المدارس..
الكروت الصحية وصلت قيمتها (1000) ريال في الصحة المدرسية ودون الفحوصات ؟والى (300)ريال مع التشخيص الظاهري للطفل في المركز الصحية ؟تاهت بين قلة الإمكانيات واللامبالاة؟ وبين توجيهات لم يعمل بها؟ نرى ماهي الفائدة من كروت مليئة بعناوين لأمراض مفجعة قد يكون الطفل مصابا بها إلى ان التساهل وعد المبالاة وراء عدم الاهتمام بالكرت الصحي ؟!!وهل وجدت الكروت الصحية من اجل صحة الأطفال أم تجارة صحية مربحة قابلة للتنافس بين الصحة والتربية.
في البداية يقول والد الطفل عمار: ذهبت إلى احد المراكز الصحية بأمانة العاصمة لغرض الحصول على الكرت الصحي الخاص بدخول سنة أولى دراسة للأطفال وانا أقوم بتعبئة بيانات لكرت الصحي وجدت عناوين لأمراض كثيرة يحتويها الكرت, بقدر ما أفرحني ذلك أن هذه الأمراض سيتم فحصها في كل طفل..! أضاف هم جيد لهم التسجيل وهو كيف كم من الوقت سوف يستغرق ذلك مني لمعاينة أبني وعند المعاملة اكتشفت انه لأيتم فحص ولو عنوان واحد مما هو موجود في الكروت؟ما جعلني استغرب واستاءا من الجهد الذي بذله المختص ومصمم هذا الكرت الخاص بالتلاميذ الصغار الذين يلتحقون بالمدرسة لأول مرة؟ أذا ماهي فائدة كتابه هذه العناوين التي تملئ الكروت وليس لها فايدة وتبقى حبر على ورق كما يقال.
ويقول الأخ عبد الواحد البحري – ولي أمر: أنا في الحقيقة كولي أمر حصل أن أحد أبنائي كان مصابا بقصر نظر ولم أعرف ذلك كون الكرت الصحي عاملته أنا ولم اصطحب ولدي معي إلى المركز الصحي وجرت المعاملة بسرعة حتى أني لم أهتم بما احتواه الكرت الصحي وكان همي كيف الحق فترة التسجيل بالمدرسة .
ويضيف البحري أنه لم يعرف أن ابنه مصاب بقصر نظر إلى بعد ثلاث سنوات حين أصرت عليه زوجته بأن أبنهم لايعرف القراءة من الكتاب وتؤكد ان الولد لديه مشكلة في النظر وهذا ما اتضح بالفعل حين وصل به إلى طبيب العيون عرف والد الطفل كما اذنب في حق صغيره عندما لم يهتم بعرضه على طبيب العيون في وقت مبكر ولم يتم ذلك إلا بعد أن أصيب بالإحباط بأن ولده لا يفهم ولا يستطيع كتابة الدروس والوجبات المنزلية بسبب أصابته بضعف شديد في العينين (قصر نظر) حينها عرف قيمة الكرت الصحي والذي لايهتم به الكثير من أولياء الأمور فهمهم يتركز كيف يسجل ابنه في المدرسة.
ضغوط العمل
وتقول الأخت سارة الغيلي أخصائيه اجتماعية بمدرسة سفير الحديث؟ حصلت على دورة متكاملة في الإسعافات الأولية السنة الماضية 2009 في مستشفى جامعة العلوم حيث نظمها منتدى صناع الحياة وهذه الدورة أفادتني كثيرا في التعامل مع الأطفال عندما يشكون من الم ماه والكثير ما يشتكي الطفل إما مغص بسب البراد والكلى فنعطيه شراب مسكن للألم إما إذا اشتدي الحالة نتصل بالأب لكن نتفا جئ إن بعض الإباء غير قادرين على ألمجي بسبب ضغوط العمل فيوكل المهمة ألينا وبدورنا نأخذ الطفل إلى المستشفى وعمل الفحوصات اللازمة له.
