صنعاء نيوز - ترجمة خاصة| جريدة النهار
كشفت صحيفة لوموند الفرنسية عن ضغوط هائلة مارستها الادارة الامريكية وبريطانيا والاتحاد الاوروبي على قيادة التحالف العربي الذي تقود المملكة العربية السعودية لمنع توجيه أي ضربات عسكرية على منطقة السبعين؛ جنوب العاصمة اليمنية صنعاء.
وأوضحت الجريدة اليومية المسائية في تقرير لها ترجمته صحيفة النهار اللبنانية؛ بأن ضباطاً امريكيين وبريطانيين يقدمون خدمات استشارية في القيادة المركزية لعمليات التحالف منعوا طائرات إف16 سعودية من تنفيذ مهام قتالية في المنطقة مطلع الأسبوع الماضي؛ قبل أن تتدخل دوائر سياسية غربية وتوجه تحذيراً شديد اللهجة من مغبة استهداف المنطقة التي تعتبر منطقة تجمع رئيسي لجماعة الحوثي؛ الموالية لطهران؛ وانصار الرئيس السابق علي صالح.
وقالت الصحيفة أنه في الوقت الذي تقود فيه عدد من الدول الاوربية وامريكا وبعض الوسطاء في الشرق الاوسط جهودا هائلة لوقف العمليات العسكرية السعودية في اليمن الذي يشهد أزمة انسانية مستفحلة ودعم جهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الذي بذل بدوره جهود حثيثة خلال الفترات الماضية؛ فإن التحركات والاتصالات التي اجراها مسئولون سعوديون رفيعون مع مسئولين امريكيين واوربيين مؤخرا توحي برغبة الرياض في توسيع نطاق الحرب وتشديد اجراءات الرقابة على ميناء الحديدة، وهو آخر منفذ للبلد الذي يشهد تزايدا كبيرا في مؤشرات سوء التغذية وانعدام الأمن الصحي وتلاشي مقومات الحياة.
وبحسب الصحيفة الفرنسية فإن مسئولين سعوديين سعوا في لقاءاتهم مع ادارة الرئيس الامريكي ترامب لاقناع الادارة الامريكية بإغلاق ميناء الحديدة وتشديد الاجراءات الاقتصادية المفروضة على المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وقدموا تقارير عن جدوى هذه الاجراءات في تراجع شعبية الانقلابيين وامكانية حدوث ثورة شعبية عارمة او التدخل عبر عملية عسكرية خاطفة في العاصمة.
وتقول الصحيفة: "أن التظاهرة التي تشهدها العاصمة اليمنية صنعاء؛ الاحد القادم؛ في حي السبعين بالتزامن مع الذكرى الثانية لانطلاق العمليات العسكرية في اليمن والتي اطلق عليها؛ عاصفة الحزم؛ والتي ستكشف عن الحجم الحقيقي لمناصري الحوثي وصالح الذي يرأس حزب المؤتمر الوطني؛ ومدى تأثر شعبيتهم بفعل العمليات العسكرية والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تعيشها البلد؛ ستحدد مصير الحرب السعودية في اليمن والتي تدخل عامها الثالث دون قدرتها على احداث تغيير واضح في المعادلة على الأرض.
وتابعت الصحيفة: أن فشل الحوثيين وحزب صالح في حشد انصارهم لتظاهرة الأحد؛ سيعزز مطالب النظام السعودي الذي يسعى للحصول على ضوء أخضر دولي لتنفيذ عملية عسكرية في ميناء الحديدة والانتقال للسيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء؛ فيما سينعكس الأمر سلبا على المخطط السعودي في حال قدرة طرفي الحكم في صنعاء على استعراض عضلاتهم وابراز مدى شعبيتهم رغم كل الظروف التي تمر بها البلد؛ ما سيعني عدم جدوى استمرار العمليات العسكرية التي تقودها الرياض والاجرءات الاقتصادية وضرورة الضغط لعودة كل الأطراف للمسار السياسي.
وهو ما يبرر؛ بحسب الصحيفة، الرفض الامريكي الحاسم لاستهداف المنطقة من قبل طائرات التحالف العربي التي تشن حربا بلا هواده؛ وراح ضحيتها الاف المدنيين ووضعت البلد على حافة المجاعة بحسب تقارير الأمم المتحدة؛ إضافة إلى الاهتمام الذي خصصته دوائر القرار السياسي والوسائل الاعلامية الدولية للحدث الأهم الذي سيحدد ملامح العمليات العسكرية القادمة في اليمن ومستقبل البلد الذي بات ازيد من نصف سكانه مهددين بالموت بسبب المجاعة. |