صنعاء نيوز/ بقلم المحامي / محمدالمسوري -
حرصت على التريث حتى ينتهي الجميع من أحياء ذكرى عامين من الصمود.
وعدم الكتابة إلا بعد تمام ذلك.
بالرغم من أن قلمي يصرخ معاتبا على التأخير ولكنه تفهم ولم يكن كخطاب صعدة مستعجلا.
ففي الوقت الذي لم يجف فيه الحبر الذي كتبت به الإتفاقية بين اللجنة المشتركة للمؤتمر وحلفاؤه وأنصارالله وحلفاؤهم ورئاسة البرلمان وحكومة الإنقاذ على الرؤى الخاصة بالالتزام بالدستور والقوانين النافذة ومنع أي تدخلات في إدارة شؤون البلاد وأعمال المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ بإعتبارهم مع البرلمان يمثلون السلطات الرسمية للدولة.
إلا ويأتينا خطاب صعدة الذي قرأت هنا وهناك أهم ما ورد فيه.
خطاب نسف الإتفاق وطرحه أرضا.
ليس لأنه جسد فعلا التدخل الحقيقي في السلطة مؤكدا أنه الأمر الناهي فوق جميع السلطات التي تم الإتفاق على عدم التدخل في شؤونها فقط ومظهرا أن القرارات لا تصدر من صنعاء وإنما من صعدة والبقية كومبارس.
بل ولأنه وجه صراحة بتعطيل الدستور والقوانين النافذه التي إتفقوا في صنعاء على التقيد بها وقبل أن يغادروا قاعة الإجتماع جاء خطاب صعدة يقول لهم بلوا الإتفاق وأشربوا ماؤه.
وطبعا الذين تعودوا إلى القطرنة أي تقطرنوا.
على طول هللوا وكبروا وأعتبروها آيات قرآنية نزلت من السماء وما علينا إلا التصديق.
وبالأمس قالوا لعلي عبدالله صالح ليش تصدر قرار بتطبيق قانون الطوارئ عقب جمعة الكرامة ورفضوا التقيد به.
طبعا هناك فرق بين توجيهات سيدي عبدالملك وقرارات رئيس الجمهورية آنذاك.
تعطيل الدستور تجسد عندما أصدر خطاب صعدة أوامره بتفعيل قانون الطوارئ.
قانون الطوارئ الذي يترتب على تفعيله إلغاء الحقوق والحريات وحماية الإنتهاكات والفساد والمفسدين ومنع تطبيق أحكام الدستور والقوانين النافذه وحرية الإعتقال وإغلاق المحلات التجارية وفرض حظر التجول وجعل الحياة سجن قاتل.
إتفقوا في صنعاء على حماية الدستور وخطاب صعدة ألغى الإتفاق.
طبعا تفعيل قانون الطوارئ..
ليس بسبب العدوان.
لأنه لو كان كذلك لتم تفعيله رسميا من بداية العدوان مش يجي لك بعد عامين ويقل لك قانون طوارئ مع أنهم كانوا يطبقون قواعد قانون الطوارئ ولازالوا سرا وعلانية ولكن بدون تفعيل القانون لأنهم تورطوا بغباء أصحابهم عندما عطلوا البرلمان واليوم يستغلوا شراكتهم مع المؤتمر ليشرعن لهم المؤتمر عبر أغلبيته في البرلمان لجرائمهم بحجة قانون الطوارئ.
الطوارئ ياشعب اليمن..يريدونها اليوم.
بسب توسع حالة النقد والصراخ ضد الفساد والمفسدين والتخريب والنهب والمطالبة بالمرتبات وكشف الشركات النفطية للحوثيين وأعمالهم التجارية ومكاتبهم في الإمارات.
طبقوا قواعد قانون الطوارئ خلسة منذ بدء العدوان على بعض الصحفيين المعتقلين حتى الآن وغيرهم.
واليوم عندما أصبح كل مواطن يمني في حد ذاته صحفي ويكتب أكثر مما يكتب أي صحفي.
لم يجدوا إلا القول بتفعيل قانون الطوارئ ليتم إغلاق الفيسبوك والواتساب والتليجرام وغيرها.
خطاب صعدة غير حصيف في هذه الجزئية الخاصة بالطوارئ والطابور الخامس.
ليس في المضمون فقط بل وفي التوقيت.
ليس لأنه كما ذكرت مسبقا صرع إتفاق صنعاء وضربه في مقتل.
بل ولأنه جاء والجميع يدعون للحشد والتجمع في ميدان السبعين.
جاء والجميع يدعون لوحدة الصف الحقيقي وترك الخلافات جانبا.
جاء والجميع يعلنون تصديهم للعالم بقوة وثبات وشموخ.
جاء والناس بحاجة إلى جرعة معنويات تنسيهم عدم صرف المرتبات.
جاء والناس يبحثون عن لقمة عيش ويأتي قانون طوارئهم الذي سيؤدي إلى إغلاق المحلات التجارية وسيأتي يوم يفرضون فيه حركة التجول.
جاء هذا الخطاب ليستخدمه كل فاسد ومفسد سلاحا ضد كل من يكتب ضد الفساد والمفسدين.
وأصبح المواطن البريئ بسبب هذا الخطاب طابور خامس.
والفاسد طابور سيدي وعيني.
صحيح أن الخطاب تضمن أشياء جميلة نحتاج إليها في مرحلتنا هذه.
ولكنه جاء ليقول أنا ربكم الأعلى بعد إتفاق صنعاء ومعلنا بأن سلطة صنعاء هي ربكم الأدنى.
التي لاتهش ولاتنش.
ومبروك عليكم..
إخراج قانون الطوارئ من تحت الطاولة إلى فوق الطاولة بشرعنة من برلمان غالبيته مؤتمر شعبي عام.
وينفذه أتفه مشرف..ضد أصغر مواطن بريئ بحجة طابوركم الخامس.
ودقي يامزيكا..وأرقصي يا ...
#حفظ_الله_اليمن_وشعبه_العظيم
27 مارس 2017م |