دور الوحدة صحية
وترى الأخت/ بلقيس جباري - أخصائية اجتماعية بمدرسة نسيبة بنت كعب: العام الماضي كانت تتوفر لدينا جميع مستلزمات الإسعافات الأولية في الصيدلية الخاصة بالمدرسة وذلك بتعاون وجهد خاص من الأخوات المدرسات العاملات فيها وليس من ميزانية المدرسة, وهذا العام حاولنا تقديم كشف أو ورقة طلبات بالمستلزمات الطبية للإدارة المدرسة لطلب دون جدوى من ذلك وياتي العذر أن الأوضاع الإدارية هذا العام غير مستقرة ولايمكن توفير المستلزمات الطبية والصحية.
وأضافت الإحصائية الاجتماعية: مانستطيع عمله الاتصال بوالد الطفل أو الطفلة ليأخذها ويقوم باسعافها ونخلي مسؤوليتنا.
الشكل الظاهري
يقول الدكتور/ عبد الله الشميري أخصائي الأطفال بمجمع الوحدة الطبي:عند ما نحصل على كروت للمركز نعالج الأطفال حيث نعتمد على الظهر الخارجي للطفل ولانجري فحوصات ونقوم بالعمل الروتيني المعتاد عليه فمن خلال حركة الطفل وتفاعله وتركيزه إذا كان الطفل مصاب بمرض كالسمع أوالبصر فانه من خلال كلام الدكتور مع الطفل نستطيع تشخيص الحالة إما بالنسبة للإمراض الأخرى كالكبد وغيره فهي موجودة في كرت التطعيم الخاص بالطفل وبناء على هذا الكرت يتم توثيق الكروت الصحية.
وينفي الشميري انه يتم توقيع أي كرت دون وجود الطفل والحديث معه ومن مضمون الاحتياط باعتبار أن المراكز لأتفحص الطفل كاملا نكتب هذا العبارة (nad) في الكرت أي لا توجد إعاقة مرضية ظاهرية لوحظت وهذا يعني إن الطفل غير سليم 100% لكن عند ما نكتب كلمة (well) ويكتشف أن هذا الطفل مريض عندها كطبيب أتحمل المسئولية.
واشار الدكتور إلى أن الفحص بدقة يعتمد على الأسرة بالدرجة الأولى أكثر من اعتماده علينا وثانيا على المدرسة حيث التركيز من قبل المدرس على طلابه في حين يجد الطفل متأخر في دراسته أو ضعف استيعابه والتنويه للأسرة المعرفة الأسباب وحلها.
الإمكانيات
وقال الطبيب الشميري ان قله الإمكانيات الموجودة في المراكز الحكومية تظل عائقا إمامنا كأطباء من جهة فلا نستطيع إلا تقديم الخدمات الأولية المستطاع عليها ودون ذلك ما باليد حيلة؟
ومن جهة أخرى عائقا امام هذه الأب وعدم قدرته على دفع مصاريف هذه الفحوصات التي قد تصل إلى (10) ألاف ريال فليس كل أب قادر على دفع مبلغ من المال كل وحد من أطفاله خاصة وان بعض المركز تستغل هذا الوضع فيضطر الأب للقول إن ابنه خال من أي امراض يمكن إن تعيقه في خراج الكرات الصحي الذي بواسطة يتم دخول الطفل المدرسة.
عدم الاستغلال
ويؤكد الدكتور الشميري: على إن هناك دعم شعبي وأيضا كل ثلاثة أشهر ميزانية للمركز تصل حوالي (700) إلف ريال شهريا إلا إن المعلوم والواضح يخرج إلى (300)إلف ريال فقط وهذا يكمن للقائمين على هذا الإطار وعدم واستغلالهم بشكل صحيح وسليم لها.
وافاد إن ميزانيه المراكز تذهب هدر للأموال (بعاسس) ويصرف عليها بطرق رسمية حتى لا يتم التشكيك في الإمرة اما عن التوقيعات التي يقوم بتوقيعها دكتور بدلا عن بقية الدكاترة إنما لغرض مساعدة المواطن (ولي الأمر) باعتبار ان وجود الكرت أفضل من عدمه.
