صنعاء نيوز/بقلم الدكتور عادل الشجاع -
أظهرت السعودية عدم احترامها للشعب اليمني فبعد مضي عامين على عدوانها مازالت تقف إلى جانب أفراد لا وزن لهم في الحياة السياسية أو الاجتماعية. لم تدرك بعد أن هؤلاء لا وزن لهم شعبيا. أغدقت المال عليهم فتحولوا إلى مؤسسة ارتزاق وتسول.
ولا أعتقد أن السعودية قد فاقت من غيبوبتها التي دخلت فيها منذ 26 مارس 2015. يوم أعتقدت أن عدوانها على اليمن لن يكون سوى نزهة صيد لاصطياد الإنسان اليمني كما يفعلون في رحلات الصيد. لكن ما حدث اليوم في ميدان السبعين بعد 730 يوما كان أمرا عظيما يقف أمامه الإنسان السوي عاجزا عن ترجمة مشاعره الجارفة ولا يوازيه إلا وقوف هذه الجموع أمام ذكرى العدوان على وطنه الذي توعده بالمحو والإزالة. لم يكن الذين تقاطروا إلى السبعين يمثلون لونا واحدا بل كانوا يمثلون ألوان الطيف السياسي مؤتمر وإصلاح وأنصار الله واشتراكي وبعثي وناصري ومستقليين لا يجمع بينهم سوى حب الوطن من الإيمان. جميعهم حرموا من الحياة الكريمة وظلوا خلال عامين كل فرد منهم يتوقع أن تغتاله طائرات بلاد الحرمين في أي لحظة من صحوه أو منامه. جميعهم رأوا أنه لم يبق شبرا من أرضهم إلا وقصف ودمر. لم تترك طائرات بلاد الحرمين معلما إلا ومحته بصواريخ الطمس والإبادة. توهمت السعودية أنها قادرة على كسر إرادة هذا الشعب، لكنه خفي على قيادتها من العسكريين والسياسيين وبعض رجال الدين أن ثمة جذورا لحضارة هذا الشعب ضاربة في الأرض وفي النفوس لم يدركها الفناء وإن جفت بعض أغصانها وتساقطت بعض أوراقها. لقد وصلت رسالة هذا الشعب إلى المجتمع الدولي وأدرك أن حدثا جللا انبثق اليوم من ميدان السبعين. وأن هذا الشعب رضع من تلك المرأة الحميرية التي قالت: تموت الحرة ولا تأكل بثدييها. لقد جاء إلى السبعين وهو محروم من راتبه منذ سبعة أشهر لكنه أراد أن يقول: إنه يصبر على الجوع ولا يصبر على الذل والإهانة. فهل ياترى وصلت الرسالة للقادة في السعودية لكي يوقفوا سباحتهم في دماء اليمنيين. لقد أطلقت هذه القيادة العنان للآلة الحربية الفتاكة تعمل عملها خارج الأعراف الإنسانية وقوانين الحرب. لا أظن أن ثمة درسا أعمق وأبلغ من درس السبعين لمن ألقى السمع وهو شهيد. وعلى القيادات السعودية ألا تقرأ هذه الحشود بعيون الماضي وإنما بعيون المستقبل. فهي تلج إلى مستقبل قانون جاستا الذي بدأت تباشيره في رفع الدعاوي القضائية على المملكة. والجرائم التي أرتكبت في اليمن مدونة لدى المنظمات الدولية. وستفتح هذه الملفات في الوقت المناسب. لقد حوكم صدام حسين على قضية الدجيل وهي محاولة لاغتياله. فكيف بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أرتكبت في حق اليمنيين. لابد أن تكون الرسالة قد وصلت. وأن العام الثالث يبدأ غدا. وهي فرصة لأن تتصالحوا مع الشعب اليمني. فالذي خرج بعد سبعة أشهر من عدم استلامه لمرتبه الذي هو مصدر رزقه لن يثنيه شيء عن الانتقام لنفسه ولوطنه. وأعتقد أن الرسالة وصلت إلى سلطة الأمر الواقع أننا نلبي دعوة الوطن حينما يدعونا. فقد لبينا دعوة البنك المركزي وأخرجنا مالدينا. ولبينا دعوة الوطن فخرجنا دعما للمجلس السياسي وحكومة الإنقاذ. وخرجنا اليوم رفضا للعدوان. وقد جاء الدور عليكم لتعيدوا كل الأموال التي في حوزتكم إلى البنك المركزي وتصرفوا المرتبات. وتتعاملوا كدولة وليس كعصابة. |