وفي الأخير يرى الدكتور عبد الله انه يجب على مكاتب الصحة توفير كافة الإمكانيات الخاصة بالمراكز وتوفير الكادر المؤهل وذوي الكفاءة في المراكز ما لم يتم توجيهها الى المستشفيات ذات الكوادر المتوفرة والمؤهلة وذات الإمكانيات الكبيرة على ان تتم الفحوصات بمبلغ رمزي لنطمئن على أطفالنا في المدارس بصحة جيدة .
1000 كرت
وبعد رفض مدير مركز مجمع الوحدة الطبي الدكتور/ محمد صالح الحديث معنا بخصوص الابتزاز والسمسرة بكروت الصحة أتجهنا الا مدير مكتب الصحة بمديرية الوحدة والمسئول عن توزيع الكروت الصحية الخاصة بالأطفال الدكتور / بندر الحبيشي حيث يقول انه تم توزيع الكروت الصحية بعد استلامها من مكتب الصحة بأمانة العاصمة على أربع مراكز بحسب الإقبال والبالغ عددها(1000) كرت بحيث قدرت تكلفة الكرت الواحد (300) ريال فقط منها (100) ريال ممخصصة للكادر العامل عليها (200) ريال تسلم لمكتب الصحة بالأمانة.
وقال مدير الصحة عند بدء العمل بادر بعض الأخوة مدراء العموم بان هناك اباء غير قادرين على دفع قيمة الكرت واصدرنا عفو بشرط ان يقوم ولي الأمر بتعميد تظلم ويتم تحويله من المختص بالإعفاء وترفع إلا مكتب الصحة لأن هذا التظلم سيحب بدل الكر الذي صرف مجانا وتم الاتفاق بحضور مندوب مكتب الصحة بأمانة العاصمة.
رفض التعميم
من جانبه اوضح الدكتور بندر : ان الكادر المتواجد في المراكز أما ان يكون طبيب عام او طبيب أطفال او طبيب نساء وولاده فلايوجد إخصائي عيون او أذن وأنف وحنجرة او أخصائي جراحة وحتى أخصائي جلد لايوجد ألا في مركز واحد فقط .
ولقلة هذه الامكانات والكوادر المتخصصة الموجودة في المراكز حاولنا على الاقل وضع طبيب أطفال وطبيب مخبري حتى يتم تشخيص كل حالة بشكل روتيني ظاهري وأن أستدعت أي حالة للفحوصات المخبرية يتم ذلك .
واكد الحبيشي أنه وبحسب توجيهات وزير الصحة العامة والسكان تم توقيع تعميم بالتوجيه الى المراكز الصحية بالمديريات ومكاتب التربية ومديرعام المديرية, ولكن الأخ مدير عام التربية لم يعمل بالتوجيه ورفض تعميمها على المدارس , ما جعل الاقبال على المراكز ضعيف مقارنة بالمديريات الأخرى.
وعلق الدكتور الحبيشي على الخلاف الحاصل بين مدير عام الصحة ومدير عام التربية في هذا الشأن حيث عمم مدير عام مكتب الصحة بتوجيه الكروت إلى مراكز الصحة في حين ان مدير عام التربية وجه بعدم اعتماد هذا التعميم وإرجاع الكروت إلى الصحة المدرسية.
ذرة إنسانية
وأضاف الحبيشي: إن هذه البطاقات الصحية كانت تعطى من قبل الصحة المدرسية وكان ولي الأمر يدفع (1000) ريال دون إن يذهب معه الطفل ويتم فحصة ؟لكن فكرة مدير عام الصحة جاءت بقليل من الإنسانية وقدم مقترح لوزير الصحة العامة والسكان بان تحول هذه الكروت للمركز الصحية وتجرى الفحوصات اللازمة للأطفال وليس بالضروري أن يتم أجراء جميع التشخيصات والفحوصات الطبية لكن اقلها فحص الدم للطفل المشكوك فيه وبدل ان تكون قيمة الكرت ( 1000) ريال تكون بمبلغ رمزي يقدر بــ(300) ريال وتعمم الفائدة للجميع ويكون أبنائنا في المدارس بصحة نعلم نحن بها على الأقل.
|